Quantcast
Channel: نصائح و اخبار و معلومات »الطب
Viewing all 87 articles
Browse latest View live

الوزن الصحي: نقطة الانطلاق نحو رحلة العيش الصحي: ج1

$
0
0

يبدو أن الحل المناسب لضبط الوزن سهلاً – أي تناول مقدار أقل من الطعام وممارسة المزيد من التمارين. لكن تطبيق هذا الحل ووضعه قيد التنفيذ هو في الحقيقة أكثر صعوبة مما يبدو.
لقد حاولت ربما التخلص من وزنك الزائد، ولقيت على الأرجح نجاحاً محدوداً. إلا أنك لست الوحيد في هذا المجال. في الواقع، يحتاج معظم البالغين إلى تخفيض وزنهم، ويتوجب على بعضهم التخلص من مقدار كبير من ذلك الوزن الزائد. وفي كلا الحالتين، لا يكون التحدث عن نقص في الخطط المناسبة. فالمكتبات والمحطات التلفزيونية وشبكة الانترنت تزخر كلها بالمنتجات والخطط والخدمات.

لن تعثر في هذا الموضوع على حمية خاصة لأنها غير موجودة. لكننا سنقدم لك في سلسلة مواضيع الوزن (التي سنطرحها في موقع طبيب دوت كوم) هرم الوزن الصحي، الذي هو أساس طريقتنا لضبط الوزن بصورة دائمة. وسوف تعثر على كل المعلومات السهلة الفهم التي تحتاج إليها لتحديد الوزن الملائم لك، والتوصل إلى ذلك الوزن والحفاظ عليه لبقية حياتك.

إذا عملت وفق المعلومات الواردة في هذه السلسلة، فسوف تشهد تأثيرات قصيرة الأمد وأخرى طويلة الأمد. في الواقع ستشعر بتحسن فوري. والأهم أنك ستنعم بفوائد صحية جوهرية. وسوف تخفف من خطر تعرضك للأمراض الخطيرة المرتبطة بالوزن.

كما أن إنجاز تعديلات مفيدة في أسلوب العيش من حيث طريقة الأكل وممارسة النشاط الجسدي، يعتبر شرطاً أساسياً للتوصل إلى الوزن الصحي. لكن لا حاجة أن يكون ذلك عملاً شاقاً. فأسلوب العيش الذي يؤدي إلى وزن صحي دائم يجب أن يكون، ويمكن أن يكون، طريقة ممتعة للعيش.

إرشادات مهمة

● قبل الشروع في الرحلة، تأكد أنك مستعد لها. سوف تنعكس إيجاباً عليك.
● سوف تتحسن صحتك إذا تخلصت من الكيلوغرامات الفائضة.
● يمكنك التخلص من الوزن الزائد باعتماد العادات السليمة.
● يعتبر غذاؤك ومستوى نشاطك الجسدي مفتاحي الوزن الصحي
● صحيح أن إدارة الوزن صعبة، لكنها غير مستحيلة. وهي تبدأ مع اتخاذ الموقف الصحيح.
● التزم باعتماد تغيير دائم في أسلوب العيش
● تأكد من أن أسلوب عيشك الجديد مرضٍ وممتع.
● التناغم، وليس الكمال، هو سرّ النجاح

فلنواجه حقيقة الأمر. يصعب في مثل هذا المجتمع عدم تكديس الكيلوغرامات نظراً لتوافر الأطعمة الغنية بالوحدات الحرارية ووابل الرسائل التجارية التي تحثك على الأكل والحصص الكبيرة الحجم والأجهزة الموفرة للجهد التي تمنعك من الحركة.

والواقع أنه لم يتم تصميم الجسم البشري ليأكل بإفراط الأطعمة المعالجة والغنية بالدهون ومن ثم الجلوس أمام شاشة الكمبيوتر أو التلفزيون معظم النهار. فقد جرى تصميمه على العكس لتخزين الدهن الذي لم يكن يسمح لأجدادنا بالموت جوعاً إذا لم يفلحوا في العثور على الطعام. بالفعل، هذه هي وظيفة الثلاثين إلى الأربعين مليار خلية دهنية في جسمك. لكن هذه الخلايا لا تعرف أن الزمن تغير. في الواقع، اجمع قابلية جسمك لتخزين الدهن مع أسلوب العيش المعاصر العديم الحركة والمستنفد للكثير من الوحدات الحرارية وتشعر حينها كما لو أنه حكم عليك بالوزن الزائد. إلا أن الحقيقية ليست كذلك إذ تتوافر أمامك الخيارات.

لكن كيف تحصل على الحوافز اللازمة؟ لقد سمعت مراراً وتكراراً أن التخلص من الوزن الزائد أمر مفيد. لكن حتى لو كنت تريد فعلاً التخلص من الوزن الزائد، ثمة العديد من الرسائل المربكة عن كيفية القيام بذلك، بحيث يصعب عليك اختيار السبيل الصحيح.

دهن قليل. دهن كثير. الكثير من البروتين. ليس الكثير من البروتين.
تخزين الكربوهيدرات. تقليص الكربوهيدرات. حميات غذائية مختلفة لتشجيع أنماط مختلفة في الأكل. لا يمكن أن تكون كل هذه الخيارات صحيحة. أي منها يجدي نفعاً؟ ما هو الأفضل لك؟
لقد حاولت في الماضي ربما لكنك أخفقت، إما بسبب عدم التخلص من الكثير من الوزن أو بسبب فقدانك لبعض الوزن ومن ثم استرداده. ربما لا تستطيع استعياب فكرة أكثر من برنامج واحد للأكل. هل يستحق الأمر عناء التجربة؟ إنَّك تتساءل بلا ريب. كيف سيختلف الأمر هذه المرة؟ وما هو السيء في الوزن الزائد؟

الحقيقة غير الصحيّة

إليك الحقيقة المؤسفة جداً: أنت تعرّض صحتك للخطر، خصوصاً إذا كان وزنك زائداً وكنت تفتقد إلى اللياقة الجسدية في الوقت نفسه. ويصبح الأمر أكثر سوءاً إذا تكدّس الوزن الزائد في وسطك (شكل التفاحة) وليس في الأرداف والوركين والفخذين (شكل الإجاصة). لماذا؟ لأن الدهن المتراكم في وسطك مرتبط أكثر بالمشاكل الصحية الخطيرة.

ومع التقدم في العمر، يزداد خطر تعرضك لمشاكل صحية نتيجة الوزن الزائد. وقد سمعت هذه الجملة قبلاً بلا شك، لكنها تستحق التكرار: فالوزن الزائد يعرضك أكثر لخطر:
● ارتفاع ضغط الدم.
● تراكم غير طبيعي للدهون في الدم (ارتفاع مستوى الترايغليسريد وانخفاض مستوى الكولسترول الجيد HDL).
● داء السكري من الفئة 2 (غير المعتمد على الانسولين).
● مرض الشريان التاجي.
● السكتة الدماغية.
● مرض المرارة.
● التهاب مفاصل العظام.
● مشاكل في الجهاز التنفسي (اختناق النوم).
● بعض أنواع السرطان (الرحم، المرارة، القولون وسرطان الثدي عند النساء؛ وسرطان القولون والمستقيم والبروستات عند الرجال).

يمكن لكل هذه الأمور أن تقصّر حياتك وتعيق نوعية حياتك.
لكن ثمة أخبار جيدة. فحتى التخلص البسيط من الوزن، أي 5 إلى 10 في المئة من وزنك الحالي، يخفض مخاطرك الصحية. في الواقع، يمكن للتخلص البسيط من الوزن الزائد أن يساعد على خفض ضغط الدم وتحسين مستويات الدهون في الدم وتخفيف عوارض اختناق النوم وتخفيض خطر التعرض لالتهاب مفاصل العظام. لكن إذا كنت لا تعاني من أية مشاكل صحية في الوقت الحاضر، يحتمل إذاً ألا يكون خطرها في المستقبل حافزاً قوياً بالنسبة إليك، حتى لو كان يفترض ذلك. ماذا عن تأثير وزنك في حياتك اليومية؟ كيف هو مستوى طاقتك؟ ماذا عن تقديرك لذاتك؟ مزاجك؟ تطلعك إلى الحياة؟

لقد شعرت ربما بحكم الآخرين اللاذع عليك بسبب وزنك. والمثير للسخرية أننا نعيش في عالم حيث يوجد المزيد من أصحاب الوزن الزائد، لكننا ما زلنا نميّز الأشخاص البدينين. وإذا كنت فقدت قبلاً وظيفة معينة بسبب وزنك أو أنك تعرضت لسخرية الآخرين أو سألك أحدهم في طائرة مزدحمة لماذا لم تحجز بطاقة لمقعدين، تعرف كم أن هذا الأمر مؤلم. ولعل النجاح الشخصي البسيط في مجال السيطرة على الوزن قادر على منحك بعض الدعم المعنوي.

والواقع أن تحسين صحتك على المدى الطويل هو السبب الأكثر أهمية للتوصل إلى وزن سليم والحفاظ عليه. كما أن الشعور بتحسن على الصعيد الجسدي والشعور برضى أكبر عن الذات وربما، الظهور في حلّة أفضل ليست نتائج سيئة في المدى القصير للخضوع لمثل هذا التحدي القاسي. لا بل إن هذه الأمور قد تدفعك أكثر لتحقيق هدفك الطويل الأمد.

تضخم المجتمع

أصبح الوزن الزائد والبدانة (الوزن الزائد الحاد) وباءاً وطنياً. في الواقع، تبين أن 55 في المئة من الراشدين يعانون من البدانة أو الوزن الزائد. ويبدو أن ذلك لم يكن كافياً، إذ ازداد عدد الأشخاص البدينين أكثر من الثلث خلال العشرين سنة الأخيرة. إنها بالفعل مشكلة متزايدة في أكثر من سبيل ويبقى المستفيد الوحيد من ذلك صناعة الحمية الغذائية. في الواقع، ينفق أصحاب الوزن الزائد المليارات كل عام على منتجات وخدمات التخلص من الوزن. وفي معظم الأحوال، لا يحصلون على فائدة طويلة الأمد مقابل استثمارهم.

ومع كل هذا المال المنفق على الحلول، قد تظن أن المزيد من الأشخاص سينجحون في لعبة التخلص من الوزن. لكن جزءاً من المشكلة يتمثل في محاولة الناس للتخلص من الوزن الزائد لأسباب خاطئة، مثل تصغير مقاس الثياب قبل حلول موعد الزواج أو التوصل إلى المعايير الثقافية للجمال التي حددها الممثلون وعارضات الأزياء. صحيح أن مظهرك مهم، لكن الجمال أمر موضوعي ولا يبدو أحد منا تقريباً مثل عارضة أزياء عالمية. فالمهم هو صحتك.

ثمة مشكلة أخرى تتجلى في صعوبة السيطرة على الوزن. نفهم تماماً أنك تريد حلاً سريعاً وسهلاً. لكن الوزن الزائد والبدانة هما من المشاكل المعقدة التي تخضع لتأثير الجينات والبيئة والمسائل العاطفية. فربما لم تكتسب الوزن الزائد بسرعة، لكنك تريد رغم ذلك التخلص منه الآن. لذا، قد تجرب أحدث حمية غذائية أو أفضل مكمل غذائي. هكذا، تتخلص من بعض الوزن وتشعر بالإلهام.

لكن إذا لم تنجز تغيرات طويلة الأمد في أسلوب العيش، بحيث تتضمن تعديل عادات أكلك بطرق مستدامة واعتماد النشاط الجسدي، يحتمل كثيراً أن تعود الكيلوغرامات للتكدس، مع بعض الزيادة ربما. هكذا، أصبحت مقتنعاً الآن أكثر من أي وقت مضى أنك لا تستطيع النجاح. إلا أنك تستطيع.

متعة النجاح

أنت مقتنع بلا ريب أن التوصل إلى الوزن الصحي عملية بطيئة ومملة. وقد خضعت قبلاً للحميات الغذائية التي تناولت كلها القيود والحرمان والأطعمة ذات المذاق الشبيه بالكرتون وساعات من التمارين المضجرة. صحيح؟
لكن لا يفترض أن تكون الأمور كذلك.

فاعتماد السلوك الصحي يمكن أن يكون ممتعاً، فيما يكون مذاق الطعام المغذي رائعاً والأهم أنك تستطيع التغيير. لا بل أنك تستطيع تغيير براعم التذوق عندك، سواء صدقت ذلك أو لا. فإذا اشتملت وجبتك المفضلة على همبرغر بالجبنة وبطاطا مقلية ورقاقة سميكة من الشوكولاته، عليك الإدراك أن براعم التذوق تدخل في نشاط بالغ عند دخول كل ذلك الملح والدهن والسكر إليها لأنك دربتها على ذلك. إلا أن الوقت لم يفت أبداً لتعليم براعم تذوقك القديمة عادات جديدة.

حتى لو كان التوصل إلى وزن سليم والحفاظ عليه تجربة إيجابية، لا يعني ذلك أنها تجربة سهلة. فما من حلّ سحري. وبصرف النظر عن مقدار ما سمعت عن أحدث المكملات الغذائية العشبية أو الحميات الغذائية الرائجة ذات الكربوهيدرات القليلة ولا يهم كم تريد الاعتقاد أن تناول الأطعمة في بعض الأشكال يسرّع عملية التخلص من الوزن، لأن الجسم البشري لا يستطيع تحدي قوانين الدينامية الحرارية. فإذا أردت التخلص من الوزن، عليك إنفاق طاقة أكثر مما تأخذ، أي أنه يجدر بك ببساطة تناول وحدات حرارية أقل والتحرك أكثر.

هذا مضجر. فقد سمعت هذه النصيحة قبلاً. لذا، ما الذي يمكن أن يكون مختلفاً إذا حاولت التجربة مجدداً؟
بالنسبة إلى المبتدئين، إنه الموقف. عليك تنمية موقف إيجابي تجاه القيام بتعديلات في أسلوب العيش، مما يستلزم ربما بعض التنظيمات الأساسية. ويحتمل كثيراً أن تكون لديك عقلية متّبع الحمية الغذائية. لذا، هل تجد هذه العبارات مألوفة بالنسبة إليك؟

● هناك أطعمة جيدة وسيئة.
● أنا أتبع حمية غذائية أو متوقف عنها.
● إذا تناولت شيئاً أحبه، فإني أغشّ.
● إن اعتماد الحمية الغذائية على الدوام يسلبني الكثير من طاقتي.
● إن اعتماد الحمية الغذائية يعني الشعور دوماً بالجوع.
● إن اعتماد الحمية الغذائية يعني ضرورة حرمان نفسي من أطعمتي المفضلة.
● إذا واجهت عقبة، مثل الامتناع عن النزهة أو تناول شيء لم أقرر تناوله، أكون مخفقاً.

لكن هذا خطأ، خطأ، خطأ. ثمة بائع في محل تجاري سُمع مؤخراً وهو يقول لبعض الزبائن إنه خاضع لحمية غذائية منذ أشهر عدة، لكنه ينوي تلك الليلة إعداد طبق لازانيا. قال الرجل الشاب إنه يريد التوقف عن حميته الغذائية بحيث يتمكن من تناول شيء طيب المذاق.
أوه! ليس هذا بالموقف الجيد. فهناك الكثير من وصفات اللازانيا الصحية والرائعة الطعم الممكن إدراجها في برنامج الأكل. لذا، يمكن القول إن هذا الموقف دفع الرجل إلى الإخفاق. فهو لا يركز على فوائد التخلص من الوزن، بل ينتظر دوماً انتهاء حميته الغذائية حتى يتمكن من تناول ما يحب، بدل اعتماد عادات الأكل التي تتيح له تناول أشكال أكثر صحة وذات وحدات حرارية أقل من أطعمته المفضلة ومنح براعم التذوق عنده فرصة للتغيير.

اللوم والعار

أما الجانب الآخر في موقف متبع الحمية الغذائية فهو اللوم. “أنا أعاني من الوزن الزائد لأن أمي أو أبي كذلك”. “إنه طعام زوجتي”. “أنا لا أتناول الكثير ولا بد إذاً من وجود خطب في أيضي”. لكن إليك الحقيقة:

● تؤدي العوامل الوراثية دوراً في كيفية معالجة جسمك للوحدات الحرارية. فالتاريخ العائلي للبدانة يزيد من فرص تعرضك للبدانة بنسبة 25 إلى 30 في المئة. لكن الحقيقة أن البدانة تعزى إلى الحياة أكثر مما هي إلى الوراثة. فالقدر لم يحكم عليك بذلك. في الواقع، بالإضافة إلى ميل أمك إلى الوزن الزائد، يحتمل أنها علّمتك بعض العادات غير السليمة في أسلوب العيش مما يسهم في مشكلتك. إلا أنك تستطيع تغيير هذه العادات. فأنت لن تتمكن أبداً ربما من استهلاك مقدار الطعام الذي يتناوله صديقك النحيل والنشيط، لكن هذا لا يعني انك لا تستطيع التوصل إلى وزن صحي والحفاظ عليه. نعم، عليك العمل بجدّ أكبر، لكنك تستطيع النجاح. يقع ذلك ضمن فئة “الحياة غير العادلة”. لكن إذا أردت النجاح، عليك تخطي هذه المسألة.

● تستخدم العضلات طاقة أكبر مما يفعل الدهن ولذلك يحرق الرجال، الذين تشتمل أجسامهم أصلاً على المزيد من العضلات وحدات حرارية أكثر من النساء بنسبة تراوح بين 10 و 20 في المئة، حتى أثناء الراحة. لذا، يتبين أن التوصل إلى الوزن الصحي هو تحدٍ أكثر صعوبة بالنسبة للنساء. إلا أن الأمر يبقى عملياً ويستحق العناء.

● مع التقدم في العمر، تميل إلى فقدان بعض العضلات التي تحرق الوحدات الحرارية وتزداد نسبة الدهن في جسمك. نتيجة ذلك، يصبح أيضك أبطأ. لكن الأبحاث كشفت أن تمارين القوة تساعد على حرق المزيد من الوحدات الحرارية أثناء الراحة من خلال الحفاظ على الكتلة العضلية. كما أن تمارين القوة تكشف عن العديد من الفوائد الأخرى، بما في ذلك زيادة قدرتك على إنجاز المهام اليومية وتحسين توازنك وتخفيض خطر التعرض لترقق العظام.

● تبين أن أقل من 2 في المئة من المعانين من البدانة يواجهون خللاً في الأيض أو خللاً في توازن الهرمونات. فإذا كنت تظن أنك واحد منهم، أطلب من طبيبك التحقق من ذلك بكل الوسائل. لكن لا تستخدم ذلك بمثابة ذريعة. فإذا كنت من أصحاب الوزن الزائد، يحتمل كثيراً أن وزنك هو الذي يجعل أيضك أعلى ولذلك تحرق وحدات حرارية أثناء الراحة أكثر مما يفعل أصدقاءك النحيلين.

الوحدات الحرارية وليس الحجم

لعل أبسط تفسير لازدياد الوزن يوماً بعد يوم هو وجود الكثير من الآلات التي تتحرك عنا، مثل المصاعد الكهربائية والسيارات وأجهزة التحكم عن بعد وتناول الكثير من الأطعمة الدسمة. لكن المشكلة لا تكمن في الأطعمة الدسمة وإنما في الأطعمة غير الصحية.

ففي السنوات الأخيرة، حين أصبحت الأطعمة القليلة الدهون رائجة جداً، عمد الناس إلى إضافة السكر إليها لجعل مذاقها أفضل وظنوا أنهم يستطيعون تناولها بكميات لا محدودة. نتيجة ذلك، ازداد المأخوذ السنوي للسكر عند الأشخاص.

والمثير للسخرية أنك تستمر في الشعور بالجوع، حتى مع هذه الوحدات الحرارية الإضافية. فثمة دليل أن الشعور بالشبع يتحدد أكثر بحجم ووزن الطعام الذي تستهلكه وليس بعدد الوحدات الحرارية. بمعنى آخر، تكون الفاكهة والخضار والأطعمة الأخرى الغنية بالألياف أكثر ضخامة مثلاً من الأطعمة الغنية بالدهون أو الأطعمة المكررة القليلة الدهون وتجعلك بالتالي تشعر بالشبع من دون وحدات حرارية إضافية.

فكّر في هذا الأمر: يمكنك تناول 10 إلى 15 تفاحة متوسطة أو 10 رؤوس أو 11 رأساً من الخس أو 35 كوباً من اللوبياء الخضراء للحصول على المقدار نفسه من الوحدات الحرارية الموجودة في إصبع وثلث الإصبع من الزبدة أو 5 ألواح شوكولاته (بحجم 45 غراماً). قد يبدو ذلك مثيراً للسخرية. ففي النهاية، من منا يأكل إصبعاً من الزبدة؟ لكن الحقيقة تنطبق على العديد من الأطعمة الغنية بالدهن وكذلك بوحدات حرارية أخرى مركزة مثل السكر. فإذا جمعت السكر والدهن اللذين تتناولهما في اليوم الواحد، ليس فقط من خلال الشوكولاته والزبدة وإنما أيضاً من الأطعمة المعالجة ومشتقات الحليب واللحوم والسكاكر والمنتجات القليلة الدهون الغنية بالسكر، تعرف المقدار الذي تتناوله.

والواقع أن تناول الأطعمة السكرية الغنية بالدهن والوحدات الحرارية هو عادة تعلمتها ويمكنك بالتالي تعلم كيفية الأكل بصورة أفضل. والأهم من ذلك أنك تستطيع تعلم الاستمتاع بذلك.

هل أنت مستعد للتخلص من الوزن؟

بما أن التخلص من الوزن يتطلب الكثير من التركيز والطاقة الجسدية والعقلية، لا يمكنك الخوض فيه بتهوّر. فأنت بحاجة إلى إجراء التزام وتحضير نفسك. ويتمثل جزء من هذا التحضير في تحديد ما إذا كان الوقت الحاضر مناسباً وصحيحاً. هل هو جيد أو لا. فنجاحك يرتبط بمدى استعدادك للاستفادة من هذا التحدي. لذا، إطرح على نفسك الأسئلة التالية:

● ما هي الحوافز التي أملكها لإجراء تغييرات في أسلوب عيشي في الوقت الحاضر؟ كن صادقاً لأن إدراك الحاجة إلى القيام بتعديلات والشعور بأنك على مستوى التحدي هما شيئان مختلفان.

● ما الذي يجري في حياتي الآن وخلال الأشهر القليلة المقبلة؟ لا تهيئ نفسك للإخفاق من خلال محاولة تحسين أسلوب عيشك إذا كنت منصرفاً إلى مشاكل أساسية أخرى، سواء تمثل ذلك في زواجك أو مهنتك أو أموالك أو أولادك. امنح حياتك فرصة للهدوء قبل الانطلاق. في الواقع، يفترض أن يكون القيام بالتعديلات اللازمة في أسلوب العيش لبلوغ الوزن الصحي والحفاظ عليه من أبرز أولوياتك.

● هل أنا واقعي بشأن أهدافي في التخلص من الوزن؟ تذكر أن التخلص من 5 إلى 10 في المئة من وزن جسمك قد يفضي إلى الكثير من المكافآت الصحية. إبدا بأرقام صغيرة. حاول مثلاً التخلص من كيلوغرامين تقريباً كل مرة. فإذا كان مقاس ثيابك 6 أو مقاس سروال الجينز 28 حين كنت في الثانوية، لا يعني ذلك أنه يجدر بك الحفاظ على هذا المقاس في الوقت الحاضر. حاول التوصل إلى وزن مريح تمكنت من الحفاظ عليه بسهولة أثناء شبابك. وإذا عانيت من الوزن الزائد على الدوام، عليك السعي إذاً إلى وزن يؤدي إلى تحسين ضغط دمك ومستويات الكولسترول والطاقة والقدرة على النوم.

● هل أؤمن فعلاً أن الأبطأ أفضل؟ أنت ترغب في التخلص من 200 غرام إلى كيلوغرام واحد كل أسبوع. قد تبدو هذه الوتيرة بطيئة جداً في مجتمعنا المتطلب للرضى الفوري. لكن اجعل تحسين صحتك على المدى الطويل هدفك الأساسي واعلم أن السرعة لا تهم أبداً.

● هل لديّ الوقت للاحتفاظ بسجلات عن مأخوذي من الطعام ونشاطي الجسدي؟ فقد أشارت الدراسات أن الاحتفاظ بالسجلات يزيد من احتمالات نجاحك.

● هل لدي العائلة والأصدقاء الذين يدعمون جهودي؟ فأنت بحاجة إلى أحدهم لمساندتك. وكلما ازداد عدد هؤلاء كان ذلك أفضل. وإذا لم تنعم بدعم أي شخص، عليك التفكير في الانضمام إلى برنامج جماعي للتخلص من الوزن.

● هل أرغب في تحسين صحتي أم أنا مهتم فقط في تحسين شكلي؟

● هل أؤمن بقدرتي على تغيير سلوكي في الأكل؟

● هل أرغب في العثور على سبل تجعلني أكثر نشاطاً على الصعيد الجسدي؟ فالمزيد من الحركة هو أساس التخلص الناجح من الوزن والحفاظ على ذلك.

● هل أعاني من اضطراب في الأكل أو من مشاكل عاطفية أخرى أحتاج إلى المساعدة لحلها قبل الشروع في ذلك؟ فإذا كنت تميل إلى حضور الحفلات الصاخبة ومن ثم تسهيل الأمعاء أو التوق إلى الطعام والإسراف في التمارين الرياضية أو أنك تعاني من الإجهاد أو القلق، قد ترغب إذاً في طلب مساعدة محترفة.

● هل أرغب في النظر إلى نجاحاتي وإخفاقاتي السابقة، من حيث فقدان الوزن والمجالات الأخرى في الحياة، لمعرفة ما الذي يحفزني ويدفعني إلى الاستمرار؟

● هل أؤمن أن التوصل إلى وزن سليم والحفاظ عليه هو عملية تدوم مدى الحياة وتلزمني بتغيير سلوكي وعادات أكلي ومستوى نشاطي الجسدي وهل أنا مستعد للقيام بهذا الالتزام؟

● هل أستطيع اعتبار ذلك بمثابة تجربة إيجابية، لا بل ممتعة؟

أثناء طريقك إلى ذلك

لا شك أنك سمعت عن الإحصاءات المروّعة بشأن العدد الضئيل من الأشخاص الذين يفلحون في التخلص من الوزن الزائد والحفاظ على الوزن السليم. لكن إنسَ ذلك. فبالرغم من الإحصاءات، هناك العديد من الأشخاص الذين ينجحون. صحيح أنك تخضع لتحدٍ كبير وصعب وربما أحد أصعب المهام التي تواجهها، لكنك لست أياً كان. فمع المعرفة والموقف السليم والبرنامج الجيد، يمكنك تحقيق أي شيء.

والأخبار الجيدة هي أنك تبدأ تشعر بالتحسن ويصبح لديك المزيد من الطاقة حين تكتشف مدى روعة تحريك جسمك وتتعلم متعة تناول الأطعمة التي تجعلك بصحة سليمة وتدرك مدى متعة هذه العملية. وإذا ركزت على صحتك، سوف تطوّر عادات صحية وسليمة. وحين تطور عادات سليمة، سوف تهتم الكيلوغرامات بنفسها. وحتى لو لم تصل إلى وزنك “المثالي”، تبقى بصحة أفضل مما كنت قبلاً.

وتذكر دوماً أن هذا الحلّ ليس إصلاحاً سريعاً. فكل ما يعد بنتائج سهلة وسريعة أو يخبرك أنك تستطيع التخلص من الوزن من دون إجراء تغييرات في أسلوب العيش هو تفاهة. تجاهله تماماً. فإذا كنت جاداً بشأن التوصل إلى وزن سليم والحفاظ عليه، لا تكترث أبداً بالحميات الغذائية الرائجة و الشاي والمكملات العشبية والأغذية السائلة التي تعد بمساعدتك على حرق الوحدات الحرارية. فهمّك الأساسي هو صحتك. وأساس التوصل إلى صحة جيدة هو اعتماد العادات الصحية.

لذا، استعد الآن. إنه التزام بالعيش الصحي لمدى الحياة. ما عليك سوى الانتظار حتى ترى كم ستشعر بالتحسن.

تابعونا في سلسلة الوزن الصحي على طبيب دوت كوم

معلومات طبية

505-news-logo

النشاط الجسدي : سلسلة الوزن الصحي ج9

$
0
0

تسعى الطبيعة البشرية إلى الإصلاح السريع، إلى الحمية الغذائية التي تزيل الكيلوغرامات بسهولة وأمان مع أقل جهد ممكن. لكن الدراسات أظهرت أنه يجدر بالأشخاص الذين يريدون تحسين تخلصهم من الوزن الزائد – والذين يملكون أفضل فرصة لإبقاء الكيلوغرامات بعيداً عنهم – القيام بأمور عدة علاوة على تبديل عادات أكلهم. في الواقع، يجدر بهم جعل النشاط الجسدي والتمارين الرياضية (وهما شيئان مختلفان) جزءاً من خطتهم.

هل يعني ذلك ضرورة الانضمام إلى نادٍ رياضي أو إنفاق ساعات عدة كل يوم سعياً لجعل مستويات الأندورفين عالية؟
لا، ليس الأمر كذلك، فالتمارين الجسدية هي طريقة أكثر تنظيماً وهيكلية. فالنشاط الجسدي يحدث من لحظة نهوضك من السرير في الصباح ويستمر إلى حين عودتك إليه. تكشف كل حركة في جسمك عن تأثير مفيد. أما النشاط الجسدي فهو طريقة أكثر تنظيماً وترتيباً. بالإضافة إلى ذلك، تعتبر نشاطات مثل جزّ عشب المرجة أو تسلق السلالم بدل استعمال المصعد الكهربائي من الأساليب الصحية والمهمة لضبط الوزن.

يمكنك زيادة مستوى لياقة القلب والشرايين عندك بمجرد تخصيص 30 دقيقة كل يوم لممارسة النشاط الجسدي المكثف باعتدال. ويمكنك اختيار النشاطات التي تستمتع بها. في الواقع، يتمثل أفضل شيء تقوم به لجسمك في العثور على واحد أو أكثر من النشاطات الجسدية التي تستمتع بها فعلاً وتمارسها على أساسٍ دوري. فحين تنخرط في تمرين رياضي تستمتع به، يزداد احتمال تشبثك به وجني فوائده.

لكنك مشغول بلا شك. ففي مجتمعنا المحموم على نحو متزايد، يعتقد العديد من الأشخاص أن نصف ساعة كل يوم هو شيء كثير. لكن الأمر ليس صعباً في الحقيقة. فلا حاجة أبداً إلى ممارسة التمارين الممتدة على 30 دقيقة دفعة واحدة. في الواقع، يمكنك تجزئة الثلاثين دقيقة إلى جلستين من 15 دقيقة أو ثلاث جلسات من 10 دقائق وجني الفوائد رغم ذلك.

وحتى لو كنت تعيش وتعمل في هذا العالم السريع والآلي، إحرص على اتخاذ قرار بتخصيص 30 دقيقة من يومك لجعلها بمثابة استثمار في نفسك وعائلتك ومستقبلك. سوف تتخلص من الوزن، إذا كان هذا هدفك. لكنك ستحيا أيضاً حياة أكثر غنى وصحة وسعادة. ومن شأن ذلك منحك فوائد عظيمة نسبة إلى مقدار متواضع نسبياً من الوقت المستثمر.

إرشادات مهمة

● يعتبر أي نشاط جسدي نشاطاً جيداً.
● النشاط الجسدي والتمارين الرياضية هما شيئان مختلفان.
● مارس كل أنواع النشاط الجسدي لحرق الوحدات الحرارية.
● حتى مع وجود القيود الجسدية، هناك بعض النشاطات الممكن إنجازها.
● إن النشاط الجسدي يحسّن صحتك وكذلك وزنك.

تقييم الفوائد

إن إضافة النشاط الجسدي إلى حياتك لا يعني إفراز العرق كل يوم. فبعض التعديلات البسيطة في أسلوب عيشك كفيلة بمساعدتك. تسعى الطبيعة الإنسانية عادة إلى استخدام النشاطات الموفرة للخطوات. لكن إذا أردت تحسين الصحة وإدارة الوزن، يجدر بك فعل العكس تماماً: البحث عن أعذار لزيادة مقدار النشاط في حياتك اليومية.

فالمشي أو تسلق السلالم لبضع دقائق يمكن أن يكون مفيداً لك بقدر التمارين المنظمة. في الواقع، كشفت دراسات عدة أن نشاطات أسلوب العيش المعتدل الكثافة قادرة على تخفيض مستوى الكولسترول في الدم وضغط الدم ونسبة الدهن في الجسم وتحسين لياقة القلب والشرايين تماماً مثل برامج التمارين المنظمة.

هل يجدر بك إذاً التخلي عن التمارين المنظمة والاكتفاء بنشاطات أسلوب العيش وحدها؟
لا، إطلاقاً. فالتمارين المنظمة في الجلسات الطويلة أكثر فاعلية في حرق الوحدات الحرارية. لكن النشاطات على أنواعها جيدة عموماً. هكذا، يعتبر نشاط أسلوب العيش نقطة انطلاق جيدة لمنحك بعضاً من فوائد التمارين الحارقة للوحدات الحرارية. كما يسهل إدراجه في حياتك اليومية. ما عليك سوى إدراج المزيد من النشاطات الجسدية في الأمور التي تنجزها حالياً. فتسلق السلالم والمشي والاعتناء بالحديقة وجز العشب هي من النشاطات التي تجعلك بصحة أفضل.

فكّر مثلاً في كيفية زيادة نشاط المشي عندك بركن السيارة بعيداً عن مقصدك الفعلي أو القيام بنزهة أثناء فرصة الغداء أو إضافة بضع جولات إلى رحلتك للسوبرماركت.

هل أنت عصبي؟

حين يتعلق الأمر بنشاط أسلوب العيش، يكشف بعض الأشخاص عن آلية باطنية لإبقاء الوزن الزائد بعيداً عنهم من خلال حركاتهم اليومية. وتقول دراسة حديثة لمايو كلينيك أن الأشخاص الذين يتململون بعصبية يحرقون المئات من الوحدات الحرارية الإضافية. يبدو إذاً أن العصبية تساعدهم في السيطرة على وزنهم حتى لو أفرطوا في تناول الأكل.

وفي هذه الدراسة، تبين أن الأشخاص الذين حظيوا بأقل زيادة للوزن كانوا أولئك الذين شهدوا أكبر زيادة في عدد الوحدات الحرارية المحروقة أثناء النشاطات الطبيعية للحياة اليومية، مثل التململ بعصبية والتحرك وتغيير الوضعية. وأطلق الباحثون على هذا العامل اسم النشوء الحراري للنشاط الخالي من التمارين.

إلا أن هذه الدراسة توفر رسالة متفائلة، حتى لو لم تكن عصبياً. فكل وحدة حرارية تحرقها من خلال التحرك مهمة فعلاً. ويعني ذلك وجود مجموعة من الوحدات الحرارية الإضافية الممكن حرقها كل يوم. وإذا نجحت في زيادة حجم هذه المجموعة قليلاً، تميل إلى البقاء نحيلاً أكثر مما لو اكتفيت بالجلوس وعدم القيام بأي شيء.

تفصيل برنامجك الشخصي

مهما كان نوع التمرين الذي تختاره، تذكر ضرورة تفصيل النشاط وفق قدراتك. فإذا كنت تعاني من حالة مزمنة أو إعاقة جسدية أو أية مشكلة صحية أخرى، عليك ابتكار روتين يمنحك الفوائد المثالية مع أقل احتمال من الانزعاج أو الإصابة. ويستطيع طبيبك مساعدتك في تصميم برنامج ملائم لك.

في ما مضى، أدت العديد من المشاكل الجسدية إلى تقليص مقدار النشاط عند المصابين بها. لكن في الوقت الحاضر، يوصي الأطباء بنوع من التمارين لكل الأشخاص الكثيري الجلوس سابقاً، الذين يعانون من ترقق العظام وصولاً إلى مرض الشريان التاجي.

لذا، إن كنت تعاني من المشاكل التالية، قد ترغب في إلتماس الأعذار أثناء ابتكار روتين لياقتك البدنية.

عيش الحياة النشطة

رغم أنك تحظى بفوائد صحية أكبر أثناء ممارسة التمارين الشديدة الكثافة التي تدوم 30 دقيقة أو أكثر، تستطيع النشاطات الخفيفة إلى المعتدلة الكثافة تكملة روتينك الجسدي. فبدل جعل حياتك معتمدة على التمارين، إجعل التمارين معتمدة على حياتك. فيما يلي بعض الطرق البسيطة لزيادة نشاطك الجسدي، مهما كان دورك في الحياة. حاول إضافة نشاط جديد أو مختلف كل أسبوع:

الأهل الغير عاملين

● امسح الأرض والبهو والممشى الأمامي كل يوم.

● العب مع الأولاد بدل مشاهدتهم وهم يلعبون. اذهب إلى الحديقة العامة. ادفع الأولاد في العربة الصغيرة. العب بالكرة.

● قم بنزهة صغيرة قبل تناول الفطور أو الغداء أو العشاء.

● توجه إلى المتجر على الدراجة الهوائية.

● اركن السيارة في الطرف المقابل لمقصدك في السوبرماركت وامشِ حول أرجاء السوبرماركت مرات عدة أثناء التسوق.

● إذا كنت تملك دراجة لممارسة التمارين الرياضية في المنزل، تمرن عليها لمدة 5 دقائق أثناء التحدث على الهاتف أو انتظر الغسالة حتى تتوقف.

للموظف في المكتب

● اصعد الدرج ولا تستعمل المصعد.

● امشِ أثناء استراحة الغداء.

● انهض عن الكرسي وزر الزملاء بدل إرسال البريد الإلكتروني إليهم.

● مارس تمارين التمدد على مكتبك.

● أجرِ اجتماع سيّار: أي اللقاء مع زميل للمشي في مكان ما.

● اقترح مجموعة داخل المكتب لممارسة رياضة الكرة أو البولينغ أو الركض.

في عطلة نهاية الأسبوع

● جز العشب بواسطة حصادة يدوية.

● إغسل السيارة يدوياً.

● إذا كنت تشاهد ولدك وهو يلعب كرة القدم، حاول المشي حول الملعب.

● امشِ في ملعب الغولف بدل استعمال العربة الخفيفة.

● نظم مواعيد منتظمة للقيام بالنزهات في الجوار بصحبة الأولاد أو القيام بنزهة طويلة خارج البلدة.

للكسول

● تمدد أثناء مشاهدة التلفزيون. والأفضل، شراء دراجة للتمارين والتمرن عليها أثناء مشاهدة البرامج التلفزيونية.

● أخفِ جهاز التحكم عن بعد وانهض عن الكنبة لتغيير القناة التلفزيونية.

● اعثر على صديق. فالتمارين الرياضية تصبح أكثر إثارة أثناء تمضية الوقت مع صديق.

● تناول العشاء قبل 30 دقيقة من موعده وقم بنزهة بعد ذلك.

● بدل التوجه إلى الثلاجة وتناول وجبة خفيفة أثناء بث الإعلانات التلفزيونية، حاول المشي حول المنزل خمس مرات.

أثناء السفر

● قم بجولة في المحطة أثناء انتظار موعد رحلتك.

● مارس تمارين النهوض والدفع والتمدد في غرفة الفندق.

● احجز غرفة في فندق مشتمل على نادٍ للتمارين.

● انهض باكراً وقم بنزهة حول الفندق.

● اعقد اجتماع العمل في نادي الرياضة المحلي.

مرض الشريان التاجي

يمكن للتمارين المنتظمة أن تساعد قلبك على ضخ الدم بفاعلية أكبر وتحسين مستويات الكولسترول وخفض ضغط الدم بعض الشيء. لمَ لا ترغب إذاً في القيام بها؟

إذا كنت قلقاً بشأن التعرض لنوبة قلبية أثناء ممارسة التمارين، تذكر أن معظم النوبات القلبية تحدث أثناء الراحة وليس النشاط. أما الأشخاص الذين تعرضوا لنوبات قلبية أثناء ممارسة التمارين، فكانوا بمعظمهم كثيري الجلوس أو من الممارسين غير المنتظمين للتمارين الرياضية وباشروا في برنامج قوي جداً عليهم. لذا، يمكنك التخفيف من خطر تعرضك للنوبة القلبية أثناء الراحة من خلال ممارسة التمارين.

كما يمكنك التخفيف من هذا الخطر وزيادة فوائد التمارين من خلال اتباع توصيات طبيبك. فالطبيب يمنحك وصفة للتمارين الرياضية ويحدد لك قوتها ومدتها. إبدأ ببطء وتمرن من ثم على نحو منتظم. تجنّب المنافسة الشديدة واستمع إلى جسمك. وإذا عانيت من خفقان في القلب أو صداع أو ألم في الصدر أو الفك أو الذراع، توقف فوراً عن ممارسة التمارين واتصل بطبيبك.

الآلام والأوجاع

إذا كنت كثير الجلوس لفترة طويلة من الزمن، يحتمل أن تشعر على الأقل بانزعاج بسيط بعد الشروع في أي تمرين رياضي. لذا، إطمئن لأنك لم تؤذِ نفسك على الأرجح. فجسمك يشهد الآن تحدياً جديداً. لذا، إليك كيفية التعاطي مع الألم:

● النهوض والمتابعة. تحتاج عضلاتك إلى نشاط لطيف لتحسين تدفق الدم وتحفيز الشفاء ضمن العضلة. قم بنزهة متمهلة مثلاً أو أركب على دراجة التمارين الرياضية من دون بذل أية مقاومة.

● إختر نوعاً من الأسيتامينوفين، مثل التيلنول أو البنادول أو تناول مضاداً للالتهاب خالٍ من السترويد، مثل الأسبيرين أو الإيبوبروفين، مع الطعام للتخفيف من تهيج المعدة.

● مدد عضلاتك بعد التمارين الرياضية الأساسية. فالتمدد اللطيف يخفف من تقرح العضلات عند الشروع في التمارين.

● إذا لم تشعر بالتحسن بعد بضعة أيام، راجع طبيبك، خصوصاً إذا تعدى الألم الوجع العادي أو إذا حدث تورم في مفصل معين، مثل الركبة أو الكاحل أو إذا توجب عليك تغيير ما تقوم به عادة للتخفيف من الألم.

داء السكري

تستطيع التمارين الرياضية خفض مستوى السكر في الدم ومساعدة الانسولين على العمل بصورة أفضل. صمم نشاطك الرياضي بحيث يتناغم مع مواعيد وجباتك ومعايير أدويتك.

حاول تناول وجبة صغيرة قبل الشروع في التمارين، خصوصاً إذا مضى أكثر من ساعة على تناولك الطعام لآخر مرة. تناول مقداراً صغيراً ومن ثم وجبة كربوهيدرات قبل أي تمرين خفيف إلى متوسط أو أثناءه. بعد إنشاء برنامج منتظم للتمارين الرياضية، قد يحتاج طبيبك إلى تخفيض مقدار الأنسولين أو الأدوية التي تتناولها.

ترقق العظام

تعتبر التمارين الرياضية المنتظمة من أفضل الأشياء الممكن القيام بها لترقق العظام لأنها تقوي العضلات وتساعد في الحفاظ على كثافة العظام. في الواقع، تستطيع تمارين تحمل الوزن زيادة كثافة العظام، مما يعني ازدياد قوة عظامك. بالإضافة إلى ذلك، يمكنك تحسين توازنك عند تقوية عضلاتك وعظامك، مما يخفف من خطر السقوط والكسور.

تجدر الإشارة إلى أن تمارين تحمل الوزن هي تمارين تدعم وزن الجسم. فالسباحة مثلاً ليست من تمارين تحمل الوزن.

أما المشي السريع فهو تمرين مثالي لترقق العظام لأنه من تمارين تحمل الوزن ويمكنك ممارسته في أي مكان، مع احتمال ضئيل للتعرض للإصابة. وإذا كان المشي مؤلماً بالنسبة إليك، جرب الركوب على الدراجة الهوائية. فالشيء المهم هو التمرن من خلال فرض الوزن على عظامك وعضلاتك شرط تفادي المناورات المفاجئة أو النشاطات التي قد تسهم في السقوط. وقد ترغب ربما في اعتماد برنامج لرفع الأثقال، خفيف إلى معتدل الكثافة.

التهاب المفاصل

رغم أن الألم والتصلب الناجمين عن التهاب المفاصل قد يدفعانك إلى التقوقع في شكل كرة تحت البطانية الكهربائية، فإن استعمال مفاصلك من خلال التمارين المنتظمة والملائمة يمكن أن يساعدك في الحفاظ على نطاق الحركة في مفاصلك وقد يخفف الألم. ويبدو أن أفضل أنواع النشاطات لالتهاب المفاصل هي المشي والركوب على الدراجة والسباحة أو التمارين الهوائية المائية.

إبدأ كل جلسة رياضية بتحمية عضلاتك. حاول من ثم زيادة المدة والكثافة تدريجياً. لا تفرط في ذلك. وإذا عانيت من ألم حاد، توقف عن ممارسة ذلك التمرين المعين. حدد الوقت الذي يكون فيه ألم المفاصل عند أدنى حد له ومارس التمارين عندئذ. تجنّب التمارين الشديدة التأثير وتناول مسكناً للألم إذا احتجت إلى ذلك.

البدانة المفرطة

يتضح في الإجمال أن أكبر القيود التي تفرضها البدانة المفرطة على النشاطات تنجم عن مشاكل أخرى مرتبطة بالوزن الزائد. ورغم أن البدانة تزيد من صعوبة التحرك، مما يؤدي إلى ضيق النفس وفرض الضغط على العضلات، يمكن أن يفاقم الوزن الزائد من التهاب المفاصل المسبب للانحلال ويزيد بالتالي صعوبة الشفاء من عملية جراحية ويزيد التعرض للالتهاب.

راجع طبيبك قبل الشروع في أي برنامج للتمارين. أطلب الخضوع لفحص جسدي كامل واستكشف النشاطات التي توفر أفضل طريقة لإضافة الحركة الصحية والملائمة لحياتك. تذكر ضرورة الشروع ببطء وإضافة مقدار ضئيل من النشاط على نحو متكرر. تعرف إلى النشاطات التي تستطيع القيام بها، مثل الركوب على دراجة هوائية ثابتة مزودة بمقعد كبير أو المشي في الماء أو استعمال دراجة للتمارين أو آلة لتمرين الذراعين.

إذا باشرت بوتيرة بطيئة، إختر النشاطات التي تستمتع بها وحاول إدراجها تدريجياً في نمط حياتك. هكذا، تتاح لك فرصة أكبر للالتزام بها إذا جعلت النشاط الجسدي جزءاً من أسلوب عيشك.

الطريقة العائلية

سوف تلقى المديح بلا ريب إذا كنت تضيف النشاط الجسدي إلى حياتك. كما أن الفوائد الصحية تنعكس إيجاباً عليك. لكن ثمة طريقة لزيادة فاعلية تلك الفوائد، ألا وهي التأكد من فهم أولادك لقيمة الحياة الموجهة باللياقة البدنية.

في الواقع، يكشف الأولاد عن نشاط ست مرات أكثر حين يمارس كلا الوالدين التمارين الرياضية. ويعني ذلك أنه إذا تمرنت، يحتمل أن يفعل أولادك ذلك أيضاً. تجدر الإشارة إلى أن تطوير روتين جيد للياقة البدنية مع أولادك يساعدهم في إنشاء نمط يفيدهم خلال حياتهم – لنقله بدورهم إلى أولادهم – ويوفر لك في الوقت نفسه طريقة لإضافة المتعة إلى حياتك.

الأمر مؤقت

لقد واجه كل واحد منا هذه المرحلة. أنت محاصر بالعمل أو العطلة أو المرض ولذلك تضيع سدى كل نواياك الجيدة لممارسة التمارين الرياضية. لكنك لست الوحيد في ذلك. فأكثر من نصف الأشخاص الذين ينخرطون في برامج منظمة للتمارين الرياضية ينسحبون منها خلال الأشهر الست الأولى. كيف تحول دون جعل هذه الفواصل القصيرة في روتينك البدني حالات دائمة ومستمرة؟ جرّب هذه الإرشادات:

● لا تكن شديد الانتقاد

إعتبر كل هفوة بمثابة تجربة مفيدة. ذكّر نفسك أنها هزيمة مؤقتة وليست كارثة. إنها مجرد تعليق مؤقت لبرنامجك.

● كن واقعياً

هل تظن أنك تستطيع ممارسة التمارين ساعتين كل يوم، على مدى 365 يوماً؟ إذا كان هذا هدفك، يعني أنك تحضر نفسك للإخفاق. حاول بدل ذلك ممارسة 30 دقيقة من التمارين، ثلاثة أيام في الأسبوع والتزم بهذه الوتيرة.

● صمم برامجك باستمرار

فكر في السبل الممكنة لدمج فترات قصيرة من النشاط الجسدي في يومك حتى لو كنت تستعد للشروع في رحلة أو أن عبء عملك يزداد. فالتصميم قد يحول دون الانتكاس.

● إجعل التمارين أولوية بالنسبة إليك

فالتمارين الرياضية مهمة بقدر أي شيء آخر تقوم به خلال اليوم.

● إبدأ الآن

مارس نوعاً معيناً، أياً كان، من التمارين الرياضية اليوم.

ليست فكرة تعميم ممارسة التمارين الرياضية في المنزل بالمهمة الصعبة. إبدأ بالعثور على النشاطات التي يستطيع الجميع ممارستها سوية. وإذا كان لديك أطفالاً أو أولاداً صغاراً، عليك شراء عربة صغيرة مصممة للركض. وإذا بات أولادك في العمر المدرسي، حاول القيام بنزهات منتظمة إلى الحديقة أو الملعب المجاور أو الدخول إلى منتزهات الألعاب والتسلية المصممة لكل الأعمار أو استكشاف مماشي النزهات المحلية من خلال تناول الغداء في الهواء الطلق. وإذا أردت الالتزام ببرامج أكثر تنظيماً للياقة البدنية، راجع النوادي المحلية. فمعظم النوادي تقدم صفوف تمارين للأهل وأولادهم وبرامج للياقة الشباب إضافة إلى برامج مخصصة للراشدين.

جرّب بعض جلسات ابتكار الأفكار العائلية. ما هي النشاطات التي تروق للصغار والكبار على حد سواء؟ كيف تمضي الوقت في النزهات العائلية؟ هل توافق على قضاء المزيد من الوقت خارجاً للمبتدئين؟

فكّر في هذه الإرشادات للنشاطات العائلية:

● بالنسبة إلى العائلة، صمم نشاطاً لممارسته ثلاث مرات على الأقل كل أسبوع لمدة 20 إلى 30 دقيقة. يمكن أن يكون ذلك مباراة في كرة السلة في الطريق المؤدية إلى المنزل أو لعبة المطاردة في الفناء الخلفي أو الركوب على الدراجة الهوائية. وإذا عجزت عن ممارسة النشاط لمدة 20 أو 30 دقيقة دفعة واحدة، يمكنك تجزئة الوقت إلى فواصل من 10 دقائق. لكن إحرص على جعل الأمر ممتعاً.

● حدد قيوداً لمقدار الوقت الذي يستطيع الأولاد قضاءه أمام التلفزيون أو الكمبيوتر – مثل ساعة يومياً أو 10 برامج في الأسبوع.

● حاول دمج المزيد من النشاطات في الحياة اليومية. توجه إلى المتجر أو الحديقة العامة سيراً على الأقدام بدل استعمال السيارة. تحرك صعوداً ونزولاً على السلالم في ملعب كرة القدم بدل الجلوس في المدرجات.

● إجعل التمارين الرياضية ممتعة ومتنوعة. تذكر أن العديد من ألعاب الأولاد تعتبر تمارين رياضية حقيقية. لذا، حاول الانضمام إلى بعض مغامراتهم.

● صمم العطلات والنزهات المشتملة على نشاط جسدي: المشي، السباحة، التزلج على الجليد أو ركوب الزوارق الخفيفة للمبتدئين.

● خذ الأمور بروية إذا كانت عائلتك غير نشطة في الآونة الأخيرة.

● تحدث إلى أولادك عن أهمية اللياقة البدنية.

اتخاذ الخطوة التالية

لقد قررت إجراء زيادات طفيفة في نشاطاتك اليومية. أنت تريد استنباط التمرين الرياضي المثالي. لكن أين تستطيع الحصول على النصيحة التي تحتاج إليها؟

تستحق النوادي الرياضية عناء التجربة. فعند التجول في الجوار، قد تتمكن من العثور على نادٍ قريب منك حيث يقوم المدرّبون بتقييم لياقتك البدنية وإصدار التوصيات بشأن التمارين الأمثل بالنسبة إلى أسلوب عيشك واهتماماتك. كما أن الانضمام إلى نادٍ صحي قد يشجعك فعلاً على ممارسة التمارين لأنك دفعت رسماً مقابل ذلك.

إليك ما تستطيع توقعه من النادي الرياضي:

● لياقة بدنية تلائم مستواك. وإذا باشرت للتو في برنامج، إبحث عن مركز للياقة البدنية حيث يتم إعداد برامج خاصة للمبتدئين. غير أن الصفوف الأكثر تقدماً والأعضاء أصحاب الخبرة يمكن أن يشكلوا حافزاً لك أثناء التعلم.

● اختصاصيون قانونيون. في الواقع، يجدر بمدربي الصحة والرفاهة الحصول على شهادة رسمية من الكلية الأميركية لطب الرياضة أو الجمعية الوطنية للقوة والتكييف.

● موظفون ودودون. هل يبتسم لك الموظفون ويلقون التحية عليك؟ هل يحاولون التعرف إليك – ما تحبه وما تكرهه وما هي عاداتك؟ هل يقدمون لك الإرشادات والتشجيع على نحو دوري؟ يجدر بك توقع الاهتمام والالتزام من قبل الموظفين في مركز اللياقة.

● بيئة نظيفة وآمنة. هل المعدات والأرض نظيفة؟ هل يملك الموظفون الصلاحية لتوفير المساعدة الأولية والإسعافات الرئيسية؟ هل يرتبون المكان باستمرار ويوفرون بيئة آمنة للتمارين؟

● الجو الملائم. ليست كل النوادي الرياضية مزودة بأجسام صلبة تدعم معداتها. لذا، ألقِ نظرة على المركز. هل ترغب في زيارة هذا المركز على نحو منتظم؟ تجدر الإشارة إلى أن معظم النوادي المشهورة تتيح التمرن مجاناً مرة أو مرتين قبل الانضمام إليها. لذا، إستفد من فرص التجربة.

وحيداً في المنزل

تعتبر النوادي الرياضية مجرد خيار. فالتمرن في المنزل يكشف عن مزايا هو أيضاً. في الواقع، لست ملزماً بالانتظار في الصف لاستخدام آلات التمرين. وتستطيع أن تحدد بنفسك مدة تمرينك الرياضي. كما أنك تختار بنفسك شركائك في التمرين. لكن إذا كنت تتمرن في المنزل، قد يتوجب عليك التحلي بحوافز أكبر وتجاهل مصادر اللهو التي تصادفك، مثل رنين الهاتف والعمل المنزلي والضيوف. إلا أن الأشخاص الذين يتمرنون في المنزل يكشفون لحسن الحظ عن التزام أكبر في أغلب الأحيان. فهم يتشبثون ببرنامجهم ويتخلصون من الوزن الزائد.

لكن قبل شراء معدات اللياقة المنزلية، تأكد من تفكيرك ملياً في شخصيتك. فإذا جعلت التمارين الرياضية عادة لديك وأصبحت تقدّر فوائدها، يعني ذلك أنك في طليعة اللعبة. لكن إذا كانت نواياك الجيدة للتوجه إلى النادي الرياضي تخفق غالباً، ثمة احتمال كبير ألا تتمرّن في المنزل أيضاً – وسوف تجد نفسك عما قريب وأنت تبيع تلك الدراجة الثابتة الباهظة الثمن.

إن العثور على المعدات المنزلية المثالية يعني تحديد ما تحب القيام به. وبالإضافة إلى غياب الحافز، يؤدي الضجر إلى إخفاق برامج التمارين الرياضية أكثر مما يفعل أي شيء آخر. لذا، إسترخِ في تمارينك المنزلية وجرب عدداً من النشاطات المختلفة. وإذا حصرت تفضيلاتك بنشاط معين مثل المشي، قد تكون طاحونة الدوس استثماراً جيداً.

هل يجدر بك مراجعة الطبيب؟

راجع طبيبك قبل الشروع في أي برنامج مجهد للتمارين، خصوصاً إذا كنت غير نشط في الآونة الأخيرة. وإذا كنت تعاني من مشاكل صحية إضافية أو أنك معرض لخطر الأمراض القلبية الوعائية، يجدر بك توخي المزيد من الحذر قبل البدء.

من المهم مراجعة الطبيب إذا:

● كنت رجلاً في عمر الأربعين أو أكثر، امرأة في عمر الخمسين أو أكثر ولم تخضع مؤخراً لفحص سريري.

● كنت تعاني من داء السكري أو مرض القلب أو الرئة أو الكلية

● كان ضغط دمك 160/100 أو أعلى

● كان لديك تاريخ عائلي للمشاكل المرتبطة بالقلب قبل عمر 55 عاماً

● كنت غير واثق من وضعك الصحي

● عانيت قبلاً من انزعاج في الصدر أو ضيق في النفس أو دوار أثناء ممارسة التمارين أو نشاط متعب.

إعداد برنامج

هناك ثلاثة أنواع أساسية من النشاطات الجسدية: التمارين الهوائية، وتدريب القوة، وتمارين المرونة. وقد شرحناها في الفقرات التالية. يجدر بك إدراج الأنواع الثلاثة كلها في برنامجك.

عند تصميم برنامج تمارينك الرياضية، تذكر أن الجلسة النموذجية قد تشتمل على 5 دقائق من تمارين التحمية و 30 دقيقة من التمارين الهوائية و 5 إلى 10 دقائق من تمارين التمدد. يجدر بك التفكير أيضاً في ممارسة 10 دقائق إلى 20 دقيقة من تمارين القوة والتوازن عدة مرات في الأسبوع.

في البداية، قد يبدو لك ذلك مستنفداً للوقت. لكن أنظر إلى الأمر بهذه الطريقة: تعتبر هذه التمارين من أهم الأمور التي تستطيع إنجازها خلال يومك. ولست ملزماً بإنجاز كل التمارين دفعة واحدة. في الواقع، إعتبر التمرين الرياضي الممتد على ساعة كاملة بمثابة هدف يجدر بك بلوغه بعد ستة أشهر من الزيادة التدريجية لجهودك.

التمارين الهوائية

يقصد بكلمة هوائية “مع الأوكسيجين” على عكس التمارين غير الهوائية “من دون أوكسيجين”. والواقع أن التمارين الهوائية، مثل المشي والسباحة، تزيد من معدل تنفسك وخفقان قلبك. أما التمارين غير الهوائية، مثل رفع الأثقال، فتشغل مجموعات العضلات.

أثناء ممارسة التمارين بالطريقة الهوائية، يفترض أن تتمكن من إجراء محادثة وجيزة من دون الشعور بتعب إضافي. لكن إذا شعرت بانقطاع نفسك، يعني ذلك أن جسمك لا ينال الأوكسيجين الذي يحتاجه لحرق الدهن وإنما يعتمد بدل ذلك على حرق السكريات. لذا، أجهد نفسك كفاية لتعرف أنك تتمرّن فعلاً، لكن يفترض أن تشعر في الوقت نفسه بالقدرة على مواصلة التمارين لفترة من الوقت.

بالإضافة إلى ذلك، لا يجدر بالتمارين الهوائية أن تكون طويلة أو باهظة أو مزعجة. فالجرعات القصيرة من التمارين مفيدة فعلاً – ويجد بعض الأشخاص أن تغيير نشاطاتهم يسهّل عليهم الحفاظ على اهتمامهم في التمارين.

تذكر: إبدأ ببطء. لا تلجأ إلى الزيادات المذهلة. حاول بدل ذلك زيادة كثافة التمارين تدريجياً من خلال إضافة بضع دقائق كل أسبوع إلى تمارينك الهوائية. لكن حافظ على هذه الوتيرة! فالثبات على نمط معين مع مرور الوقت أكثر أهمية من معظم الفورات المؤقتة.

عدد الوحدات الحرارية

ما هو مقدار الطاقة الذي تحرقه؟ تظهر الأرقام التالية والوحدات الحرارية التقريبية التي يحرقها كل يوم شخص وزنه 75، 100 و 125 كيلوغراماً على التوالي:

التمرين75 كلغ100 ﻛﻠﻎ125 كلغ
الركوب على الدراجة، 6 أميال / الساعة240312384
الركوب على الدراجة، 12 ميلاً / الساعة410534660
البولينغ240300360
الجمباز300360420
الرقص420600780
الركض، 7 أميال / الساعة92012301540
القفز على الحبل75010001250
الركض في المكان نفسه6609621264
الركض، 10 أميال / الساعة128016642044
السباحة، 25 ياردة / الدقيقة275358441
السباحة، 50 ياردة / الدقيقة500650800
التنس400535670
المشي، 2 ميل / الساعة240312380
المشي، 3 أميال / الساعة320416600
المشي، 4،5 أميال / الساعة440572700

 

تمارين للياقة البدنية الهوائية

ما هو مقدار التمارين وما مدى تواترها؟ يفضل عموماً ممارسة التمارين لمدة 30 دقيقة كل يوم بكثافة “خفيفة نسبياً” إلى “قاسية نوعاً ما” (3 إلى 4 حسب جدول الإجهاد المدرك). أنجز مجموعة منوعة من تمارين أسفل الجسم وأعلى الجسم، مثل المشي أو السباحة أو القفز على الحبل. مدد الوقت المخصص للتمارين الهوائية بمعدل دقيقة إلى 5 دقائق كل مرة على مدى الأسابيع أو الأشهر. فزيادة الوقت على نحو تدريجي يخفف من خطر تعرضك للإصابة.

المشي

لعل الطريقة المثلى للشروع في التمارين هي المشي ببساطة. فأنت لا تحتاج إلى المعدات ولا يجدر بك تعلم تقنيات معينة. بالإضافة إلى فوائد التخلص من الوزن الزائد التي تجنيها من هذا التمرين الهوائي، يعتبر المشي جيداً أيضاً لقلبك وعظامك.

ليس المشي مجرّد وسيلة للشروع في التمارين. فهو أيضاً وسيلة للحفاظ على اللياقة والصحة خلال المدى الطويل. وإذا باشرت للتو في رياضة المشي، إحرص على المشي 10 دقائق كل يوم. وفي كل أسبوع، حاول زيادة الوقت المخصص للمشي بمعدل دقيقتين إلى 5 دقائق. إستمر في زيادة مدة المشي إلى أن تتمكن من المشي 45 دقيقة أو ساعة كاملة دفعة واحدة.

وفي النهاية، سوف تتمكن من المشي بوتيرة سريعة. وإذا كنت متمرساً في التمارين الرياضية، قد ترغب في أرجحة ذراعيك أكثر أثناء المشي، بهدف توفير بعض الحركة لأعلى الجسم وزيادة كثافة التمرين الهوائي.

الركض

إذا ركضت بمعدل 8 أميال في الساعة، سوف تحرق ضعف الوحدات الحرارية التي تحرقها أثناء المشي. ويعني ذلك أنك تصبح أكثر فاعلية أثناء وقت تمارينك. لكن ثمة مشكلة في ذلك. فعلى رغم الفوائد الهوائية للركض، يمكن أن يكون هذا الأخير قاسياً على مفاصلك. والواقع أن التأثير الناجم عن الضغط المتكرر قد يؤدي إلى إصابات في ركبتيك ووركيك وكاحليك.

وإذا بدا لك ذلك بمثابة نوع من التمارين، إبدأ ببطء، خصوصاً إذا كنت غير نشط في الآونة الأخيرة. لذا، جرّب المشي أولاً. وبعد أن تفلح في المشي مسافة ميلين خلال 30 دقيقة، يعني ذلك أنك مستعد للمناوبة بين الركض والمشي، أي الركض لمدة دقيقة ومن ثم المشي لمدة دقيقة وهكذا دواليك.

وللتخفيف من الانزعاج المحتمل في العضلات والمفاصل، مارس هذه الرياضة ثلاث أو أربع مرات في الأسبوع في أيام متناوبة. أركض وفق وتيرة مريحة وامشِ بسرعة، شرط التقيد بالإرشادات المذكورة في إجهادك المدرك والمعدل المنشود لخفقان قلبك.

إشترِ زوجاً جيداً من أحذية الركض. فكر أيضاً في شراء آلة ركض بيضوية، قادرة على توفير حركة مماثلة للركض من دون فرض الضغط على مفاصلك. إستبدل الركض بأشكال أكثر نعومة من التمارين بين الفينة والأخرى.

الركوب على الدراجة

يعتبر الركوب على الدراجة الهوائية طريقة رائعة لممارسة التمارين الهوائية. ولا يتوجب عليك ممارسة هذه الرياضة خارجاً طوال أيام السنة. فكر في شراء دراجة ثابتة منتصبة أو متكئة يمكن استعمالها داخل المنزل مهما كانت الأحوال الجوية. وحين يكون الطقس جميلاً، إجعل الركوب على الدراجة الهوائية جزءاً من نشاطاتك في عطلة نهاية الأسبوع. إختر مسارات مختلفة في منطقتك أو أعثر على مسارات غير مألوفة توفر لك بعض المشاهد الطبيعية الجميلة أثناء ممارسة التمرين.

السباحة

يمكن القول إن ممارسة التمارين في المياه قريبة قدر الإمكان مما تستطيع الحصول عليه في التمرين الهوائي الخالي من الصدمات. فالمياه توفر مقاومة 12 مرة أكثر من الهواء، بحيث يمكنك ممارسة تمرين جيد من دون خطر تعريض المفاصل للأذى. وإذا أردت جعل هذا التمرين الفردي حدثاً جماعياً، إنخرط في صفوف التمارين الهوائية المائية.

الرقص الهوائي

يخجل بعض الأشخاص من ممارسة هذا التمرين لأنه ينجز غالباً ضمن مجموعات. لكن العديد من المراكز الصحية توفر صفوفاً لهذا الرقص بالثياب الفضفاضة (بدل الثياب الضيقة). والواقع أن هذه البرامج مخصصة للأشخاص الذين يحتاجون إلى التحرك وفق مستوى يتعدى المستوى الأساسي. وإذا شعرت برغبة القيام بذلك بفضل الآخرين – وطاقة الصف – يمكن أن يكون ذلك طريقة مذهلة لإنجاز تمارينك الهوائية. كما يمكنك استئجار أو شراء أشرطة فيديو مخصصة للتمارين الهوائية.

آلة التزلج

إنها توفر تمريناً إجمالياً ممتازاً، لكنها قد تكون آلة صعبة للانطلاق منها. تتحرك الذراعان والساقان على نحو إيقاعي متعارض، كما في المشي. قد تفتقد في البداية إلى التوازن. لكن عليك التمرن للتوصل إلى حركة التزلج المطلوبة.

آلة التقاطع البيضوي

توفر هذه الآلة الهوائية تمريناً كاملاً لأعلى الجسم وأسفله، وهي تجمع بين فوائد الركض، وصعود السلالم، والركوب على الدراجة الهوائية، والتزلج ضمن جهاز واحد. وكما هي حال آلة التزلج، تشجع هذه الآلة الذراعين والساقين على التحرك في شكل بيضوي، وهذا أمر سهل بالنسبة إلى مفاصلك. ويكون التمرين طبيعياً مثل المشي.

القوة والتوازن

في كل عام، تفقد 1 في المئة تقريباً من قوة عضلاتك بين عمر 30 و 70 عاماً ولا سيما بسبب قلّة النشاط. ويعني ذلك أنك تصبح في عمر 70 عاماً أضعف بنسبة 40 في المئة مما كنت في عمر 30 عاماً. إلا أن رفع الأثقال أو ما يعرف أيضاً بتمارين القوة أو المقاومة، قادر على إبطاء هذه العملية. كما أن إضافة تمارين القوة إلى نشاطك يساعدك على الاستمرار في إنجاز الأشياء التي تستمتع بها.

والواقع أن ممارسة التمارين من خلال رفع الأثقال الحرة أو التمرن على الآلات الرياضية يعتبر طريقة ممتازة لزيادة كتلة العضلات الهبر في الجسم لأنها تحفز الحركات التي تقوم بها في حياتك اليومية، مثل نقل الصناديق أو حمل أكياس المشتريات – وتجعل هذه النشاطات أكثر سهولة. فحين تعمل عضلاتك عكس الجاذبية، تصبح أكثر قوة. كما تصبح عظامك أقوى وأكثر كثافة. يتضح إذاً أن تمارين القوة تزيد من قوة الهيكل العظمي والعضلات الداعمة له، مما يحارب الضعف المرتبط بالشيخوخة ويسهم في تحفيز التوازن الجيد.

وهنا أيضاً، إبدأ ببطء. فإنجاز مجموعة واحدة من التمارين مشتملة على 12 تكراراً يمكن أن تكون فعالة بقدر إنجاز ثلاث مجموعات من أربعة تمارين. لذا، حاول العثور على مدرّب اختصاصي ليعلمك الشكل الصحيح من التمارين، لأن التقنية غير الصحيحة هي من أحد الأسباب الرئيسية للأذى.

أنجز كل تمارين مجموعات العضلات الرئيسية: عضلات البطن والساقين والصدر والظهر والكتفين والذراعين. تأكد من حسن توازن تمارينك، مما يعني ضرورة تقوية عضلاتك على نحو متساوٍ من جهتيّ المفصل. مرّن مثلاً العضلة الثلاثية الرؤوس والعضلة الثنائية الرأس، عضلات باطن الفخذ وعضلات مقدمة الفخذ وعضلات الظهر وعضلات الصدر.

إلا أن تمارين التقوية لا تستلزم كلها استعمال الأثقال. فالتمارين التي تستخدم مقاومة الجسم الخاصة تجاه الأشياء المحيطة بك تضم تمارين دفع الجسم على جدار والجلوس والنهوض والقرفصاء الواقفة. للحصول على أمثلة أكثر توضيحاً عن تمارين الأثقال.

استعمال مقياس الإجهاد المدرك

يشير مقياس الإجهاد المدرك إلى المقدار الإجمالي للجهد الجسدي الذي تبذله أثناء ممارسة تمرين جسدي، مع الأخذ في الحسبان كل أحاسيس الإجهاد والضغط الجسدي والتعب. وعند استعمال مقياس التصنيف، لا تنشغل كثيراً بأي عامل معين، مثل الانزعاج في الساق أو التنفس الصعب وإنما حاول التركيز على شعورك الداخلي للإجهاد.

ولكي يفضي النشاط إلى فوائد صحية، عليك بذل جهد “معتدل” إلى “قوي نوعاً ما”. ويعني ذلك أنك بحاجة إلى الدرجة 3 أو 4 في مقياس الإجهاد المدرك. تجدر الإشارة إلى أن الدرجة “0″ تشير إلى أدنى مستوى من الإجهاد، مثل الجلوس بارتياح في كرسي، فيما تتطابق الدرجة 10 مع أقصى جهد ممكن، مثل تسلّق تل بالركض.

تذكر أنه عند الشروع في مقادير صغيرة نسبياً من التمارين، سوف تشعر أن التمارين “معتدلة” إلى “قوية نوعاً ما”. لا بأس في ذلك. وكلما ثابرت على ممارستها، ازدادت قدرتك على ممارستها بسهولة.

صفرلا شيء على الإطلاق
1ضعيف جداً
2ضعيف
3معتدل
4قوي نوعاً ما
5قوي
6أقوى
7قوي جداً
8أكثر صعوبة
9صعب جداً
10صعب جداً جداً

 

خيارات، خيارات

هل تتساءل عن كيفية إنجازك للتمارين الرياضية؟ سواء أردت تمرين القسم العلوي أو السفلي من جسمك، تتوافر أمامك العديد من خيارات التمارين الممكن إنجازها في الداخل والخارج.

تمارين أعلى الجسم

● في الداخل: رفع الجسم إلى أعلى، كرة الطاولة، دعك العجين، التنظيف بواسطة المكنسة الكهربائية

● في الخارج: الرماية، لعبة الحدوات، التجذيف في زورق، الصيد، الركوب في زورق خفيف.

تمارين أسفل الجسم

● في الداخل: كرة السلة، الهوكي، التزلج على الجليد، تسلق السلالم، الدوس على طاحونة، آلة التقاطع البيضوي.

● في الخارج: الركض، المشي، الركوب على الدراجة الهوائية، كرة القدم، التنزه، التزلج على الجليد، التزحلق على ثلج الجبال، السير على الثلج بانتعال قبقاب.

تمارين مختلطة

● في الداخل: الوثب والرقص، القفز على الحبل، كرة الطائرة، تمارين القوة / رفع الأثقال، التجذيف، التاي تشي، اليوغا، الرقص الهوائي.

● في الخارج: تنس الريشة، التزلج على الثلج، كرة القدم، شدّ الحبل، السباحة، التسلق، التنس، الكرة اللينة، الاعتناء بالحديقة.

المرونة والتمدد

يملك كل واحد منا حداً وراثياً مختلفاً للمرونة. لكن مهما كان مستواك، يمكنك تحسينه والتحلي بالمزيد من المرونة.

صحيح أن التمدد مفيد قبل ممارسة التمارين وبعدها، لكنك قد لا تملك الوقت الكافي لممارسة الاثنين معاً. لذا، إبدأ تمارينك بدل ذلك بشكل مسلٍّ من نشاطك المفضل خلال ذلك اليوم. فإذا كنت تمشي مثلاً، أنجز تمارين التحمية من خلال المشي لمدة 5 دقائق وفق وتيرة أبطأ، شرط زيادة السرعة تدريجياً بعد ذلك. تمدد بعد الانتهاء من المشي. والواقع أن التمدد مهم جداً حين تكون عضلاتك حامية، أي بعد ممارسة التمارين الرياضية.

وأثناء التمدد، حافظ على وضعيات التمدد لمدة 10 ثوانٍ إلى 30 ثانية. لا تنهض بسرعة. ركز على العضلات التي تستخدمها بكثرة. فإذا كنت تلعب الغولف أو كرة المضرب، مثلاً، ركّز على عضلات الكتفين. وإذا كنت تمشي أو تركض، مدد عضلات ربلة الساقين وعضلات باطن الفخذ ومقدمته. ومهما كان التمرين الذي تنجزه، إحرص على إبقاء جذعك مرناً من خلال تمديد عضلات ظهرك وصدرك. فالعمود الفقري الصحي أساسي لكل أشكال التمارين ويجدر بك الحفاظ على مرونته وقوته.

وفي نهاية كل تمرين، إحرص على تخصيص الوقت الكافي لتبريد جسمك مدة 5 إلى 10 دقائق. ولتبريد جسمك، يمكنك القيام بالمزيد من تمارين التمدد أو إذا كنت تمشي، مثلاً، يمكنك إبطاء وتيرتك تدريجياً.

توقف فوراً

مهما كان روتين تمارينك، تأكد من الانتباه إلى أي إشارة إنذار تطلعك على ضرورة التوقف. فإذا شعرت بضيق في صدرك أو انقطع نفسك على نحو حاد، مثلاً، توقف عن ممارسة التمارين واطلب المساعدة الطبية على الفور. أما الإنذارات الأخرى التي يجدر بك الانتباه إليها فتشمل آلام الصدر والألم في الذراعين أو الفك، خصوصاً في الجهة اليسرى وخفقان القلب والدوار والإغماء والشعور بالغثيان.

موقف جديد

حاول الاحتفاظ بسجل لتقدمك، لأن إحدى أفضل الطرق لتغيير عادة معينة هي تعقب آثارها. تقدم الجمعية الأميركية للقلب وجمعيات أخرى غير هادفة للربح إصداراتها الخاصة من سجلات التمارين الرياضية، لكنك تستطيع إعداد سجلك بنفسك. ويتيح لك سجل التمارين معاينة ما حققته لغاية الآن ومساعدتك على تحديد أهدافك للمستقبل.

هكذا، بعد كل جلسة من التمارين الرياضية، يمكنك تسجيل:

● التاريخ.

● النشاط (ركض، سباحة، ركوب على الدراجة، إلخ)، وما إذا كان هوائياً، أو تدريب قوة، أو تمرين مرونة.

● خفقان قلبك في التمرين. بعد التوقف مباشرة عن ممارسة التمارين الرياضية، حاول قياس نبضك لمدة 10 ثوانٍ، ثم أضرب الجواب بستة للحصول على معدل خفقان قلبك في الدقيقة الواحدة. تجدر الإشارة إلى أن المعدل الأقصى لخفقان القلب هو 220 ناقص عمرك. أما معدل خفقان القلب المثالي (أي المعدل الذي يجدر بك السعي إليه أثناء التمارين) هو 50 إلى 70 في المئة من المعدل الأقصى لخفقان قلبك.

● مدة نشاطك أو أمده. سجل ببساطة الوثبات، والأميال، والكيلومترات، والدقائق، والساعات، وأي قياس آخر له معنى.

● مزاجك. كيف كان شعورك قبل التمرين وبعده؟ هل هذا هو تمرينك الأول خلال الأسبوع؟ كيف شعرت في ذلك اليوم؟

تجدر الإشارة إلى أن تسجيل التقدم يجعل التمارين الرياضية جزءاً أكثر تأصلاً والتزاماً من حياتك. ومع وجود سجل يومي مكتوب لتقدمك، تزداد حوافزك للمتابعة. وهذا هو جوهر الموضوع.

موقف جديد

مهما كان نوع التمرين الذي تقوم به، يتجلى الشيء المهم في التحرك ومن ثم جعله عادة منتظمة. وإذا أردت إطلاق برنامج منظم من التمارين ممتد على ساعة كاملة يدفعك إلى الخروج من باب منزلك في السادسة والنصف من كل صباح، يكون ذلك رائعاً. ولا بأس أيضاً في تجزئة برنامج نشاطك إلى أجزاء صغيرة تستطيع ممارستها خلال اليوم.

حاول التوصل إلى موقف يعتبر النشاط الجسدي بمثابة حجر الزاوية لكل برنامج هادف إلى التخلص من الوزن الزائد وأساس لعيش حياة صحية. وكما يقول شعار أحد ماركات الأحذية الرياضية الشهيرة: “أنجزه فقط”. فما من شيء أفضل حين يتعلق الأمر بطريقتك المثالية في النشاط الجسدي.

معلومات طبية

505-news-logo

تغيير المواقف والأفعال (2): سلسلة الوزن الصحي ج11

$
0
0

لقد حان الوقت الآن لمعالجة تلك العادات التي تحتاج إلى التغيير. تمعّن جيداً في دفتر يوميتك لمعرفة الأسباب التي تدفعك إلى الأكل. وثمة مكان جيد للانطلاق منه وهو التلميحات أو الأشياء التي تدفعك إلى الأكل. وإذا كشفت مفكرتك أنك تأكل أساساً بسبب الجوع، يعني ذلك أنك حصلت على موطن قوة للاستناد إليه. لكن إذا لاحظت أنك تأكل كلما كنت سعيداً أو محبطاً أو غاضباً أو كلما مررت أمام الفرن أو آلة البيع أو كلما قدم لك أحدهم الطعام، يتوجب عليك إذاً العمل على ضبط الحوافز.

وقد أصبحت بعض الحالات أو الأماكن مرتبطة بالأكل في دماغك. لذا، عند التواجد في مثل هذه الحالات أو الأماكن، تجد أنك تأكل بصورة تلقائية. فعلى سبيل المثال، إذا وجدت نفسك دوماً تأكل كيساً من رقاقات البطاطا حين تشاهد نشرة الأخبار، تكون إذاً مشاهدة الأخبار مرتبطة بأكل رقاقات البطاطا.

ما الذي تستطيع فعله في هذا الشأن؟ عليك تعطيل الصلة القائمة بين ما يدفعك إلى الأكل وردَّة فعلك تجاهه. وحسب الحوافز التي تدفعك إلى الأكل، يمكنك إجراء ضبط للحوافز من خلال عدد من الاستراتيجيات.

شروط الأكل
تناول الطعام دوماً بيقظة. إنتبه إلى ما تضعه في فمك وكن واعياً لكل قضمة. ولتحقيق ذلك، لا يجدر بك إنجاز أي شيء آخر في الوقت نفسه. لا تقرأ. لا تشاهد التلفزيون. تناول فقط. تذوّق طعامك. أشعر فعلاً بمذاقه ورائحته وتركيبته. وتذكر أنه يفترض بالأكل أن يمنحك السرور وليس فقط تزويد جسمك بالوقود.

إذا كنت تناولت الجزء الأفضل من علبة الآيس كريم من دون أن تدرك حتى أنك تأكل، لا ريب أنك تعرف ماذا يعني الأكل من دون إدراك. ما من شيء ممتع في الأمر وقد تشعر بالارتباك بعد ذلك. أما الأكل المصحوب بالإدراك فيتطلّب بعض التمرّس، لكنه يستحق عناء الجهد المبذول. فعندئذ، لن تستمتع فقط بطعامك وإنما ستشعر أيضاً بالشبع بمجرّد تناول القليل.

الوقت هو الأساس
إذا كشفت مفكرة طعامك أنك تأكل مرات عدة خلال اليوم، يمكن إذاً لوجود جدول زمني أن يمنحك بعض السيطرة على الأمر. لكن ذلك لا يعني ضرورة تناول وجبات الطعام الثلاث الرئيسية. في الواقع، يمكنك ابتكار جدولك الخاص، أي الجدول الذي يتيح لك الأكل حين تكون جائعاً. ويمكنك إضفاء بعض المرونة على هذا الجدول من خلال تحديد أطر زمنية، مثل تناول الفطور بين السابعة والسابعة والنصف صباحاً، بدل التمسك بمواعيد ثابتة وصارمة.

وقد تجد أن تناول ثلاث وجبات رئيسية ووجبتين خفيفتين خلال النهار ملائم فعلاً لك. وقد يكون تناول ست وجبات صغيرة ملائماً أكثر لأسلوب عيشك. لكن الشيء المهم هو تحديد جدول مواعيد والالتزام به. (لكن لا تحاول البقاء أكثر من 4 أو 5 ساعات متتالية من دون أكل وإلا تصبح شديد التوق إلى الطعام). وإذا وجدت نفسك جائعاً قبل 20 دقيقة تقريباً من الموعد المحدد للوجبة الخفيفة، حدد بنفسك ما إذا كنت تستطيع الانتظار قليلاً. أو ربما قد لا تكون جائعاً إطلاقاً عندما يحين الموعد المحدد لتناول الطعام. إذا كنت لا تستطيع الانتظار، تناول على الأقل وجبة خفيفة صحية قبل الشروع في وجبتك.

التصميم
صمم قبل يوم واحد على الأقل ما تريد تناوله في اليوم التالي. والواقع أن ما تأكله مرتبط بعدد الوحدات الحرارية التي رأيت أنك تحتاج إليها للتخلص من الوزن وبرنامج الأكل الذي تتبعه. لكن التصميم المسبق وتوافر المكونات اللازمة بين يديك يساعدك على عدم التهام قطعة بيتزا باقية حين تصل جائعاً إلى المنزل في وقت العشاء.

وبالطريقة نفسها، يمكن لتوضيب الغداء أو الوجبات الخفيفة أو حتى الفطور، لأخذه معك إلى العمل أن يحول دون اعتمادك على آلة البيع غير الصحية أو الوجبات السريعة واتخاذ خيارات متهورة في انتقاء الطعام. قد يبدو هذا الأمر مستنفداً للوقت، لكن بعد أن تعتاد على توضيب الطعام في الأكياس، قد تجد أن هذه العملية موفرة للوقت إذ لا يتوجب عليك البحث عن الطعام خلال النهار.

ولا ريب أن أفضل التصاميم قد تخفق في بعض الأحيان. لكن ثمة قاعدة ذهبية في الاستعداد ألا وهي الاحتفاظ دوماً بشيء صحي لمضغه، مثل الفوشار القليل الدسم أو قطع الخضار أو الفاكهة. بهذه الطريقة، إذا حال موعد نهائي غير متوقع في دوام العمل دون تناولك الطعام خلال ساعة الغداء أو إذا وجدت نفسك على متن الطائرة خلال وقت العشاء (إنسَ أمر كيس الفول السوداني)، سوف تجد دوماً شيئاً صحياً لتناوله في حالة الطوارئ.

العثور على مكان
حين تأكل الطعام في المنزل، حدد مكاناً لذلك النشاط ومن الأفضل أن يكون مائدة الطعام. حضّر المائدة، حتى لو كنت تأكل لوحدك. إجعل الأمر ممتعاً قدر الإمكان. وتذكر ضرورة الانتباه إلى طعامك وعدم القيام بأي شيء آخر اثناء الأكل. هكذا، عند تناول الطعام في مكان واحد، يمكنك ربط هذا المكان وهذا المكان فقط بالأكل. وإذا لم تأكل أبداً أثناء الجلوس في الكرسي الهزاز أمام شاشة التلفزيون، لا يحتمل أن تشعر بتوق مفاجئ إلى فطيرة الكرز أثناء الجلوس في الكرسي الهزاز أو تشغيل جهاز التلفزيون. نعم، الأمر بهذه البساطة. وبهذه الصعوبة أيضاً. عليك قطع الروابط التي تقيدك.

منع الطعام التافه
قد تخدع نفسك بالاعتقاد أن كيس حبوب الفول السوداني المكسوة بالشوكولاته الذي وضعته للتو في عربة التسوق هو للأولاد. لكن بعد وصول الكيس إلى المنزل، هل تستطيع المقاومة؟ أنجز معروفاً لك ولأولادك. لا تحضر إلى المنزل الطعام الذي لا يسهم في صحة الجميع.

لكن هذا لا يعني الإقلاع تماماً عن الحلويات. فهناك الكثير من الأطعمة القادرة على إرضاء التوق إلى المذاق الحلو وتوفير المواد المغذية اللازمة في الوقت نفسه. وإذا كنت تملك الوقت الكافي، إبحث عن الوصفات التي تشدد على الأكل الصحي والقليل الدسم. كما يمكنك التسوق في المتاجر التي تقدم بدائل مغذية للوجبات السكرية القياسية الغنية بالدسم والمفتقدة إلى الألياف والتي تملأ رفوف السوبرماركت. لكن إحذر من المنتجات المطهوة القليلة الدسم والمنتجات الأخرى القليلة الدسم. فهي تحتوي في الغالب على العدد نفسه من الوحدات الحرارية أو حتى أكثر وعلى المزيد من السكر، مما تفعل المنتجات الأغنى دسماً.

وتذكر أنه فيما تتمرّن على العادات الجديدة للأكل، سوف يتغير ذوقك. فالأطعمة التي بدت فيما مضى شهية جداً قد تصبح حلوة جداً أو دهنية جداً. وفي الوقت نفسه، قد تكتشف أن الكوب المليء بثمار التوت مع القليل من القشدة الرائبة القليلة الدسم ورشَّةٌ من سكر القرفة هو فكرة جديدة بالغة الروعة.

التسوق حسب لائحة
يحول ذلك دون وضع ذلك الكيس من رقاقات البطاطا في عربة التسوق على نحو متهور أو من دون تفكير. كما أن هذه الطريقة تتماشى جيداً مع مبدأ التفكير المسبق. وبالإضافة إلى هذه المبادئ، لا تتسوق أبداً حين تكون جائعاً لأنك تميل حينها إلى التهام أي شيء يبدو شهياً، حتى لو بطريقة مبهمة. وأثناء عملية التسوق، إحرص على قراءة اللصائق. لا تفترض أن ذلك الشيء جيد لك لأنه قليل الدسم. تحقق من محتوى السكر وعدد الوحدات الحرارية والصوديوم. وإذا كان المنتج يحتوي على مواد كيميائية أكثر من الطعام الحقيقي، هل ترغب فعلاً في إدخاله إلى جسمك؟

بعيد عن النظر، بعيد عن القلب. إحفظ الطعام المغري حيث لا تستطيع مشاهدته، خصوصاً إذا كشفت مفكرة طعامك عن ميلك إلى الطعام بسبب التلميحات البصرية. ضع الطعام المغري في الجهة الخلفية للخزانة أو الثلاجة، حيث لا تشاهده عيناك كلما فتحت الباب.

أتركه، لا تحبه
حضّر نفسك لصدمة. مهما قال لك أهلك أثناء مرحلة نموك، إعلم أنك لست ملزماً بإنهاء الطعام في طبقك. فحتى لو سكبت الكمية التي تعتبرها منطقية لنفسك في الطبق، كيف تعرف قبل الشروع في الأكل مقدار الطعام الذي تحتاج إليه لإشباع جوعك؟ وإذا سكب أحدهم الطعام لك في طبقك، كيف يمكن لأي شخص في العالم أن يعرف مقدار الطعام الذي تحتاج إليه؟ تناول ببطء وتذوق كل قضمة وتوقف حين تشعر أنك شبع ولست متخماً.

وإذا كنت تنتمي إلى الفريق المشجع على إنهاء كامل الطبق، إبدأ بترك القليل من الطعام في كل وجبة لمجرد الإشارة إلى دماغك أنه لا بأس في ذلك. وحين تصبح أكثر مهارة في تحديد متى تكون جائعاً ومتى تكون شبعاً، يسهل عليك وضع مقدار أقل من الطعام في طبقك في المقام الأول وترك الطعام الذي لا تريده. وتذكر أن الأكل إلى درجة الشعور بالتخمة قد يثير فيك مشاعر الذنب والأفكار السلبية عن الذات بسبب فقدان السيطرة.

فقط بسبب الجوع
الأكل مريح فعلاً ولذلك يلجأ العديد من الأشخاص إلى الطعام فيما يرغبون فعلاً في شيء آخر. وقد يبدو الطعام شيئاً مهماً حين تكون تعباً أو عطشاناً، حين تكون وحيداً أو حزيناً، حين تكون غضباً أو محبطاً. لكن لسوء الحظ، لا يستطيع الأكل تلبية حاجاتك غير الجوع على نحو مرضٍ. كما أن تناول الطعام لأي سبب آخر سيدفعك حتماً لتزويد جسمك بوحدات حرارية أكثر مما تحتاج.

إذا كنت تتجاهل إشارات جوعك لفترة من الوقت وتتناول الطعام لأسباب أخرى، قد يتوجب عليك إذاً معرفة ماهية الجوع بالنسبة إليك. إمتنع عن تناول الطعام لبضع ساعات متتالية ولاحظ كيف تشعر. إذا كنت لا تشعر بالجوع، لا تحاول تهدئة نفسك بالطعام. إذا كنت تعباً، حاول الاستراحة أو التأمل. وإذا كنت عطشاناً، إشرب كوباً من الماء. إذا كنت قلقاً، أنجز بعض التنفس العميق أو استمتع بحمام دافئ أو حاول القيام بنزهة. توقف عن جعل الأكل الاستجابة لكل حاجاتك. وإذا كنت غير أكيد من جوعك، إنتظر 15 إلى 30 دقيقة إضافية ولاحظ كيف تشعر. إليك إرشاد في هذا الصدد: إذا لم تستطع تحديد ما الذي تريد أكله، ثمة احتمال كبير إذاً أنك لست جائعاً.

جمع الحشود
ثمة شيء لن تكشفه لك مفكرة طعامك ألا وهو كيفية الحصول على الدعم المفيد أثناء خوض عملية إنجاز التعديلات الضرورية للتوصل إلى الوزن الصحي. كن حذراً أثناء اختيار مصادر الدعم. نملك جميعاً مفكراتنا الخاصة، لكنها ليست واقعية على الدوام. لذا، لن يسعد كل من ينتمي إلى دائرة أصدقائك ومحبيك لتخلصك من الوزن الزائد. إختر الشخص أو الأشخاص الذين تعرف أنهم يريدون فعلاً الأفضل لك وسوف يشجعونك فعلاً.

وقد يكون الدعم المثالي متجسداً في شريك في عملية التخلص من الوزن الزائد، أي في شخص يحاول هو أيضاً التخلص من الوزن. أو قد يكون زوجتك أو زميلك أو صديقك. ويجد بعض الأشخاص راحة أكبر عند الحصول على الدعم المحترف، الآتي مثلاً من اختصاصي التغذية أو المدرّب الشخصي. ويحب أشخاص آخرون الدعم الجماعي الممكن الحصول عليه من مراكز متخصصة في هذا الشأن.

وهناك أيضاً الأشخاص الذين يحبون العمل لوحدهم ولا يرغبون في طلب مساعدة أي كان. إفعل ما يناسبك، لكن تذكر وجود طرق مختلفة لتلبية الحاجات المختلفة.

فكّر في تعديل السلوك
ويشتمل ذلك على درس العوامل المسببة للبدانة (سواء كان ذلك الأكل المفرط أو الافتقاد إلى النشاط الجسدي)، ومن ثم التخفيف من هذه العوامل أو تعديلها. وتشتمل مختلف مكوّنات برامج تعديل السلوك على المراقبة الذاتية (تسجيل تصرفاتك)، ضبط الحوافز (تقليص الظروف الخارجية)، وإدارة الطوارئ (مكافأة السلوك الملائم)، وتغيير معايير السلوك مباشرة (تغيير طريقة تصرفك)، وتعديل السلوك الإدراكي (تغيير طريقة تفكيرك).

لكن كيف ينطبق كل ذلك عليك؟ ثمة شرط أساسي في المراقبة الذاتية مثلاً وهو مراقبة كل شيء تأكله. فقد تبين أن الأشخاص الذين يحتفظون بسجلات غذائية هم أكثر نجاحاً في التخلص من الوزن والحفاظ على الوزن الجديد على المدى البعيد. وثمة برنامج لمعالجة السلوك اسمه “تعلم” يشتمل على ضبط أسلوب العيش، والتمارين الرياضية، والمواقف، والعلاقات والتغذية، وهو قادر على مساعدتك في تطبيق كل ذلك.

الخروج من الورطة

إذا كنت تتقيد بالاقتراحات لكنك لا تزال تجد نفسك عالقاً في الأنماط القديمة، عليك إذاً معرفة ما الذي يبقيك جامداً. نحن نعمل لإبقاء الأشياء على حالها. وإذا أحدثت خللاً في التوازن الذي أنشأته، من خلال التخلص من الوزن الزائد مثلاً، يميل ذلك التوازن إلى إصلاح نفسه والعودة إلى العمل كالمعتاد. ويعني ذلك استردادك في النهاية للوزن السابق والعودة إلى العادات التي سببت وزنك الزائد في المقام الأول. تقضي الحيلة إذاً بإحداث خلل في التوازن بحيث يولد توازن جديد أثناء عملية التصحيح.

والسبيل لفعل ذلك، حسب النظرية التي جرى تطويرها في جامعة هارفارد، هو تحدي افتراضاتك الكبيرة. وتتجلى هذه الافتراضات في الأشياء التي تظنها صحيحة لكنها في الواقع مجرد افتراضات اتخذتها بنفسك. في الواقع، ليس منظورك للأمور الحقيقة الفعلية. فإذا كنت تفترض أن العالم مسطح، لن تغامر أبداً بعيداً خشية السقوط.

لنقل مثلاً أنك تعتبر أنه حكم عليك بالوزن الزائد لأنك ولدت في عائلة يسيطر عليها الوزن الزائد. أو لأنك لم تمارس أبداً التمارين الرياضية المحترفة ولذلك لا تستطيع ربما الالتزام ببرنامج التمارين. لكن هذه الأمور مجرد افتراضات وليست حقائق. عليك التعرف إلى افتراضاتك ودراستها. إليك كيفية فعل ذلك:

● تعرّف أولاً إلى أحد افتراضاتك الكبيرة.

● خصص بعض الوقت للتفكير كيف يخدمك افتراضك. ما الذي يحدث أو لا يحدث حين تعتبر افتراضاتك بمثابة حقيقة لا ريب فيها؟ ما الذي يحدث حين تعترف أن الأمر مجرّد افتراض؟

● إحذر من أي شيء قد يشوّش افتراضك الكبير. فإذا كنت تظن أنك لا تستطيع التخلص من الوزن، لكنك تخلصت من ثم من 5 كيلوغرامات، كيف يؤثر ذلك في “حقيقتك”؟

● أدرس افتراضك جيداً. كم مضى وقت على وجوده؟ من أين أتى؟

● إفحص الافتراض بطرق آمنة.

وكما قلنا منذ البداية، يعني ذلك أنه يجدر بك إجراء التغييرات ببطء. إعتمد الخطوات الصغيرة. إستمع إلى نفسك أثناء خوض العملية. ما هي أفكارك ومشاعرك حين تكتشف أن افتراضك ليس حقيقة؟ هل تشعر بالارتياح؟ بالذعر؟ بالقلق؟ لا تتجاهل مشاعرك. تحدث بشأنها مع صديق أو مستشار. أكتب عنها في دفتر اليوميات. وبما أنها تتماشى مع كل الفوائد الرائعة للتوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه، قد تتعرض هي أيضاً لبعض العقبات.

وقد تكون العقبات كبيرة أو صغيرة. يمكن أن تتمثل العقبة الكبيرة في شعورك بالأمان نتيجة الوزن الزائد لأنه يحميك من الملاحظات الجنسية غير المرغوبة. أو أنك تستتر ربما وراء وزنك الزائد لأسباب أخرى. في هذه الحالة، عليك التحدث مع مستشار متخصص في المسائل النفسية المرتبطة بالوزن. وتذكر أنه يوجد حل لكل مشكلة.

الحرمان مرفوض

الواقع أن استمداد المتعة من أسلوب العيش الجديد ليس مجرد أمر مسلٍ. فهو أيضاً ضروري لنجاحك. فإذا كنت متساهلاً بشأن التغييرات التي أنجزتها، ثمة احتمال كبير ألا تدوم طويلاً. وإذا كنت تعتبر نفسك خاضعاً لحمية غذائية، يحتمل أن تتخلى عنها في النهاية وتنتهي بالعودة إلى حيث انطلقت.

فإذا أردت التوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه، عليك اعتبار التغييرات التي تخوضها أمراً إيجابياً. وعليك اجتياز التجارب السلبية بأسرع وقت ممكن. فالحرمان ليس ممتعاً. لذا، يجدر بك أخذ احتياجاتك في الحسبان وعدم اتباع البرنامج غير المرن المخصص لكل الاحتياجات.

لنقل مثلاً إنك تحب الآيس كريم الساخن. ها أنت الآن تغيّر عادات أكلك وتقول لنفسك إنك لن تتناول أياً منها. وفي أحد الأيام، تتوق إلى تناول واحدة. إلا أنك تبدأ بمضغ عيدان الجزر للتعويض عن ذلك التوق، رغم أن الأمر لا يجدي نفعاً. ثم تبدأ بالبحث عن بديل آخر. تجرّب اللبن الخالي من الدسم وتنتقل من ثم إلى الآيس كريم القشدي القليل الدسم الممزوج بشراب الشوكولاته وتنتهي بالتهام كيس من رقاقات الشوكولاته. ها قد سمحت لنفسك بالتهام مجموعة كبيرة ومنوعة من الأطعمة. ثمة احتمال كبير أن تشعر بالانتفاخ والذنب والأسوأ من ذلك أنك لا تزال ترغب في تناول الآيس كريم الساخن.

وقد لا يقودك الحرمان ربما إلى هذا النوع من الجوع. فقد يقودك ربما إلى الاستياء فقط. وتجد نفسك في النهاية وأنت تعيش لليوم الذي تتمكن فيه من تناول حلوياتك المفضلة مجدداً. متى يأتي ذلك اليوم؟ حين تتوقف عن الحمية الغذائية طبعاً. لكن هذا الأسلوب مرفوض.

ماذا يحدث إذا سمحت لنفسك بتناول بعض الأطعمة بين الحين والآخر، بدل حرمان نفسك منها بالكامل، شرط أخذها في الحسبان ضمن مأخوذك الإجمالي. ماذا يحدث إذا تناولت في تلك المناسبات أفضل أنواع الآيس كريم الساخن والتهمته ببطء وروية وتوقفت من ثم فور إرضاء توقك؟ قد تجد حينها أنك تحتاج فقط إلى بضعة قضمات عند تذوق حلوياتك المفضلة والانتباه جيداً إلى كل ملعقة تضعها في فمك.

هل يبدو ذلك مستحيلاً؟ جرّبه. ففي برنامج تعلم ضبط الوزن، أي البرنامج السلوكي الذي يستخدمه الأطباء مع المرضى الراغبين في التوصل إلى الوزن الصحي، يتحدث المؤلفان الدكتور كيلي د. برونيل والدكتور توماس أ. وادين، عن امرأة اسمها جيني اكتشفت أنها تستطيع الحصول على آيس كريمها المفضل والتهامه أيضاً.

كانت جيني تحب الآيس كريم وتتناول وعاءاً كاملاً كل ليلة. طُلب منها عدّ قضماتها والانتباه إلى المتعة التي تحصل عليها من كل قضمة. وجدت جيني أنها كانت تأكل 16 قضمة في الإجمال. كانت القضمات الأربع الأولى لذيذة ولم تنتبه كثيراً إلى القضمات العشر التالية، لكنها أعادت التركيز مجدداً على القضمات الأخيرة الباقية. وبفضل هذا الإدراك الجديد، اكتشفت جيني أنها تستطيع حذف القضمات العشر الوسطية. إنه أمر رائع. فبمجرّد الانتباه إلى نمط أكلها، استطاعت تخفيض أكثر من نصف كمية الدهن والوحدات الحرارية وزادت في الوقت نفسه من متعة تناول الطعام.

التركيز على الجانب الإيجابي

بدل التركيز على الأنواع التي لا تستطيع أكلها، ركّز على الأنواع التي يمكنك أكلها من خلال التعرف إلى النكهات الجديدة الممكن اكتشافها والتي تعزز صحتك. فإذا لم تكن من محبي الفاكهة في السابق، حاول إضافة أنواع مختلفة من الفاكهة إلى قوائم طعامك. أضف التوت إلى حبوب الصباح (جرب الأنواع المجلدة أو المجففة في حال عدم توافر الأنواع الطازجة). ماذا عن بعض شرائح المانجا أو الدراق على شريحة من الخبز المحمص مع زبدة الفول السوداني والعسل؟ أضف بعض شرائح المندرين والزبيب إلى السلطة.

تصفح كتب الطبخ ومجلات الطهو المخصصة للأكل الصحي. لا تملك الوقت الكافي للطهو؟ ليس هذا عذراً. فوصفات اليوم مصممة بحيث يتم تحضيرها بسرعة وسهولة. لا بل إن العديد من كتب الطبخ تذكر الآن مقدار الوقت الذي تحتاج إليه الوصفات. وعند تجربة أطعمة جديدة وأنواع جديدة، لا تكتفي فقط بالتعرف إلى مذاقات تحبها وتزيد بالتالي من متعة أكلك وإنما تزيد أيضاً من مجموعة الأطعمة المغذية في برنامج أكلك. تجدر الإشارة إلى أن التنوع مهم جداً في الحصول على التغذية الملائمة ومحاربة ضجر براعم التذوق.

تذكّر هنا أيضاً أهمية المذاق. ففي النهاية، سوف تعمل براعم التذوق عندك على تعديل نفسها لأسلوب أكلك الجديد. سوف تحب الأطعمة التي لم تظن قبلاً أنك ستأكلها وقد تجد أن بعض أطعمتك المفضلة باتت غير صالحة للأكل.

إنتبه أيضاً إلى الشعور الذي تولّده فيك الأطعمة. يفترض بتناول الأطعمة المغذية أن يمنحك المزيد من الحيوية وليس العكس. فإذا تناولت قطعة من الحلوى في منتصف بعد الظهر، لاحظ كيفية فتور حيويتك بعد قليل. لكن ماذا يحدث بعد تناولك لبعض الفاكهة واللبن أو الخضار والصلصة؟ هل تشعر بالفرق؟ وقد تعتاد حتى على سؤال نفسك: “هل سيسهم الأكل الذي سأضعه في فمي في صحتي الجيدة أو أنه سيضيف فقط بعض الوحدات الحرارية؟”. إذا كان سيضيف فقط بعض الوحدات الحرارية، فلمَ تأكله إذاً؟ وما لم يكن شيئاً تحبه كثيراً، ننصحك بحذفه. وإذا كنت تحبه كثيراً، إكتف بتناول القليل منه. سوف يشكرك جسمك على ذلك.

الوقت إلى جانبك

إذا كنت تقف على الميزان كل صباح وتحكم بقلق على النتيجة التي أحرزتها، يعني أنك تعدّ نفسك للإخفاق. ففي البداية – ولا يمكننا التشديد على ذلك كثيراً – يحتاج التغيير إلى الوقت. ثانياً، إذا كنت تركز فقط على الكيلوغرامات التي فقدتها، يعني أنك تفوّت كل الأشياء الرائعة التي يولدها لك أسلوب عيشك الجديد، بما في ذلك الفوائد الصحية للتخلص من الوزن وزيادة النشاط والحصول على المزيد من الطاقة والشعور برضى أكبر عن الذات.

خذ مثلاً نشاطك الجسدي. أنت تجني الكثير من الفوائد الأخرى غير حرق الوحدات الحرارية عند التحلي بالنشاط. وحين يعتاد جسمك على الحركة، تشعر بالارتياح عند ممارستها. فقد جرى تصميم جسمك للحركة وليس للبقاء جالساً طوال اليوم. فالتحلي بالكسل يستنزف قواك إلى أن تشعر بالغباء.

أما تعويد نفسك على الحركة فيجعلك تشعر بالارتياح أيضاً لأنك تعرف أنك تنجز شيئاً إيجابياً ومدللاً للذات. كما أن النشاط الجسدي يحارب الاكتئاب ويخفف من الإجهاد. وهو يساعدك على النوم بصورة أفضل. وقد أظهرت الدراسات أن أغلبية الأشخاص الذين يتوصلون إلى الوزن الصحي ويحافظون عليه ينجزون ذلك من خلال تغيير عادات أكلهم وإضافة النشاط إلى نهارهم.

فإذا أردت حثّ نفسك للحركة والحفاظ على تلك الحركة، عليك اختيار النشاطات التي تستمتع بها. إمشِ أو أركب على الدراجة الهوائية أو إسبح أو أرقص أو تنزه في الغابات. هل تكره التمارين الرياضية؟ إبتكر إذاً الفرص للانخراط في نشاطات ضمن أسلوب العيش، مثل جزّ عشب الحديقة وتسلّق السلالم بدل استعمال المصعد الكهربائي وحراثة الحديقة. والواقع أن الخيارات لا متناهية في هذا الصدد. أعثر على شريك. إستمع إلى الموسيقى. إفعل أي شيء يحرّكك.

وإذا كنت كثير الجلوس لفترة من الوقت، حدد إذاً الأهداف الصغيرة القابلة للتحقيق. إليك بعض الأفكار للحفاظ على حوافزك:

● إحتفظ بسجل لتقدمك وسجّل كل الوقت المخصص للتمارين أو كل الأميال التي اجتزتها.

● إلتزم بعقد مع نفسك ودوّنه على ورقة. إحتفظ بالعقد في مكان تستطيع رؤيته.

● أعثر على مدرّب. وإذا كنت عاجزاً عن تحمل تكاليف المدرب الشخصي، أطلب من صديقك أن يتمرّن معك أو يراقب تقدمك ويشجعك.

● كافئ نفسك بشيء يهمك كلما حققت هدفاً معيناً.

● حدد وقتاً منتظماً لنشاطك الجسدي بحيث يصبح عادة بالنسبة إليك.

● تأمل أثناء الحركة. بهذه الطريقة، تحصل على فوائد إضافية في المقدار نفسه من الوقت وتتمرّن وأنت خالي البال وتضيف بُعداً جديداً بالكامل إلى نشاطك. هناك الكثير من الكتب في هذا الصدد.

● إبتكر بيانات أو توكيدات إيجابية. كررها إلى نفسك كل يوم أو أكتبها على ورقة وعلّقها حيث تشاهدها بانتظام. من الأمثلة على ذلك: “أنا أصبح أقوى وأفضل حالاً كل يوم” أو “في كل يوم أصبح أفضل وأفضل بشتى الطرق”. إبتكر توكيدات تتحدث إلى ذاتك. ثم كررها لنفسك حتى تعنيها فعلاً.

● إمنح نفسك بعض الراحة عند الضرورة. فحتى أبطال الرياضة يشهدون أياماً تكون فيها التمارين الرياضية مثل عمل شاق. وفي بعض الأيام، تكون تعباً بكل بساطة. لكن هذه ليست النهاية. فطالما تعرف أنك لا تستعمل تعبك بمثابة عذر للتوقف عن التمارين، لا بأس في أخذ يوم من الراحة بين الحين والآخر. أو يمكنك منح نفسك 5 إلى 10 دقائق لمحاولة الشروع في تمرينك الاعتيادي. إذا بقيت تشعر بالكسل بعد هذا الوقت المحدد، يجدر بك جعل ذلك اليوم للراحة ومن ثم التجربة في اليوم التالي. واعلم أنه كلما سيّرت الأمور في برنامج طعامك وتمارينك بصورة أفضل، ازدادت إمكانية جعله خيارك وتضاءل احتمال رفضك له.

وضع كامل الذات

هل تذكر رقصة الهوكي بوكي التي كنت تؤديها حين كنت صغيراً؟ كنت تضع أنحاء مختلفة من جسمك داخل الدائرة إلى أن تضع كل جسمك داخلها في النهاية. والواقع أن وضع كامل الذات في العملية هو ما يجدر بك القيام به للتوصل إلى الوزن السليم والحفاظ عليه. سوف تشعر في بعض الأيام أنك ترغب في الانسحاب. كن مستعداً في تلك الأيام لإعادة نفسك مجدداً إلى المسار الصحيح وإعادة قلب مسار الأمور. واعلم أن التغيير يكون على هذا النحو ولاسيما في مرحلة إعادة التنظيم الجذرية. وكما هي حال رقصة الهوكي بوكي، قد يكون الأمر ممتعاً أيضاً.

إذا نجح الأمر، إعتبر التغييرات التي تنجزها بمثابة رقصة. أنت تتعلم خطوات جديدة فيما تصمم حياة جديدة لنفسك، حياة تؤدي إلى صحة أفضل والمزيد من الثقة في الذات. حياة تؤدي إلى تحقيق أهدافك. سوف تتعثر في بعض الأحيان أو تشعر بإحباط شديد بحيث تظن أنك لن تفلت أبداً من الورطة. وفي أحد الأيام، تجد نفسك وأنت تتحرك برشاقة أكبر وتدرك حينها أن الأمر يستحق فعلاً عناء كل الوقت والجهد. لكن ذلك لا يعني أنك لن تتعثر مجدداً، لكنك أصبحت تعرف كيفية استرداد العافية والمضي قدماً.

صحيح أن التغيير صعب، لكنه ممكن بلا ريب. تذكر ضرورة وضع كامل ذاتك في العملية. وحين تشعر ببعض الارتجاج، توقف عن تحليل مشاعرك وتحدث إلى الشخص الداعم لك أو دوّن المسألة في دفتر يومياتك – أو إعتمد أية طريقة أخرى تساعدك على استرداد الاستقرار والعودة مجدداً إلى الرقص. خذ نفساً عميقاً وامنح نفسك تربيتة لطيفة على الظهر وتابع المشوار. يمكنك تحقيق هدفك.

معلومات طبية

505-news-logo

تغيير المواقف والأفعال (1): سلسلة الوزن الصحي ج10

$
0
0

لماذا تأكل بهذه الطريقة؟ لماذا تأكل أكثر مما تحتاج؟ هل تجد نفسك وأنت تضع الطعام في فمك فيما أنت لست جائعاً؟ حسناً، إحزر ماذا؟ لقد تعلمت ذلك السلوك. لكن الخبر الجيد هو أنك تستطيع إبطال تعلمه.
تبدو الصيغة الوحيدة المثبتة للتوصل إلى الوزن الصحيح والحفاظ عليه – أي تناول أقل وتحرَّك أكثر – سهلة. لكن كل شخص يعاني من الوزن الزائد ويحاول اتباع هذه الطريقة يدرك أن الأمر صعب أكثر مما يبدو. لكن ما الذي يعترض ذلك؟

هناك العديد من الأمور ومنها العادات والعواطف والحاجات والتفكير المكيّف والافتقاد إلى الوعي. لذا، يجدر بك السعي إلى هذه الأشياء وليس إلى نوعية ما تأكله وكيفية قيامك بذلك، إذا أردت إجراء تغييرات دائمة. في الواقع، ليس سلوك أكلك ووزنك بمنأى عن بقية حياتك. فهما جزء مما أنت عليه. لذا، عليك التوجه إلى كل جوانب نفسك لإجراء تغييرات دائمة.

تجدر الإشارة إلى أن تغيير أسلوب العيش يتعدى اختيار أطعمة مختلفة وإدخال المزيد من النشاط إلى يومك. فهو يشتمل أيضاً على تغيير طريقتك في الأكل والنشاط، مما يعني تغيير كيفية تفكيرك وشعورك وتصرفك. هل يبدو ذلك صعباً؟ إنه كذلك فعلاً. فالأمر بحاجة إلى التركيز والجهد. كما أنه يتطلب التزاماً صارماً. لهذا السبب، يعتبر التوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه أمراً صعباً. لكن تحلَّ بالإيمان. فقد كشفت الأبحاث عن وجود عدد من الأدوات الفعالة في مساعدتك على التغيير وسوف نعرض لك ماهية هذه الأدوات وكيفية استعمالها.

إرشادات مهمة

● يتطلب تغيير السلوك التزاماً صارماً.
● إن الحرمان القصير الأمد لا يجدي نفعاً.
● إن تغييرات أسلوب العيش الطويلة الأمد تجدي نفعاً.
● إحتفظ بدفتر يومية للطعام.
● تعرف إلى الأطعمة “المذنبة” التي تشجعك على الأكل.
● صمم بعناية.
● إحصل على الدعم الذي تحتاجه.

أولاً، فكر ملياً في ذلك

إليك سيناريو نموذجي: تقف على الميزان في صباح أحد الأيام وتذهل بالرقم الذي يظهر أمامك، أو ترتدي سروالاً لم تستعمله منذ فترة فتجد أن السحاب لا يقفل. يكون الذعر ردة فعلك الأولى. “أوه، يا إلهي”، تقول لنفسك، “لقد ازداد وزني”. ويتزامن الذعر عموماً مع تقييمات سلبية للذات: “لا أملك الإرادة”. “لن أتخلص أبداً من الوزن الزائد”.

ثم تأتي ردة فعل من اثنتين بعد الذعر والأفكار السلبية. الأولى هي اليأس. في هذا المشهد، تنسحب إلى المطبخ وتمسك في يدك ملعقة كبيرة الحجم لتناول علبة ضخمة من الآيس كريم. “ما الجدوى؟”، تسأل نفسك؟ “حُكم عليّ بالبدانة”.

أما ردة الفعل الثانية فهي العزم القوي. تقول لنفسك إنك تملك الحل. سوف تكتفي بتناول الماء وعيدان الجزر وتمشي 10 أميال كل يوم إلى أن يعود وزنك إلى ما كان عليه في أيام الشباب.

إلا أن ردتيّ الفعل الاثنتين مخيبتان بالتساوي لسوء الحظ. فلن تفضي أي منهما إلى تغييرات مفيدة تقود إلى وزن صحي يمكنك الحفاظ عليه. وسوف تجعلك كلا الطريقتان غريب الأطوار. ما الذي يجدر بك إذاً القيام به؟

إذا كنت جاداً بشأن التوصل إلى وزن صحي، لا يمكنك تخفيض مأخوذك من الطعام بقسوة وزيادة مقدار التمارين وتمني الأفضل. في الواقع، يجدر بك التعاطي مع التخلص من الوزن الزائد مثلما تفعل في أي إنجاز مهم وطويل الأمد. يجدر بك الانتباه إلى العقبات التي تواجهها والعثور على السبل لتخطيها. يجدر بك وضع الأهداف واستنباط الطرق لتحقيقها. يجدر بك تحديد المساعدة التي تحتاج إليها ومن ثم ابتكار الطرق للحصول عليها. بمعنى آخر، أنت بحاجة إلى خطة.

حين يبدأ الأشخاص ببرنامج التخلص من الوزن، لا يفكرون غالباً في التعديلات الطويلة الأمد الواجب اعتمادها في العمل وأسلوب العيش. ويؤدي هذا الافتقاد إلى التصميم إلى التخلي عن البرنامج.

إلا أن هذا التوقف يؤدي لسوء الحظ إلى المزيد من المواقف المحبطة للذات والكلام الذاتي السلبي، مما يعزز اعتقادك أنك لا تستطيع التخلص من الوزن الزائد. وتقودك ردة الفعل هذه غالباً إلى الثلاجة أو خزانة الأطعمة بحثاً عن العزاء. وما إن تنتهي من الأكل، تدرك بلا ريب أن هذا أسوأ شيء تقوم به لنفسك.

لكن قبل الغوص مباشرة في بحر الحمية العميق، إطرح على نفسك هذه الأسئلة: ما هو حافزي؟ ما هو مستوى إجهادي؟ كيف تجري حياتي عموماً؟ دعنا نلقي نظرة عن كثب على كل واحد من هذه الأسئلة.

الحافز

لماذا تريد التخلص من الوزن الزائد؟ جرّب ذلك: حضّر لائحة بكل فوائد التخلص من الوزن، مثل التحلي بالمزيد من الطاقة وتحسين صحتك وارتداء الثياب المناسبة المقاس والشعور بالرضى عن الذات. دوّن كل ما يخطر في بالك.

دوّن الآن كل العقبات، مثل الحاجة إلى تعقب ما تأكله وضرورة تخصيص وقت للتمارين وكره الشعور بالجوع أو أي شيء آخر عانيت منه أثناء المحاولات السابقة للتخلص من الوزن. فكر في كل شيء. هل يولّد فيك الوزن الزائد مثلاً الشعور بالأمان بطريقة ما؟ هل يوفر لك الأعذار لعدم القيام بالأشياء التي تخشاها، مثل الحصول على وظيفة أفضل أو تحقيق حلم؟ دوّن كل ما يخطر في بالك، مهما بدا تافهاً أو سخيفاً أو بعيد الاحتمال.

حدد الآن اللائحة الأطول. يمكنك زيادة حوافزك للتخلص من الوزن الزائد من خلال جعل الأمور الإيجابية تتفوق على الأمور السلبية. تم تصميم هذه الخطة للإقلاع عن التدخين وهي تستلزم التركيز على الفوائد والعثور على حلول للعقبات. كما أنها تجدي نفعاً في التخلص من الوزن الزائد.

مثلاً: لا تملك الوقت لممارسة التمارين؟ إستنبط بعض الحلول. يمكنك النهوض ربما قبل 20 دقيقة في الصباح للمشي مدة 15 دقيقة قبل تناول الفطور. حاول المشي أيضاً 15 دقيقة قبل العشاء وتكون أضفت بذلك 30 دقيقة من النشاط إلى يومك. أو يمكنك ربما استعمال ساعة الغداء للانخراط في نشاط جسدي. (لا تتأفّف من فكرة إضافة شيء إلى يومك المثقل. فكّر في مدى شعورك بالتحسن. وإذا كان يومك مثقلاً، حاول البحث عما يمكن حذفه لإفساح المجال أمام التمارين).

قد تتجلى إحدى عقباتك ربما في شرائك الحلويات لأولادك، لتجد من ثم أنك تلتهمها بنفسك. (إحرص على التحلي بالصدق مع نفسك. لمن تشتري الحلويات؟) يمكنك إقناع أولادك ربما بتناول أكل صحي معك بحيث يمكنك استبدال وجبات الحلويات بالفاكهة والخيارات الصحية الأخرى. أو يمكنك شراء الحلويات التي لا تحبها. أو تطلب من أحد أفراد العائلة حفظها في مكان بعيد عن ناظريك. وفي أية حال، ذكّر نفسك على الدوام بوجود حلّ لكل مشكلة.

ثمة طريقة أخرى لزيادة حافزك ألا وهي تعزيز ثقتك في نفسك. فإذا أخفقت في التوصل إلى أهدافك أثناء المحاولات السابقة للتخلص من الوزن الزائد، يحتمل أنك تسأل نفسك عن سبب اختلاف الأمر هذه المرة. ركّز على الأمور التي نجحت في الماضي. لنفترض مثلاً أنك تخلصت من 5 كيلوغرامات. ما الذي ساعدك في التوصل إلى ذلك؟ هل اتبعت برنامجاً معيناً؟ هل خفضت مأخوذك من الدهون؟ هل كنت تمشي بانتظام مع صديق؟

أدرج هذه العناصر المثبتة ضمن هذه المحاولة. من المهم النظر إلى نجاحاتك السابقة والاستناد عليها. ففي النهاية، حتى لو استرديت وزنك السابق، فإنك نجحت على الأقل في التخلص منه أساساً. إمنح نفسك بعض المصداقية وانطلق من هنا.

مستوى الإجهاد

إذا فقدت وظيفتك للتو أو أنك في خضم معركة طلاق أو أنك تعتني بأهلك المرضى، قد لا يكون هذا الوقت مثالياً لمحاولة القيام بتعديلات كبيرة. صحيح أن حياة كل واحد منا خاضعة لوطأة الإجهاد، لكننا نعرف جميعاً أن الإجهاد يشهد انحساراً وفوراناً. وهناك بعض الأوقات الصعبة أكثر من غيرها. لذا، إن كنت تتعاطى مع تحديات كبيرة في حياة شخص ما، من الأفضل ربما تأجيل (لاحظ أننا قلنا تأجيل وليس إلغاء) مسألة التخلص من الوزن إلى حين تسوية الأمور بعض الشيء. فالتوصل إلى الوزن الصحي يحتاج إلى التركيز والطاقة. وأنت لا تملك ذلك في الوقت الحاضر، لكن لا بأس في ذلك.

الحياة عموماً

إذا بدت حياتك غير متناغمة، قد لا يكون هذا الوقت المناسب لمحاولة التخلص من الوزن الزائد. لا تحاول خداع نفسك بالتفكير أنك تستطيع الانتظار حتى يهدأ كل شيء لأن الحياة ليست هادئة أبداً، لكن إنتظر حتى تصبح الأمور طبيعية بالنسبة إليك. إلا أنك تستطيع الاستفادة من هذا الوقت لتصميم طريقة تخلصك من الوزن الزائد.

ثمة تحذير آخر: بعد الشروع في جهدك للتوصل إلى الوزن الصحي، لا تستخدم تقلبات الحياة بمثابة عذر للتوقف. فإذا صادفت شيئاً غير متوقع في الحياة أو العمل (ويمكنك الاعتماد عليه)، تساهل قليلاً مع نفسك إذا احتجت إلى ذلك، شرط الالتزام دائماً بالبرنامج. يمكنك التصميم مثلاً للحفاظ على التخفيض الحالي لوزنك وإنما عدم السعي للتخلص من المزيد من الوزن إلى حين انتهاء الأزمة. وفي أية حال، حافظ على حوافزك وانتبه دوماً إلى ما يجدي نفعاً معك.

التعرف إلى الذات

لكي تجدي خطتك نفعاً، عليك فهم ما الذي يجعلك تستسلم ولا سيما فيما يتعلق بعادات الأكل. ولعل إحدى أفضل الطرق للقيام بذلك هي الاحتفاظ بدفتر يومية. وعلى عكس مفكرة الطعام، يهدف دفتر اليومية هذا إلى إظهار ما تأكله، إضافة إلى مواعيده وأسبابه.

هل هذه مقولة أخرى نسمعها على الدوام؟ فكر بطريقة إيجابية. نعم، فالاحتفاظ بدفتر يومية يتطلب بعض الجهد. لكن الدراسات كشفت أن دفتر اليومية هو من أنجح الأدوات التي يستخدمها الأشخاص الذين يريدون التوصل إلى وزن صحي والحفاظ عليه. والواقع أن هذه الطريقة فعالة جداً لدرجة أن دراسات عدة كشفت أن مجرد الاحتفاظ بدفتر يومية يدفع بعض الأشخاص إلى تخفيض مأخوذهم من الطعام، ربما نتيجة ازدياد وعيهم لسلوك أكلهم.

لكن الأهم من ذلك هو أن الاحتفاظ بدفتر اليومية قد يريك ما الذي يدفعك إلى الأكل ولماذا تأكل حين لا تكون جائعاً.

الاحتفاظ بدفتر يومية

إليك كيفية عمل ذلك. إحمل دفتراً صغيراً معك. وكلما وضعت شيئاً في فمك، دوّن ما أكلته. وإذا أردت جمع دفتر يوميتك مع مفكرة الطعام، سجل أحجام الحصص بالأونصات أو الأكواب أو الملاعق وما إلى ذلك. إلا أنه لا يجدر بك وزن وقياس كل ما تأكله وتشربه. ما عليك سوى الانتباه إلى طعامك وتقديره.

ولا يقتصر الأمر على ذلك. دوّن أيضاً التاريخ (اليوم والشهر) والوقت والمكان الذي أكلت فيه (في السيارة، أمام المكتب) وكيف شعرت آنذاك (بالضجر، القلق، الذنب أو العجلة) ومن كان معك ومدى السرعة التي أكلت فيها الطعام (سرعة بطيئة، معتدلة أو سريعة). دوّن أيضاً – وهذا بالغ الأهمية – ما الذي دفعك إلى الأكل. هل قدّم لك أحدهم شيئاً ما؟ هل كنت جائعاً؟ هل كنت غاضباً؟ هل مررت أمام فرن؟ قيّم من ثم مدى الجوع الذي شعرت به. كن صادقاً. لا ريب أن تلك الكعكة المحلاّة رائعة الطعم، لكن هل كانت معدتك من طلبها (أي الجوع الحقيقي) أو أن فمك وحده فعل ذلك (جوع الفم أو التوق إلى الطعام)؟

أفسح المجال للفئات التسع التالية في دفتر يوميتك:

● التاريخ
● الوقت
● المكان
● المشاعر
● الحوافز
● مع من
● ماذا أكلت (بما في ذلك حجم الحصة وعدد الحصص)
● الجوع
● معدل الأكل

وخلال بضعة أيام على الأقل، حاول ألا تجعل عملية تدوينك لما تستهلكه تغير أنماط أكلك. وبعد بضعة أيام، يفترض أن تتمكن من التعرف إلى تلك الأنماط. فقد تجد نفسك تبحث عن الحلويات كلما شعرت بالغضب أو الانزعاج. أو أنك لا تستطيع ربما مقاومة منظر أو رائحة الطعام الشهي، مهما كان الوقت الذي مضى على أكلك. أو أنك تخشى ربما جرح مشاعر الأشخاص ولذلك تتناول الطعام كلما قدمه إليك شخص ما، حتى لو لم تكن تريده. ومهما كانت أنماطك، يمكنك العمل على تغييرها بعد التعرف إليها وإدراك ماهيتها.

كيفية التغيير

نميل جميعاً إلى الشعور بالارتياح في عاداتنا وأنماط سلوكنا. ويعني ذلك أن الجميع يقاوم التغيير.

تذكّر كيف تفاعل الأشخاص في مكان عملك أو مؤسسة أخرى تنتمي إليها حين حاول أحدهم فرض تغيير في المرة الأخيرة. فحتى لو كان التغيير يفضي في النهاية إلى الأفضل، تذمر الأشخاص منه على الأرجح.

ولا ريب أن بعضهم عارضه علناً. وآثر بعضهم الانسحاب ربما على إجراء التعديلات اللازمة.

صحيح أن التغيير صعب، لكنه ليس مستحيلاً. ونحن نسيء جميعاً تقدير قدرتنا على التغيير. خذ مثلاً صغيراً: انتقل العديد من الأشخاص من شرب الحليب الكامل الدسم إلى شرب الحليب المقشود. وقد خفضوا على الأرجح استهلاكهم تدريجياً، من الحليب الكامل الدسم إلى الحليب الدسم بنسبة 2 في المئة ومن ثم إلى الدسم بنسبة 1 في المئة. أو أنهم امتنعوا ربما بالكامل عن شرب الحليب الكامل الدسم وانتقلوا فجأة إلى الحليب المقشود. وفي كلا الحالتين، أنجزوا التغيير الذي ظنوا أنه مستحيل وها هم الآن معتادون على الحليب المقشود ويرى العديد منهم أن الحليب الكامل الدسم سميك وغني جداً.

فكر الآن قليلاً في بعض التغييرات الكبيرة التي واجهتها في حياتك – مثل الزاوج والانتقال إلى مكان جديد وبدء وظيفة جديدة أو أي شيء آخر – وكيف قمت بتعديل نفسك. لقد نجحت في ذلك. ركّز على نقاط القوى التي اعتمدت عليها، لأنها ستكون مفيدة لك في الوقت الحاضر.

إستخدم دفتر يومية الطعام لمعرفة ما يتوجب عليك تغييره. وقبل التحدث عن طرق التغيير المحددة، تذكّر هذا الأمر جيداً. كرره بمثابة شعار أو دوّنه على ورقة وضعه في مكان ما تشاهده على الدوام خلال النهار. القاعدة الأولى للتغيير هي الشروع فيه ببطء. فأنت تحاول تطوير أسلوب عيش جديد. ليس الأمر سباقاً ولا يمكن أن يحصل بين ليلة وضحاها.

لا تستخدم الأرقام الظاهرة على الميزان بمثابة مقياس لنجاحك. فأنت لا تستطيع التحكم في الميزان. إلا أنك تستطيع التحكم فيما تأكله وفي مستوى نشاطك. لذا، ركز على هذه الأمور واعتبرها بمثابة هدفك. خذ هدفاً واحداً كل يوم ودع حافزك متقداً من خلال الانتقال إلى الشعور بصحة أفضل وطاقة أكبر.

وثمة فكرة أخرى يتوجب عليك طبعها في دماغك قبل الشروع: سوف تنحرف عن المسار القويم. إنه أمر محتم ولا بأس في ذلك. فسوف تشهد أياماً تأكل فيها أكثر وتتحرك أقل مما كنت تريد. لكن الشيء المهم هو عدم استخدام ذلك بمثابة ذريعة للتوقف. حضّر خطة لمثل هذه المناسبات. لم تستطع المشي اليوم لأنك لم تعثر على الحذاء الرياضي أو لأن الطقس كان سيئاً؟ لا تخدع نفسك. يمكنك إضافة 5 دقائق من المشي إلى نزهاتك اليومية حتى تعوّض عن ذلك الوقت.

لقد تناولت شريحة بيتزا لم تكن مخططاً لها؟ إذاً ماذا؟ فكر في الأسباب التي دفعتك إلى الأكل غير المتوقع وحاول تعلم درس من ذلك. خفّض من ثم عدد وحداتك الحرارية لفترة معينة بهدف التعويض عن الفرق. سوِّ المسألة على مدى أسبوع كامل. وتذكر أن الشخص النحيل لا يأكل المقدار نفسه من الطعام كل يوم وإنما يحافظ على التوازن مع مرور الوقت.

إستبق إذاً حصول الهفوة. خطِّط لكيفية تجاوزك لمرحلة الأكل المفرط. إعلم ببساطة أنك لن تكون مثالياً.

 

معلومات طبية

505-news-logo

حين تصبح الأمور صعبة: سلسلة الوزن الصحي ج12

$
0
0

لقد أنجزت التغييرات الضرورية في أسلوب عيشك للتوصل إلى الوزن الصحي. وها أنت تمضي قدماً في خطتك الجديدة وتشعر بالرضى عن نفسك، إلى أن يأتي شيء ويعترض طريقك. لقد توصلت ربما إلى مرحلة من الاستقرار النسبي حيث لن تشاهد أية نتائج ملحوظة لعدة أسابيع متتالية أو أن أزمة حياتية ربما تعاود الظهور لترتد أنت إلى سلوكك القديم. هكذا، تجد نفسك وأنت تلتهم رقاقات البطاطا من الكيس وتشمئز من نفسك لكنك تشعر بعدم القدرة على التوقف. هكذا، تصاب بالخوف والهلع بحيث تبطل كل جهودك الجيدة ويضيع كل عملك الشاق سدى.إهدأ. تنفس. إستخدم ذلك بمثابة فرصة لتقوية وتعزيز مهاراتك في حل المشاكل. تذكر أننا أنذرناك بوجود العقبات. هذا أمر طبيعي والأهم من ذلك أنك لا تستطيع تفاديه. إلا أن كيفية تعاطيك مع هذه العقبات تشكل كل الفرق بين النجاح والإخفاق. والشيء المهم الذي يجدر بك تذكره هو إمكانية مواجهتك لها.

إرشادات مهمة

● توقع مواجهة تحدٍ. ● يوجد حلّ لكل مشكلة. ● إنهض بعد السقوط. ● لا تستسلم أبداً.تكوين العادات الجيدةالعادات تدوم طويلاً. فقد عملت جاهداً لشهور عدة لتخطي تلك العادات التي تسهم في وزنك الزائد. وقد احتفظت بدفتر يومية للطعام وتوقفت عن الأكل بلا تفكير امام شاشة التلفزيون وأنشأت روتيناً للمشي كل مساء. بمعنى آخر، لقد كوّنت عادات جديدة لتحل مكان القديمة. لذا، حين تجد نفسك يوماً ما جالساً أثناء موعد المشي في الكرسي الهزاز وأنت تشاهد برنامجك التلفزيوني المفضل وتلتهم شرائح البيتزا المكسوة بالجبنة، عليك أن تسأل نفسك: “ما الذي حدث”تعرّف بعض الكتب، العادة في أشكال عدة ومنها “نمط سلوك مكتسب نتيجة التكرار المتواتر أو التعرض الفيزيولوجي الذي يكشف عن نفسه في شكل منتظم أو سهولة متزايدة في الأداء” و “نمط سلوك مكتسب يصبح لاإرادياً بطريقة كاملة أو شبه كاملة “و” الاستعداد السائد أو الطبع المهيمن لأفكار الشخص ومشاعره؛ البنية العقلية “. بمعنى آخر، تكون عاداتك جزءاً منك وقد اكتسبتها خلال حياتك. إنها تلقائية في معظم الأوقات وتنجز تصرفاتك الاعتيادية من دون تفكير. لذا، لا عجب أن تكون متشبثة. ما هو إذاً السلوك الجديد المكتسب منذ بضعة أشهر مقارنة مع عادة ممتدة طوال الحياة؟لا تيأس. صحيح أن العادات عنيدة لكنها تُقهر. فكّر في عادة معينة تريد تغييرها وحاول تذكر كيف بدأت معك. فعلى سبيل المثال، اعتادت إمرأة على العودة من الثانوية إلى المنزل والإمساك بملعقة كبيرة وفتح باب الفريزر، التي كانت موجودة في أسفل الثلاجة والجلوس على الأرض ورفع الغطاء عن علبة الآيس كريم والشروع في التهامها بنهم. كانت تلك طريقة لتهدئة نفسها والتخفيف من الإجهاد الناجم عن النهار والعبور من المدرسة إلى المنزل. فهل تستغرب اليوم، بعد أن أصبحت في عمر الخمسين، أن تسحب ملعقة وتبدأ بغرف الآيس كريم والتهامها كلما شعرت بالإجهاد والضغط؟ومع هذا السلوك، كوّنت جانيت معتقداً لم تكن مدركة له. فقد آمنت بشدة أنها تحتاج إلى الآيس كريم لتتمكن من تهدئة نفسها والتركيز على فروضها المنزلية. وكان هذا الاعتقاد حقيقة بالنسبة إليها. هذه هي المعتقدات التي تتشبث بها وتظن أنها حقيقة فيما هي في الواقع مجرّد رأيك في شيء ما. وإذا تمعّنت جيداً في عاداتك، ثمة احتمال كبير أن تعثر على افتراض كبير كامن تحت كل منها.إذا كانت معتقداتك وعاداتك تدعم سلوكاً مفيداً وصحياً، فإنها تخدمك جيداً. أما المعتقدات والعادات التي تلزمك بإنجاز الأمور غير المفيدة لك أو التي لا تتيح لك تحقيق أهدافك فيجدر بك التخلي الآن عنها.وكما لاحظت فإن معرفة ما يجدر بك القيام به لا يفرض الكثير من النفوذ على العادات. فالعادات حازمة جداً أمام هذه الواجبات الصغيرة. فعلى سبيل المثال، نعرف جميعاً أشخاصاً خبراء في مجالهم، مثل الأطباء الذين يدخنون، الذين يسدون النصائح لكنهم لا يلتزمون بها هم أنفسهم. لذا، إن كنت تعرف أنه يجدر بك تحريك جسمك 30 دقيقة كل يوم مثلاً، لكنك تقول لنفسك إنك لن تستطيع على الأرجح تخصيص كل ذلك الوقت أو أنك لا تملك الطاقة الكافية أو أنك لا تستطيع تصوّر الفرق الذي سينتج في أية حال، فإنك تولّد نزاعاً داخلياً سيمنعك على الأرجح من ممارسة النشاط الجسدي أو على الأقل ممارسته من دون أي تناسق. فالمعتقدات الكامنة وراء عادة عدم التحرك وممارسة النشاط ليست كلها تافهة. إنها محصّنة.وحتى لو بدا لك السبب الكامن وراء عدم إمكانية خروجك للمشي سبباً جسدياً (أنت تعب جداً) أو اجتماعياً (يريد صديقك اصطحابك معه للتسوق) أو بيئياً (الطقس بارد جداً في الخارج)، ثمة احتمال كبير أن يكون الاعتقاد الكامن هو الذي يدفعك إلى الاستجابة لتلك الحوافز السلوكية. أين يجدر بك البحث إذا أردت تغيير سلوكك؟ راجع معتقداتك. سوف نريك كيفية ذلك.ثمة شيء آخر يجدر بك تذكره أثناء محاولة تغيير عادة ألا وهو إشباع تلك العادة لحاجة معينة. بالنسبة إلى جانيت، كانت عادة التهام الآيس كريم بعد العودة من المدرسة تهدئ من روعها بعد يوم مجهد. فإذا أردت تغيير العادة، يجدر بك التفكير في الحاجة التي تلبيها والعثور على طريقة أخرى لتلبيتها.إذاً لتغيير عادة معينة، لا يمكنك فقط استبدالها بعادة أخرى. يجدر بك تغيير المعتقد الذي يدعم تلك العادة ومن ثم تلبية الحاجة التي تشبعها تلك العادة. لهذا السبب، قد تعود إلى الطرق القديمة عند الخضوع للضغط أو التحدي، على رغم مرور وقت على ممارستك للعادات الجديدة. إنها سلوك مكتسب وهي مريحة وموفرة للراحة بطريقة معينة.لكن الخبر الجيد هو إمكانية إلغاء تعلم هذه العادات القديمة واستبدالها بطرق جديدة للسلوك توفر هي أيضاً الراحة.

تطبيق المعتقدات

لنقل إنك ترى أنه حكم عليك بالبدانة. وتعتقد أيضاً أنك ستصبح سعيداً إذا أصبحت نحيلاً. ضع هذين المعتقدين معاً فتحصل على ماذا؟ الاعتقاد أنه حكم عليك بعدم السعادة.إلا أن الأمل متجدد فيك على الدوام ولذلك تباشر في حميات غذائية، الواحدة تلو الأخرى. هكذا، تتخلص من الوزن لتواجه من ثم تحدياً معيناً يعيدك فوراً إلى عاداتك القديمة. هكذا، تكتسب الوزن مجدداً وتصبح يائساً بلا ريب. بهذه الطريقة، تكون عززت اعتقادك أنه حكم عليك بالبدانة وعدم السعادة وأنك أخفقت في جعل التوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه عادة ثابتة لديك.ماذا يحدث إذا غيّرت تلك المعتقدات الكامنة؟ صحيح أن القول أسهل من الفعل. لكن ماذا يحدث إذا جرّبت؟ إليك ما يجدر بك تغييره:● “لقد حكم عليّ بالبدانة” تصبح “أستطيع تطوير عادات جديدة في الأكل والتمارين بحيث تساعدني على التوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه”.● “لو كنت نحيلاً، لكنت سعيداً” تصبح “يجدر بي معرفة ما الذي يجعلني غير سعيد في الوقت الحاضر وأجري التعديلات اللازمة للشعور بالرضى عن حياتي. يجدر بي تعلم كيف أحب نفسي وأقبل بها بصرف النظر عن وزني وأعثر على سبل أخرى غير الطعام لتلبية حاجاتي “. للقيام بكل ذلك، تحتاج ربما إلى مساعدة محترفة، مثل العلاج أو مجموعة الدعم. أو أنك تحتاج ربما إلى الاحتفاظ بدفتر يوميات لتدوين أفكارك حتى تصبح مدركاً للمعتقد وتتمكن من وقفه كلما دخل إلى رأسك.وبالنسبة إلى عادة الخضوع للحمية الغذائية ومن ثم التوقف عنها، يشير كل هذا الكتاب إلى كيفية استبدال ذلك السلوك بطرق أكثر صحة. لكن إعلم أن هذه العادة أصبحت متأصلة لديك ربما. لذا، مهما حاولت جاهداً إجراء تعديلات صحية في أسلوب العيش، يجدر بك استئصال الأفكار البغيضة من رأسك ووضعها في الطليعة إذا كانت تتغلغل في رأسك للقول إنك ستخفق لأنك أخفقت على الدوام. في الواقع، يؤدي إدراك الفكرة البغيضة وإطلاع الذات أن الأمر غير صحيح إلى مساعدتك على تجاوزها. إنه يوم جديد وأنت جديد.هل تذكر تينكر بيل؟ لقد أخبرت بيتر بأنه كلما قال لها أحدهم إنه لا يؤمن في الجنيات، تموت جنية أخرى. وقد أنقذت تينكر بيل من الموت بفضل إيمانها. صحيح أن هذه القصة خرافية، لكن القصص الخرافية تصوّر حقائق عالمية. فالإيمان قوي. تمعّن جيداً في معتقداتك وغيّر تلك التي تبقيك متورطاً. إستخدم التوكيدات واستخدم الحديث الذاتي واخضع للعلاج واطلب مساعدة الأصدقاء والعائلة لتعود مجدداً إلى الحياة الطبيعية. فأنت تستحق ذلك.والأهم من كل شيء، تحلَّ بالإيمان في نفسك.

التحلي بالواقعية

يعكس أحياناً ثبات بعض العادات وجود مشكلة أساسية مع ما تحاول تحقيقه. أعد التفكير في الأهداف التي حددتها لنفسك في عملية التغيير هذه. هل تحاول التوصل إلى الوزن الصحي للأسباب الصحيحة؟ هل تفعل ذلك إرضاء لنفسك أو لأنك تخضع لبعض الضغوط الخارجية؟تقول الأبحاث إنك تستطيع تغيير سلوكك وجعل التغييرات دائمة في حال وجود حافز مستقل وراء التغيير، أي أنك تنجز الأمر لنفسك. وتبين أن هذه النظرية صحيحة بالنسبة إلى 128 شخصاً يعتمدون حمية غذائية ذات وحدات حرارية قليلة جداً تتبَّعهم الباحثون طوال برنامج الحمية الممتدة على ستة أشهر وخلال السنتين التاليتين. تبين أن الذين أحرزوا أعلى العلامات في اختبار الحافز المستقل كانوا الأكثر صموداً في البرنامج والأكثر نجاحاً في التخلص من الوزن والحفاظ على الوزن الجديد على عكس الذين كانوا يفعلون ذلك لإرضاء شخص ما أو شيء ما.كما أن عقد الالتزام مع الذات مهم بقدر وجود الحافز الصحيح. إنها مسألة جدية. أعلن عن التزامك بصوت عالٍ وأخبر أحبابك ودوّنه على ورقة. أنجز كل الخطوات التي تجعل التزامك حقيقة بالنسبة إليك. فالأشخاص الذين يتوصلون إلى الوزن الصحي ويحافظون عليه يعقدون التزاماً مع أنفسهم منذ البداية.وبعد عقد الالتزام، إسأل نفسك ما إذا كنت حددت هدفاً واقعياً للتخلص من الوزن الزائد وهل ترى أن هذا الهدف جيد فعلاً؟ لقد قلت لنفسك ربما إنك ستكون سعيداً إذا تخلصت من ربع كيلوغرام في الأسبوع، لكنك تجد بعد ذلك أن هذه الوتيرة بطيئة جداً. فأنت تريد النتائج وتريدها في الوقت الحاضر. وفي هذه الحالة، يمكنك إعادة تقييم برنامجك وتخفيض مأخوذك من الطعام وزيادة مستوى نشاطك إلى أن تتمكن من التخلص من نصف كيلوغرام أو كيلوغرام كامل في الأسبوع، الأمر الذي يعتبر وتيرة مقبولة في التخلص من الوزن الزائد. لكن إسأل نفسك أولاً ما إذا كان تناول مقدار أقل من الطعام والتحرك أكثر يزيدان فعلاً من حوافزك أو أنهما يزيدان في الواقع من صعوبة تحقيق أهدافك.تذكر أيضاً أنه حتى لو تخلصت من الوزن الزائد على نحو سريع، سوف تشهد بعض الأسابيع التي لا تفقد فيها أياً من وزنك الزائد أو حتى أسابيع يزداد خلالها وزنك قليلاً بسبب التقلبات الطبيعية للجسم. لذا، قد يتوجب عليك تبديل بؤرة تركيزك.ركّز تفكيرك جيداً على الجائزة التي ستحصدها وذكر نفسك أن التغيرات التي أنجزتها ستدوم طوال الحياة. فهذه ليست حمية غذائية ستتوقف عنها حين تتوصل إلى هدفك المنشود. نعم، يمكنك ربما إضافة بعض الوحدات الحرارية إلى برنامج أكلك حين لا تعود راغباً في التخلص من الوزن. لكن عادات أكلك الأساسية ستكون تلك التي أنشأتها أثناء مرحلة تخلصك من الوزن الزائد.هل نسيت أنك وعدت نفسك بالتركيز على الصحة بدل المظهر أو الأرقام الظاهرة في الميزان؟ سيكون هذا الوقت جيداً لإجراء حديث جدي مع الذات. حضّر لائحة بكل السبل التي تشعر فيها بتحسن نتيجة الوزن الذي فقدته لغاية الآن. كما أن الوقت مناسب للنظر إلى كل الطرق التي أجدت نفعاً في تغيير أنماط أكلك ونشاطك. إمدح نفسك على كل وقت اخترت فيه الخضار بدل الطعام التافه وعلى كل ساعة قضيتها في الحديقة بدل الجلوس أمام شاشة التلفزيون. إمنح نفسك مكافأة تستحقها فعلاً.وإذا كانت أهدافك الإجمالية صارمة جداً، قد تحتاج ربما إلى إعادة تقييمها. فعلى سبيل المثال، حين قررت نانسي (وليس هذا اسمها الحقيقي) التخلص من الوزن الزائد، حددت هدفها بالوصول إلى نحو 60 كيلوغراماً وهو وزن أقل من الذي كانت عليه أيام الثانوية. يبلغ طولها 165 سم ولذلك رأت أن هذا الوزن سيجعلها جميلة ونحيلة تماماً مثل نجمات هوليوود. هكذا، تخلصت من الوزن المطلوب، لكنها استردته مجدداً بعد 6 أشهر، إضافة إلى بعض الكيلوغرامات الإضافية. أدركت حينها أن هدفها لم يكن واقعياً. وحين قررت التخلص من الوزن الزائد في المرة التالية، اختارت وزناً واقعياً نسبة إلى طولها وعمرها وركزت على صحتها. وقد نجحت هذه المرة.لذا، إن كنت تكافح في أهدافك، أعد تقييمها. تأكد أنها أهدافك أنت وليست أهداف شخص آخر وتأكد أنها واقعية.

حلّ لكل مشكلة

تعلمت في المواضيع السابقة أنك ستواجه عقبات فيما تحاول التوصل إلى الوزن الصحي وأنه يجدر بك إعداد خطة استعداداً لمواجهة هذه العقبات. فحين تلاحظ أن طريق تقدمك بات مسدوداً بشيء ثابت على ما يبدو، يكون الوقت قد حان لنفض الغبار عن المهارات القديمة لحل المشاكل والشروع في تطبيقها.ولعل أول شيء يجدر بك القيام به هو التعرف بوضوح إلى المشكلة. فأنت تأكل ربما وفقاً لبرنامجك الغذائي وتختار الأطعمة المغذية والقليلة الدسم، إلى أن تتوجه إلى مطعم. وهناك، تتخلى عن كل احتياطاتك. وكما لو أنك شخص بقي لوحده على جزيرة مهجورة لأربعة أسابيع متتالية من دون طعام، تبدأ بالتهام الخبز والزبدة اللذين وضعهما النادل على الطاولة وتطلب طعاماً أكثر مما تحتاج أو تريد وتنهي كل الوجبة لتلتهم من ثم طبقاً غنياً من الحلويات.أنت تعرف المشكلة. (قد يتوجب عليك حلّ أكثر من مشكلة واحدة، لكن ركّز على مشكلة واحدة كل مرة). وتتمثل الخطوة التالية في إعداد لائحة بالحلول الممكنة. إستخدم مخيلتك. كن مبدعاً. وحين تنتهي اللائحة، قيّم الحلول التي ذكرتها. ثم إختر واحداً منها وجرّبه.أنت تتصرف بهذه الغرابة في المطاعم لأنك تشعر بالحرمان ربما. فأنت لا تريد الاكتفاء بتناول الخس فيما يستمتع الآخرون بوجباتهم. لذا، يكمن حلّك ربما في طلب ما تريده وإنما تناول جزء منه فقط. أطلب من النادل أن يحضر لك علبة تضع فيها بقية الطعام ما إن تشعر بالشبع وليس بالانتفاخ، بحيث تضع نصف الوجبة أو أكثر ربما في العلبة لتناولها في مرة أخرى أو تقديمها لشخص في المنزل.كما يمكنك الطلب من النادل أن يجري التعديلات الموفرة للدهن والوحدات الحرارية في وجبتك. أطلب سلطة القيصر، على أن تكون الصلصة في وعاء منفصل بحيث يمكنك وضع القليل منها لإضفاء بعض النكهة فقط. وفي المطعم الصيني، أطلب استعمال أقل مقدار من الزيت أثناء إعداد طبقك. أطلب تحضير العجة ببياض البيض ونصف كمية الجبنة. لا تخجل. فأنت تدفع ثمن الطعام. لذا، يجب أن تحصل عليه بالطريقة التي تريدها. ألن تستمتع أكثر بالوجبة إذا لم تشعر أنك تتخلى عن برنامجك في الأكل الصحي عند تناول كل لقمة؟وبالنسبة إلى الحلويات، أطلب نوعاً يمكن مشاركته مع شخص آخر أو تناول فقط بضعة قضمات من الطبق وتذوق كل واحدة منها بروية. وتذكر أنه حتى لو كنت لا تأكل الطعام غالباً خارج المنزل، لن يكون ذلك العشاء الأخير. فسوف تأكل مجدداً.ومهما كان الحل الذي اخترته، قيّم نجاحه. إذا رأيت أنه نجح فعلاً، يعني أنك وضعت لنفسك برنامجاً للأكل في المطاعم أو لمشكلتك أياً كانت. وإذا لم ينجح هذا الحل، جرّب مجدداً ومجدداً. فقد وضعت الكثير من البدائل في لائحتك. إختر حلاً آخر واتبع العملية نفسها إلى أن تتوصل إلى الحل الملائم لك.في ما يأتي بعض المشاكل الشائعة التي يواجهها الأشخاص فيما يعملون للتوصل إلى الوزن الصحي وبعض الحلول الممكنة. جرّب هذه الحلول أو إستنبط الحلول الأخرى التي تستطيع التوصل إليها. كن مبدعاً. واللافت أنك تستطيع ابتكار لعبة في هذا الصدد تتجلى في إعداد جلسة لابتكار الأفكار المبدعة مع الشخص أو الفريق الداعم لك.
المشكلةالحل الممكن
ما من وقت للتمارين
  • إنهض في وقت أبكر ومارس التمارين قبل العمل.
  • مارس التمارين أثناء ساعة الغداء.
  • تمرن مرتين أو ثلاث مرات خلال النهار، لمدة 10 دقائق كل مرة.
  • إعتبر الأمر نشاطاً أكثر مما هو تمرين. جزّ عشب الحديقة، تسلّق السلالم، أركن السيارة بعيداً عن مقصدك وتابع المشوار مشياً.
ما من وقت لتحضير الوجبات
  • جرّب الوصفات السريعة والصحية المذكورة في هذا الكتاب وابحث عن وصفات أخرى سريعة وصحية.
  • إستفد من أطباق السلطة المتنوعة والطعام السريع الصحي، مثل شطائر الخضار والبيتزا الخالية من الجبنة والشطائر المحتوية على القليل من اللحم والكثير من الخضار.
تناول الوجبات الخفيفة في آخر الليل
  • لا تفوّت الوجبات وتأكد من تناول كمية كافية من الطعام خلال النهار.
  • لا تحضر إلى المنزل أطعمة الوجبات السريعة.
  • مارس النشاط الذي يبقيك مشغولاً أو يدفعك إلى الخروج من المنزل.
تذوق الطعام أثناء طهوه
  • أمضغ علكة أو مصّ ورقة نعناع.
  • إحتفظ ببعض الخضار المقطعة بقربك وامضغها أثناء الطهو.
  • أطلب من شخص آخر أن يتذوق لك الطعام.
إذا لم تفلح في التعرف إلى مشكلة معينة تعيق تقدمك، يعني أنك فقدت حوافزك على الأرجح. في هذه الحالة، عد مجدداً إلى فوائد وسلبيات التخلص من الوزن، كما هي مذكورة في المواضيع السابقة. أذكر فوائد المحافظة على تغييرات أسلوب عيشك واذكر من ثم كل الأشياء التي لا تحبها بشأن سلوكك الجديد. قل إنك تحب مثلاً الشعور الذي يولّده فيك صف اليوغا، لكنك تكره الوقت الذي يستغرقه. وإذا رأيت أن السلبيات تتفوق على الإيجابيات، يجدر بك إذاً التركيز على الإيجابيات واستعمال مهاراتك في حل المشاكل للعثور على حلول للسلبيات، تماماً مثلما فعلت في البداية. ومن الطبيعي أن تتقلّب حوافزك ولذلك ليس مستغرباً أن تتذمر منها من وقت إلى آخر. لا بأس في ذلك. كن مستعداً ولا تيأس أبداً.

الإرادة مقابل ضبط النفس

يجدر بك التحلي بالمرونة لتحقيق أي هدف. لهذا السبب، يجدر بك عدم الوقوع في شرك التفكير الكمالي القائل بالكل أو لا شيء. يظن بعض الأشخاص أنهم يستطيعون التوصل إلى الوزن الصحي إذا تحلوا بمقدار كافٍ من الإرادة. فأنت تعرف نفسك جيداً ربما وتدرك أنك تستطيع التحلي بالكثير من الإرادة لفترة طويلة من الوقت. والواقع أنك تخلصت سابقاً من وزنك الزائد بهذه الطريقة. لكن ماذا يحدث حين تنهار إرادتك؟ سوف تجد نفسك وانت تطيح ببرنامج أكلك للوقت الحاضر وتقول لنفسك إنك أخفقت، فلمَ عناء التجربة؟ وبهذه الطريقة، عدت لاسترداد وزنك السابق مجدداً.فكر في الأمر: لنقل إنه قبل شروعك في البرنامج الجديد للأكل والتمارين، أدركت من مفكرة طعامك أنك تحب الأطعمة الحلوة. يمكنك معالجة هذه المشكلة بطريقتين. تقضي الأولى بسؤال نفسك عن كيفية دمج بعض الحلويات من حين إلى آخر في برنامج طعامك من دون تدمير خطتك الإجمالية. أما الثانية فتقضي بأن تقول لنفسك إنك ستتفادى الحلويات بالكامل. إذا اخترت الطريقة الثانية، يجدر بك إذاً التحلي بمقدار كبير من الإرادة. فلنواجه الأمر. إذا كنت تحب الحلويات، سوف تشعر إذاً بالحرمان إذا لم تتمكن من الحصول عليها. وكما رأينا في المواضيع السابقة، يحتمل أن يؤدي الحرمان إلى الأكل النهم.لذا، قل لنفسك إنك ستتناول بعض الحلويات باعتدال. لكنك تدرك تماماً أنك لن تحصل أبداً على كمية كافية من قالب الكاتوه بالجبنة. إليك إذاً الحل: إسمح لنفسك بتناول بعض الحلويات. لكن بدل استعمال إرادتك لتفادي الكاتوه بالجبنة، إستعمل ضبط النفس.ما هو الفرق؟ ضبط النفس يقول: “الكاتوه بالجبنة هو مشكلتي في الطعام ولذلك لن أبقيه في المنزل”. أما الإرادة فتقول: “سوف أشتري الكاتوه بالجبنة المفضل لدي، لكني لن أتناوله سوف أثبت لنفسي مدى قوة إرداتي”. كن واقعياً. تعتبر الطريقة الأولى تصميماً معقولاً، فيما الثانية عذاباً حقيقياً. وبما أنه يفترض بالتعديلات التي تجريها في أسلوب عيشك أن تكون صحية وممتعة في الوقت نفسه، لمَ تختار تعذيب نفسك؟ثمة رسوم متحركة تتحدث عن “كاتي” التي تقول إلى صديقتها إنه على رغم عزمها الكبير لتفادي تناول الكعكة المحلاّة، تنتهي بتناول واحدة كل يوم. “لمَ لا تبقين الكعكات المحلاّة خارج منزلك؟” سألتها الصديقة “ماذا؟” قالت كاتي. “وأدعها تظنّ أنها هي الرابحة؟”لن يربح أحد إذا اعتمدت على قوة إرادتك لكنها خذلتك وهذا ما سيحدث حتماً. لذا، نفّذ ما تقترحه صديقة كاتي وحاول إبقاء الإغراءات بعيدة عنك قدر الإمكان. تشجع. فثمة احتمال كبير أن تعتاد براعم تذوقك على أسلوبك الجديد في الأكل وسوف تتحرر من قبضة الكاتوه بالجبنة أو الكعكة المحلاّة أو أي نوع آخر مفضل من الطعام ولن يعود ذلك النوع جيداً بقدر ما كان عليه في السابق. بالإضافة إلى ذلك، إبحث عن وصفة قليلة الدسم وقليلة السكر من حلوياتك المفضلة وتناولها بحصص صغيرة بين الحين والآخر. دع الحلويات مخبأة عند الضرورة في الجهة الخلفية من الثلاجة أو إقتطع مقداراً صغيراً منها لنفسك ووزع البقية بحيث لن تغرى لتناول المزيد. وقد تتفاجأ حين تكتشف أنه لا بأس في تدليل نفسك بنوع من الحلويات بين الحين والآخر وأنك ستجد سهولة أكبر في قول لا.هناك العديد من الطرق الكفيلة بكسر قيود السلوك المفضية إلى الأكل المفرط. دعنا نلقي نظرة عن كثب على هذا الأمر.

سلسلة السلوك

في برنامج ضبط الوزن، يقترح المؤلفان الدكتور برونيل والدكتور وادن بإجراء فحص لسلسلة السلوك التي تقودك إلى الأكل المفرط ومن ثم محاولة كسر هذه السلسلة إلى أجزاء غير مترابطة. والواقع أن التمعن في مختلف الأجزاء يولّد الأفكار اللازمة لوقف السلوك ويزيد من فهمك لأسباب تناولك الطعام من غير قصد. ويستخدم المؤلفان مثل امرأة اسمها لورا، تناولت 10 كعكات وشعرت بالذنب، ثم تناولت المزيد. إليك سلسلة سلوكها:● شراء الكعكات (بدأت المشكلة)● ترك الكعكات على رف المطبخ (حيث تكون مرئية ومغرية بوضوح)● التواجد في المنزل بعد ظهر يوم السبت (أي المكان والزمان الأكثر خطراً للأكل المفرط)● الشعور بالتعب والضجر● الشعور بالحاجة إلى الأكل● التوجه إلى المطبخ● أخذ الكعكات إلى غرفة الجلوس● تناول الكعكات أثناء مشاهدة التلفزيون● تناول الكعكات بسرعة حتى الشعور بالامتلاء● الشعور بالذنب والإخفاق● ضعف التحفظ أكثر فأكثر● تناول المزيدهناك احتمال كبير أن تتعرف إلى سلسلة مماثلة لسلوكك. ولحسن الحظ أنه تتوافر العديد من الفرص لكسر هذه السلسلة. فكر في سلسلة سلوكك لبعض الوقت. فكر في تتابع الأحداث الذي يقودك إلى مراحل الأكل. فكّر الآن في تقنيات تفكيك روابط السلسلة.في حالة لورا، كانت تستطيع منع نفسها من شراء الكعكات في المقام الأول من خلال التسوق وفق لائحة والتسوق فيما معدتها مليئة والتسوق مع شريك مدرك تماماً لإغراءاتها أو شراء مزيج من الحلويات يحتاج إلى الطهو. وعند العودة إلى المنزل، كان باستطاعة لورا حفظ الكعكات بعيداً عن ناظريها. كانت تستطيع حفظها في الثلاجة. وبما أنها تعرف أن بعد ظهر يوم السبت هو وقت خطر جداً للشروع في الأكل من دون سيطرة، كان باستطاعتها التخطيط لنشاط يبقيها مشغولة أو يبعدها عن المنزل.وفي كل وصلة من السلسلة، استطاعت إنجاز شيء لكسر تسلسل الأحداث. يمكنك فعل الشيء نفسه مع سلسلتك. لذا، يقترح برونيل ووادن التعرف إلى أضعف وصلة وبتر السلسلة في أبكر وقت ممكن. فإذا كانت البوظة تدفعك مثلاً إلى الأكل المفرط، من الأسهل عليك ربما عدم شراء الآيس كريم أو شراءها بنكهة لا تحبها بدل محاولة تفادي الآيس كريم بعد وضعها في الثلاجة. وهنا أيضاً، يتضح أنه تسهل ممارسة ضبط النفس أكثر من الإرادة. حاول ألا تقود نفسك إلى الإغراءات عند الإمكان. العثور على أصدقاءتحدثنا عن أهمية طلب الدعم في جهودك للتوصل إلى الوزن الصحي. وإذا سخرت من هذه النصيحة وتواجه الآن الكثير من المشاكل، قد ترغب في العثور على مدرّب، مثل اختصاصي في التغذية أو معالج أو الانضمام إلى مجموعة مؤلفة من أشخاص يفكرون بالطريقة نفسها. والواقع أن التواجد مع أشخاص آخرين يواجهون التحديات نفسها أمر بالغ الأهمية، خصوصاً إذا لم تعثر على دعم لجهودك من مصدر آخر.نميل جميعاً إلى الاعتقاد أننا نتحلى بالصرامة الكافية وأننا نستطيع إدارة حياتنا بأنفسنا. إلا أنك تواجه بعض التغييرات الكبيرة والصعبة في الوقت الحاضر. لذا، يمكن للحصول على الدعم لجهودك، سواء عبر شخص اختصاصي أو مجموعة من الأشخاص الذين يتبعون المسار نفسه، أن يولد في النهاية الفرق بين النجاح والإخفاق. كما أن الانضمام إلى أشخاص منخرطين في الكفاح نفسه قد يوفر لك الدعم الذي تحتاجه لتخطي العقبات والعوائق المحتمة التي ستواجها.لكن إذا فكرت في الانضمام إلى برنامج تجاري، عليك توخي الحذر. فأنت ترغب في برنامج تكون طرقه وأهدافه متناغمة مع التوصل إلى الوزن الصحي والحفاظ عليه. سوف تعثر على برامج مذكورة في الصفحات الصفراء ضمن قسم “خدمات ضبط الوزن”. وبالإضافة إلى البرامج التي تستحق التفكير بها، سوف تعثر على الكثير من المنظمات التي تطلق وعوداً لا تستطيع الوفاء بها.إذا انضممت فعلاً إلى مجموعة، تذكر أن ما ستجنيه منها سيكون متناسباً مع ما تضعه فيها. فإذا جلست في الزاوية واكتفيت بالإصغاء، قد تسمع بعض الاقتراحات الجيدة. لكن إذا شاركت في النقاش، يحتمل كثيراً أن تحصد الفوائد من المجموعة، بما في ذلك الدعم والتشجيع والشعور أنك لست وحيداً واقتراحات خاصة بهمومك. ولكي تكون عضواً جيداً في المجموعة، عليك المنح والتلقي في الوقت نفسه. إستمع إلى الآخرين وشارك في المحادثة، لكن لا تحتكرها ولا تحكم على الآخرين، بل وفر الدعم لهم.

الحفاظ على المسار

قد تظن أنه بعد التوصل إلى الوزن الصحي، تكون أنهيت عملك. وبعد تحقيق هدفك، يفترض أن يكون البقاء على هذه الحال أمراً سهلاً. صحيح؟ عذراً، لكن هذا يعكس تفكيرك القديم في الحمية الغذائية. ويقودك ذلك إلى فكرة مفادها أنك تخضع للحمية الغذائية للتخلص من الوزن الزائد وبعد أن تنجح فعلاً في ذلك، يمكنك وقف الحمية. إلا أن هذا النوع من التفكير يؤدي إلى استرداد الوزن مجدداً.غير أنك ستتشبث هذه المرة بانتصارك الذي حققته بجدارة. وإن الحفاظ على الوزن الجديد يستلزم العملية نفسها المعتمدة في التخلص منه. يمكنك ربما إضافة بعض الوحدات الحرارية إلى مأخوذك اليومي بعد التوصل إلى وزنك المنشود. وبالإضافة إلى ذلك، ما عليك سوى متابعة المسار الذي باشرت فيه. ومهما كانت الأساليب التي استخدمتها لمساعدتك في التخلص من الوزن الزائد، عليك استعمالها مجدداً لإبقاء ذلك الوزن الزائد بعيداً عنك.لهذا السبب، نشدد على الحاجة إلى إجراء تعديلات في أسلوب العيش. ولهذا السبب من المهم جداً إنجاز تغييرات تستطيع العيش معها على المدى الطويل. أنت تنجز في الوقت الحاضر ما يجدر بك القيام به. فأنت تختار الأطعمة الصحية وتحرّك جسمك كل يوم. يبدو مظهرك جيداً. وتنتابك مشاعر إيجابية. أنت فخور بنفسك. لذا، تابع المضي قدماً.

تعريف النجاح

لا تعتمد على المرآة حين يتعلق الأمر بقياس نجاح جهودك للتوصل إلى الوزن الصحي. فمرآتك لن تكشف عن العوامل المهمة فعلاً. هل تشعر بتحسّن؟ هل تأكل بصورة أفضل؟ هل أنت أكثر نشاطاً؟ هل اكتسبت المزيد من العضلات؟ هل تحسّن ضغط دمك ومستويات الدهون في دمك؟ هل تخلصت من السنتيمترات في خصرك ومن الوزن؟ هل أنت في موقع يؤهلك للحفاظ على خسارة الوزن؟وأخيراً …لقد سمعت بالإحصاءات المقيتة عن احتمال التخلص من الوزن الزائد والحفاظ على الوزن الجديد بصورة دائمة – إذ إن 95 في المئة من الذين يفقدون وزنهم يستردونه مجدداً خلال 5 سنوات.هذا مثبط فعلاً للعزيمة. وإذا كنت تواجه مشكلة في جهودك للتوصل إلى الوزن الصحي، فإن آخر شيء تحتاج إليه هو الأخبار السيئة. ما رأيك إذاً في هذا: لم يُحكم عليك بالإخفاق. فحسب دراسة نشرت في المجلة الأميركية للتغذية السريرية واجريت على الأشخاص الذين شاركوا في البرنامج الوطني لضبط الوزن، نجح مئات الأشخاص في التوصل إلى وزن صحي والحفاظ عليه.في الواقع، شملت الدراسة 629 امرأة و 155 رجلاً كانوا يعانون من الوزن الزائد منذ عدة سنوات. وقد نجحوا في التخلص إجمالاً من 30 كيلوغراماً. لقد استردوا من ثم بعضاً من هذا الوزن. إلا أنهم نجحوا في إبقاء 13 كيلوغراماً بعيداً عن أجسامهم خلال السنوات الخمس التالية. وقد نجح معظمهم في ذلك من خلال الجمع بين التمارين والحدّ من الدهون والوحدات الحرارية. وتوصّلوا إلى ذلك من خلال إجراء تغييرات أسلوب العيش التي نوصيك بها. والمفاجأة في الدراسة هو أن 42 في المئة من المشاركين قالوا إن الحفاظ على الوزن الصحي كان أسهل من التخلص أساساً من الوزن الزائد.والخبر الجيد هو أن 95 في المئة من الأشخاص الذين شملتهم الدراسة اعترفوا بنجاحهم في التخلص من الوزن الزائد. وقالوا إن هذا الأمر حسّن نوعية حياتهم، بما في ذلك مزاجهم وصحتهم وثقتهم في أنفسهم. وإذا كنت تشك في ذلك، فإن هؤلاء الأشخاص مستعدين للقول لك إن الحياة تصبح أفضل عند التوصل إلى الوزن الصحي.لذا، إنسَ كل التقارير التي تتحدث عن إخفاق عملية التخلص من الوزن ومدى صعوبة الحفاظ على الوزن الصحي. فالأشخاص الذين شاركوا في الدراسة الآنفة الذكر هم دليل حيّ على إمكانية تحقيق ذلك وجدوى التوصل إلى ذلك. وحين تواجه بعض المصاعب، إستخدم مهاراتك في حل المشاكل واسأل المعتقدات الكامنة وراء عاداتك واحصل على الدعم الذي تحتاج إليه واعتمد على ضبط النفس بدل الإرادة وتذكر الأشخاص الذين شملتهم الدراسة.لقد نجحوا ويمكنك النجاح أنت أيضاً.

معلومات طبية

505-news-logo

أدوية تخسيس الوزن الزائد: سلسلة الوزن الصحي ج14

$
0
0

تبدو أحدث الأدوية المنتجة للتخلص من الوزن الزائد بمثابة حلم لمعتمدي الحمية الغذائية. فهناك الأدوية التي تجعلك تشعر بالامتلاء قبل تناول الكثير من الطعام. وهناك أدوية أخرى تعيق قدرة جسمك لامتصاص ثلث الدهن الذي تأكله تقريباً. لكن الأدوية المنتجة للتخلص من الوزن الزائد ليست ملائمة لكل من يعاني من الوزن الزائد. في الواقع، يتم الاحتفاظ بها للأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالسمنة، مثل ارتفاع ضغط الدم أو ارتفاع مستوى الكولسترول أو داء السكري.

فمن الأفضل أن تتخلص من الوزن الزائد من خلال الحمية الغذائية الصحية وممارسة التمارين المنتظمة. إلا أن بعض الأشخاص يواجهون قيوداً جسدية تمنعهم من ممارسة التمارين. ويحتاج أشخاص آخرون إلى مساعدة إضافية للتخفيف من مأخوذهم للوحدات الحرارية. فإذا كنت من بين الذين لا يفلحون في التخلص من الوزن الزائد من تلقاء أنفسهم ويسبب لهم الوزن الزائد بعض المشاكل الطبية – الممكن تحسينها أو حتى التخلص منها عند التخلص من بعض الوزن – قد تفلح الأدوية في مساعدتك.

من الناحية النموذجية، تستطيع الأدوية الأكثر شيوعاً – والمرفقة مع وحدات حرارية أقل وتمارين أكثر – أن تساعدك في التخلص من 5 إلى 10 في المئة من وزن جسمك الإجمالي في غضون سنة. ويصل التخلص الأقصى من الوزن الزائد إلى ذروته عادة بعد 6 أشهر تقريباً. إلا أن العديد من الأشخاص يستردّون بعضاً من وزنهم في السنة التالية. ومن جهة أخرى، لم يتم التحقق من فاعلية وسلامة معظم الأدوية الشائعة منذ أكثر من عامين. لذا، تكون التغييرات في الحمية الغذائية ومستوى النشاط وراء التخلص الفعلي من الوزن وتحسين الصحة. ويجب اعتبار العقاقير بمثابة أداة للمساعدة على إجراء التعديلات في الغذاء وليست حلاً للمشكلة.

إرشادات مهمة

● تعتبر الحمية الغذائية والنشاط الجسدي أساس التخلص الصحي من الوزن الزائد، حتى أثناء استعمال أدوية التخلص من الوزن.
● هناك بعض الأدوية غير الفعالة في التخلص من الوزن ولا يجدر استعمالها.
● تكشف الأدوية عن مخاطر بقدر الفوائد المحتملة.
● راجع طبيبك أو اختصاصي التغذية قبل تناول أي دواء.

من هو المرشح؟

يشدد الأطباء على أن أدوية التخلص من الوزن الزائد ليست مخصصة للاستعمال العَرَضي بهدف التخلص من بضعة كيلوغرامات. فهذه العقاقير ملائمة لأصحاب الوزن الزائد والأشخاص البدينين الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن ويخوضون برنامجاً لإدارة الوزن يشدد على التغذية الصحية والنشاط الجسدي.

ويتجلى الهدف الأساسي لاستعمال أدوية التخلص من الوزن الزائد في تحسين صحتك وليس مظهرك. وتبقى المخاطر موجودة مع كل عقار مستخدم ولذلك يريد الأطباء التأكد من أن الفوائد المحتملة تتخطى المخاطر.

إذا كنت واحداً من ملايين الأشخاص الذين يعانون من الوزن الزائد إضافة إلى المشاكل الطبية، يمكن للتخفيض البسيط للوزن أن يحسّن صحتك في العديد من الطرق، بما في ذلك خفض ضغط دمك ومستوى الكولسترول ومستوى السكر في دمك إذا كنت تعاني من داء السكري.

لا يوجد دليل أكيد يشير إلى أن استعمال عقاقير التخلص من الوزن من قبل أصحاب الوزن الزائد وإنما المتمتعين بصحة جيدة يحول دون المشاكل المرتبطة بالوزن أو يحسّن النتيجة الطويلة الأمد أو يؤدي حتى إلى التخلص من الوزن الزائد لأكثر من سنتين.

إذا كنت من بين الذين يستفيدون من أدوية التخلص من الوزن، يتوجب عليك على الأرجح تناولها على الدوام. فقد كشفت الدراسات أنه عند التوقف عن تناول علاج العقاقير، يعود معظم أو كل الوزن الفائض مجدداً. والواقع أن الجدل المثار حول تناول العقاقير إلى ما لانهاية يعزى إلى كون العقاقير المستخدمة والأكثر شيوعاً جديدة في الأسواق ولا تزال تأثيراتها الطويلة الأمد مجهولة.

بشكل عام، يعتبرك الأطباء مرشحاً لعلاج الأدوية فقط إذا كان مؤشر وزن جسمك أعلى من 27 وتعاني من مشاكل طبية أخرى غير البدانة. أما عدد الكيلوغرامات الفائضة فيرتبط بطولك، إذ يتم حساب مؤشر وزن الجسم من نسبة وزنك على طولك. لكن هذه الكيلوغرامات الفائضة تراوح بين 20 و 30 لدى أصحاب الطول المتوسط (أي 178 سم للرجال و 168 سم للنساء).

وحتى لو كنت مؤهلاً لعلاج عقاقير التخلص من الوزن الزائد، قد لا تجدي العقاقير نفعاً بالنسبة إليك. فقد ذكرت الدراسات أنه إذا لم تتخلص من كيلوغرامين على الأقل خلال الشهر الأول لتناول دواء معين، لن تساعدك هذه الطريقة على الأرجح. وفي هذه الحالة، يحتمل أن يوقفك الطبيب عن هذا العقار ويجرّب ربما عقاراً آخر.

الأدوية الموصوفة من قبل الطبيب

أدوية الشعور بالشبع

تعمل على تغيير كيميائية دماغك – إذ تؤثر في السيروتونين والنوربينفرين – وتجعلك تشعر بالامتلاء بسرعة أكبر.

قد تساعدك عموماً على التخلص من الوزن أكثر مما تفعل بواسطة التمارين والحمية الغذائية، إلا أنها لا تخلو من المخاطر والتأثيرات الجانبية مثل:

•    ارتفاع في ضغط الدم
•    الصداع
•    جفاف الفم
•    الإمساك
•    الأرق.

رادع الدهن

تعمل هذه الأدوية في جهازك الهضمي وتخرج بعدها من جسمك من دون امتصاصه.

مبدأ عملها يعتمد على ردع الأنزيمات الطبيعية اللازمة لهضم الدهون في الأطعمة التي تأكلها. هكذا، مثلما تمرّ ألياف الحبوب والخضار عبر جهازك الهضمي من دون هضمها أبداً، يحصل الشيء نفسه ل 30 في المئة من الدهن الذي تأكله عند تناول هذه الأدوية.

إلا أن التخلص الإجمالي من الوزن الزائد متواضع – ومماثل لما يمكنك توقعه من أدوية الشعور بالامتلاء، ورغم ذلك، يكون التخلص الإجمالي من الوزن الزائد كافياً غالباً لتحسين الصحة.

وبما أن الجسم لا يمتص هذا العقار، فإنك تتفادى التأثيرات الجانبية الخطيرة المحتملة، مثل مرض صمام القلب. وتقتصر التأثيرات الجانبية التي تشهدها عادة على جهازك الهضمي وهي مؤقتة في الغالب مثل:

● نزّ زيتي أو بقع عبر المستقيم.
● تمرير الغازات مع البراز.
● اضطرابات مفاجئة في الأمعاء، مما يولد حالة طارئة.
● براز دهني أو زيتي.

وبما أن هذه الأدوية تعيق امتصاص بعض المواد المغذية، فسوف يوصيك الطبيب بتناول فيتامين متعدد مشتمل على الفيتامينات A و D و E و K القابلة للذوبان في الدهن.

العقاقير الشعبية الشائعة

تلاقي منتجات الحمية الغذائية الشائعة رواجاً كبيراً – ولاسيما الشركات التي تصنعها. فقد ازدادت المبيعات على نحو مطّرد. إلا أنك لا تستطيع الاعتماد لسوء الحظ على هذه الأدوات المساعدة على الحمية الغذائية للتخفيف من أي شيء سوى مقدار المال الموجود في محفظتك. والأسوأ من ذلك أن بعض عقاقير الحمية الغذائية الشائعة قد تؤذي أكثر مما تفيد.

تعدك معظم هذه المنتجات الهادفة إلى التخلص من الوزن بمساعدتك على التخلص من الكيلوغرامات من خلال رفع أيضك أو قمع شهيتك. إلا أن التأثيرات الجانبية قد تكون خطيرة. ويكون فقدان الوزن مؤقتاً على الدوام.

المسهلات العشبية ومدرّات البول.

إنها تدفعك إلى التخلص من الماء، وبالتالي من الوزن، ولكن ليس من الدهن. وهي قد تخفض مستويات البوتاسيوم، مما يؤدي إلى مشاكل في القلب والعضلة. وإذا استخدمت المسهلات غالباً، تبدأ أمعاؤك بالاعتماد عليها.

قامعات الشهية

قامعات الشهية تحتوي على الفنيل هيدروكلوريد وهي مادة منبهة موجودة في أدوية السعال والزكام. قد تكون هذه العقاقير آمنة إلا إذا كنت تعاني من ارتفاع ضغط الدم أو مشاكل القلب. لكن يجدر بك ضبط شهيتك بعد التوقف عن تناولها. وإلا، تسترد المقدار الصغير الذي خسرته من وزنك.

هل تحتاج إلى مكمل فيتامين؟

لعل أفضل طريقة للحصول على الفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها هي الغذاء المتوازن بطريقة مغذية. وقد يكون مكمل الفيتامين ملائماً إذا:

● كنت تعتمد حمية ذات وحدات حرارية قليلة جداً. فإذا كنت تأكل أقل من 1000 وحدة حرارية يومياً، قد تحتاج إلى مكمّل. وتذكَّر أن الحمية ذات الوحدات الحرارية القليلة جداً تحدّ من أنواع ومقادير الأطعمة التي تأكلها، وبالتالي أنواع ومقادير المواد المغذية التي تتلقاها. لذا، لا تعتمد الحمية ذات الوحدات الحرارية القليلة جداً من دون مساعدة الطبيب.

● كنت تعتمد حمية خاصة. فإذا كانت حميتك مشتملة على تنوّع محدود بسبب عدم القدرة على تحمل الطعام أو الحساسية منه، قد تحتاج إلى مكمّل. وإذا كنت نباتياً وتحذف كل المنتجات الحيوانية من غذائك، قد تحتاج إلى المزيد من الفيتامين B12. وإذا كنت لا تأكل مشتقات الحليب ولا تعرّض وجهك ويديك لأشعة الشمس مدة 15 دقيقة يومياً، قد تحتاج إلى تكملة غذائك بالكلسيوم والفيتامين D.

● كان عمرك 65 وما فوق. فمع التقدم في العمر، يمكن أن تسهم المشاكل الصحية في الغذاء السيء، مما يزيد من صعوبة حصولك على الفيتامينات والمعادن التي تحتاج إليها. قد تفقد شهيتك، وتتضاءل قدرتك على تذوق الأطعمة وشمها. كما أن الاكتئاب أو مشاكل الأسنان قد تقمع الأكل أيضاً. وقد يعجز جسمك كذلك عن امتصاص الفيتامينات B6، B12 و D مثلما كان يفعل قبلاً.

● كنتِ تفتقدين إلى الدورات الحيضية. ففي سن اليأس، قد يصعب على المرأة الحصول على المقادير الموصى بها من الكلسيوم والفيتامين D من دون تناول المكملات. تجدر الإشارة إلى أن الكلسيوم والفيتامين D قد يساعدان في الحؤول دون ترقق العظام.

● كنت لا تأكل جيداً. فإذا كنت تأكل لوحدك، قد لا تأكل كمية كافية من الأنواع الملائمة من الأطعمة.

● كنت تدخن أو تمضغ التبغ. فاستعمال منتجات التبغ يخفض مستويات الفيتامينات (ولاسيما الفيتامين C) والمواد المغذية الأخرى في الدم والأنسجة.

● كنت حاملاً أو ترضعين. أنت بحاجة إلى المزيد من حمض الفوليك والحديد إذا كنت حاملاً أو ترضعين طفلك. إبدأي بتناول المكملات قبل الحمل.

كلمة أخيرة

يميل الأشخاص إلى تناول العقاقير الشائعة والأعشاب الأقل خطورة من الأدوية الموصوفة ويتناولون في الغالب الكثير منها أو يعمدون إلى مزجها مع عقاقير أخرى. وبما أن صناعة الأعشاب لا تخضع لقوانين دائرة الأغذية والعقاقير، لا يمكنك التأكد مما تحصل عليه.

فإذا كنت تعاني من مشكلة في وزنك أو تواجه مشكلة طبية تزداد سوءاً بسبب الكيلوغرامات الفائضة، تحدث إلى طبيبك. وسواء توجب عليك التخلص من 5 كيلوغرامات أو 50 كيلوغراماً، يجدر بك الأكل بصورة صحيحة وممارسة التمارين للتحكم في وزنك. والواقع أن عقاقير الحمية الشائعة لن تساعدك في شيء أبعد من التخلص المؤقت والقصير الأمد من الوزن الزائد. لذا، تبدو منتجات الحمية هذه مؤذية أكثر مما هي مفيدة.

معلومات طبية

505-news-logo

برامج الحمية الغذائية للتخلص من الوزن الزائد: سلسلة الوزن الصحي ج13

$
0
0

لو كان التوصل إلى الوزن الصحي سهلاً تماماً، لما وجدت العديد من البرامج والمنتجات المخصصة للتخلص من الوزن الزائد.
لسوء الحظ، يجد الأشخاص غالباً أن الكيلوغرامات التي يتخلصون منها تعود إليهم مجدداً، بسبب تعبهم من تفادي الخبز أو الاعتماد على الجريب فروت أو الشعور بالجوع فيما يجب الاكتفاء بعدد قليل من الوحدات الحرارية. والواقع أن كل برامج الحمية تخفق إذا لم تفلح النوايا الجيدة في تخطي الالتزام الضعيف بإجراء تعديلات دائمة في أسلوب العيش.

من السهل التخلص من الوزن الزائد بسرعة وفق أي برنامج شائع للحمية الغذائية، لأن كل هذه البرامج تحدّ من عدد الوحدات الحرارية. فالوحدة الحرارية هي وحدة حرارية، مهما كان مصدرها أو كيفية استهلاكها. وحين تستهلك عدداً أقل منها، سوف تفقد بعض الوزن. لا شك أنك تستطيع فعل ذلك بنفسك – من دون مساعدة الحميات الغذائية الشهيرة – بمجرّد استبدال الأطعمة التي تحبها بحمية غذائية ذات وحدات حرارية قليلة.

يسيء العديد من الأشخاص تقدير عدد الوحدات الحرارية التي يأكلونها بنسبة 20 في المئة على الأقل – وربما أكثر إذا كانوا من أصحاب الوزن الزائد. فقد تظن أنك تحصر مستوى وحداتك الحرارية ب 1500 كل يوم، فيما تستهلك في الحقيقة 1800. كما يسيء الأشخاص الحكم على نشاطهم الجسدي، إذ يظنون أن المشي من السيارة إلى المكتب يشكل نصف الجهد المطلوب منهم خلال اليوم.

تحاول بعض برامج الحمية المنظمة تحديد كمية ما تأكله، من خلال إجبارك على عدّ غرامات الدهن أو تخصيص النقاط لكل طعام تأكله. ورغم أن هذه الأنظمة ليست الحل المثالي ربما لتخلصك من الوزن الزائد، فإنها تساعدك في التعرف على العلاقة المباشرة بين ما تضعه في فمك وبين تأثيراته في جسمك. كما أنك ترغب بلا شك في إجراء تغييرات طويلة الأمد تفضي إلى طريقة صحية ومستدامة في الأكل.

إسأل نفسك قبل في اعتماد برنامج جديد للتخلص من الوزن الزائد

إذا كنت تفكر في اعتماد برنامج جديد للتخلص من الوزن الزائد، يجدر بك قياسه حسب البيانات التالية لمعرفة كيفية دعم البرنامج. وفي حال انطباق واحد أو أكثر من البيانات التالية، يجدر بك رفع الراية الحمراء.

● وعود بحلول سريعة.
● إصدار إنذارات بخصوص منتج أو نظام معين.
● مزاعم تبدو جيدة جداً لدرجة لا تصدّق.
● استنتاجات بسيطة مستمدة من دراسة معقدة.
● توصيات مرتكزة على دراسة واحدة.
● بيانات مثيرة ترفضها المنظمات العلمية الشهيرة.
● لائحة بالأطعمة “الجيدة” و “السيئة”.
● نصائح معطاة للمساعدة على بيع منتج معين.
● آراء مرتكزة على دراسة منشورة من دون مراجعة.
● توصيات من دراسات تتجاهل الاختلافات بين الأفراد أو المجموعات.

لماذا تكون الحميات الرائجة شعبية جداً؟

تشجع الحميات الرائجة على التخلص السريع والسهل من الوزن الزائد. ويميل الناس إلى الاهتمام بالحلول السريعة والبسيطة للمشاكل. وإذا اتبعت البرنامج، قد تتخلص من الوزن بسرعة وسهولة نسبياً، لكنك ستستردّه مجدداً. هذا هو خطب الحميات الرائجة. فهي لا تقدم حلاً صحياً دائماً لمشكلة الوزن الزائد.

ما هو أسوأ جانب في اتباع الحمية الرائجة؟

قد لا تكون هذه الطريقة للتخلص من الوزن صحية في المدى الطويل. في الواقع، لا يفترض أن تكون الحميات الغذائية عكس ما نعرفه عن الكيمياء الأحيائية وفيزيولوجية الجسم، وعن تحسين الصحة في المدى الطويل. فمعظم هذه الحميات ينصح بتخفيض مأخوذ الكربوهيدرات والاحتواء على القليل من الفاكهة والخضار والحبوب.
وهناك الكثير من الأدلّة التي تثبت أن زيادة الفاكهة والخضار والحبوب الكاملة مفيدة لصحتك. فتناول مجموعة منوعة من الفاكهة والخضار والحبوب على نحو منتظم، إضافة إلى ممارسة النشاط الجسدي اليومي، يحفز التخلص الدائم من الوزن الزائد ويساعد على الحؤول دون الأمراض الخطيرة مثل السرطان ومرض القلب.

وإذا تخلصت من الوزن الزائد باتباع الحمية الرائجة، قد لا تحسّن صحتك في المدى الطويل. ورغم أن التوصيات التقليدية لضبط الوزن قد تبدو قديمة ومضجرة وصعبة، فإنها تؤدي إلى تحسن الصحة والتخلص الدائم من الوزن.

شروط برامج الحمية الغذائية الآمنة

كيف تعرف ما إذا كان برنامج الحمية ملائماً لك؟ يفترض بالبرنامج المسؤول والآمن للتخلص من الوزن الزائد أن يشتمل على هذه الصفات الخمس:

1. السلامة. حتى لو كان برنامج إدارة الوزن منخفضاً من حيث الوحدات الحرارية، يجدر به الاحتواء على كل المقادير الموصى بها يومياً من الفيتامينات والمعادن والبروتينات.

2. التغيير البطيء والثابت. يجدر بك التخلص من الوزن وفق وتيرة تدريجية وإنما مطردة، إلا إذا رأى طبيبك أنه يجدر بك التخلص سريعاً من وزنك. ومع وجود العديد من الحميات المقلصة لعدد الوحدات الحرارية، قد تفقد وزنك بسرعة خلال الأسبوع أو الأسبوعين الأولين ولكنك تفقد من ثم نصف كيلوغرام أو كيلوغرام واحد فقط كل أسبوع خلال الفترة التالية.

3. مشاركة الطبيب. إذا كنت تنوي التخلص من أكثر من 7 أو 10 كيلوغرامات، لكنك تعاني من مشاكل صحية أو تتناول الأدوية بانتظام، راجع طبيبك. فالطبيب يعرف ما إذا كان برنامج التخلص من الوزن الذي تنوي اعتماده ملائماً ويحدد لك مقدار الوزن الذي تستطيع التخلص منه.

4. المساعدة في تغيير أسلوب عيشك. يفترض ببرنامج التخلص من الوزن أن يعلّمك كيفية تغيير عاداتك الغذائية ومستوى نشاطك الجسدي بصورة دائمة. فالتخلص من الوزن الزائد سيكون عديم الجدوى إذا لم تفلح في الإبقاء عليه.

5. الحصول على معلومات عن التكاليف. يجدر بك معرفة كم سيكلفك البرنامج بالتحديد والحصول على بيان مفصل بالنفقات وكل تكاليف الأشياء الإضافية، مثل المكملات الغذائية.

لقد حان الوقت الآن

إذا كنت تعاني من اضطراب في الأكل، أو أنك تعاني من اكتئاب سريري، قد يكون علاج الاختصاصي مفيداً فعلاً. أطلب من الطبيب أن يحيلك إلى اسم معروف. ويتخصص بعض هؤلاء الأشخاص في معالجة الذين يعانون من مشاكل في الوزن أو الأكل.

مهما كانت الطريق التي تعتمدها للتوصل إلى الوزن الصحي، من المهم أن تنطلق الآن. حدد برنامج الأكل الذي يجدي نفعاً لك على المدى الطويل وحدد النشاط الذي تستطيع الالتزام به وتعرف إلى مجموعة الدعم التي تساعدك في المضي قدماً حتى عند مواجهة المصاعب.

والواقع أن فوائد العيش مع وزن صحي عديدة جداً. سوف يبدو مظهرك أفضل. سوف تشعر بحال أفضل. وسوف تعيش ربما لفترة أطول أيضاً. ولست ملزماً باعتماد حمية غذائية. ما عليك سوى تغيير حياتك. هيا، إمضِ الآن.

معلومات طبية

505-news-logo

جراحة السمنة: سلسلة الوزن الصحي ج15

$
0
0

ليست الجراحة حلاً سهلاً لمشكلة الوزن، لكنها تفلح أحياناً في تحقيق ما تعجز عنه التمارين الرياضية والحمية الغذائية. يتم الاحتفاظ بهذه الجراحة عموماً للذين يعانون من الوزن الزائد إلى درجة الخطورة ويعانون نتيجة ذلك من مشاكل صحية.
إلا أن الجراحة لا تحل المشكلة لوحدها. لكن إذا كنت ملتزماً بالتخلص من الوزن الزائد وترافقت الجراحة مع الحمية الغذائية الصحية والتمارين الرياضية والموقف الإيجابي، تملك إذاً فرصة ممتازة للتخلص من معظم وزنك الزائد – وإبقائه بعيداً عنك. أشارت إحدى الدراسات إلى أنه بعد مرور 3 سنوات على الجراحة، تخلص ثلاثة أرباع المرضى تقريباً من نصف وزنهم الزائد على الأقل.

هل الجراحة ملائمة لك؟

فكّر في العملية الجراحية للتخلص من الوزن:

● إذا كنت بديناً جداً ولم يساعدك أي شيء آخر في التخلص من الوزن.
● إذا كنت تعاني من مشاكل طبية قد يفلح التخلص من الوزن في إزالتها.
● إذا كنت راغباً في إجراء تعديلات جذرية في أسلوب عيشك.
● إذا كنت تفهم المخاطر بوضوح.

إذا حاولت التخلص من الوزن الزائد لكنك بقيت بديناً جداً وتعاني من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن الزائد، قد تكون العملية الجراحية الخطوة التالية اللازمة لك.

لكن يجدر بك التأكد أولاً من أنك بذلت كل الجهود الممكنة لممارسة التمارين الرياضية وتغيير عادات أكلك وكل الأوضاع في أسلوب عيشك التي ساهمت في زيادة وزنك. فالعملية الجراحية ليست حلاً بديلاً لكل ذلك. في الواقع، يرتبط نجاح عمليتك بمدى التزامك باتباع الإرشادات المعطاة لك بشأن خيارات الأطعمة والتمارين.

لهذه الأسباب، يلتقي المرشحون للعملية الجراحية باختصاصيي الرعاية الصحية خلال عدة جلسات متتالية. يتولى اختصاصي التغذية تقييم حاجتك إلى العملية الجراحية ويشرح لك كيف ستغير الجراحة طريقة تلقي جسمك للمواد المغذية اللازمة ومعالجتها ويناقش معك أهمية الاتباع الدقيق للإرشادات الغذائية التي تتلقاها. كما يعدّ لك طبيبك برنامج مراقبة طويل الأمد لاتباعه بعد العملية الجراحية. أما اختصاصي الحمية الغذائية فيساعدك على اختيار الأطعمة قبل الجراحة وبعدها، فيما يناقش الطبيب النفسي المشاكل الاجتماعية والنفسية التي قد تواجهها، إضافة إلى مساعدتك في اعتماد تغييرات أسلوب العيش التي تشجعك على التمارين والأكل الصحي.

أما الجرّاح فيقيّمك كونك مرشح للعملية الجراحية. فإذا كنت مؤهلاً لهذه العملية، يتم تعيين موعد للعملية. ويجدر بك الاستمرار في اللقاء باختصاصيي الرعاية الصحية حتى بعد انتهاء العملية الجراحية، بمعدل مرة على الأقل كل 3 أشهر خلال السنة الأولى ومن ثم مرة على الأقل كل سنة، حتى يتمكن هؤلاء من إحداث التغييرات اللازمة في حياتك.

والواقع أنك تكون مرشحاً للعملية الجراحية إذا كنت تنتمي إلى إحدى الفئتين التاليتين:

مؤشر وزن جسمك أعلى من 40

قد يفكر طبيبك في العملية الجراحية إذا كان مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 وهذا قياس يشير إلى أنك بدين لدرجة الخطورة. أما مقدار الوزن الزائد في جسمك فيرتبط بالنسبة بين وزنك وطولك. لكن الرجل العادي الطول يصبح مؤشر وزن جسمه 40 إذا أصبح وزنه 125 كيلوغراماً. وبالنسبة إلى المرأة، يكون ذلك حين تصل إلى وزن 110 كيلوغرامات.

تعاني من مشكلة صحية مرتبطة بالوزن

لا يلجأ الأطباء عادة إلى العملية الجراحية لمجرد أن مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 عاما، إلا إذا كنت معرضاً جداً لبعض المشاكل الصحية استناداً إلى أسلوب عيشك أو التاريخ الطبي لعائلتك. كما يفترض أن تعاني من مشكلة صحية مرتبطة بالوزن قد تتحسن بعد تخلصك من بعض الوزن. والواقع أن الوزن الزائد قد يفضي إلى العديد من المشاكل الطبية، بما في ذلك ضغط الدم المرتفع ومرض القلب وداء السكري ومرض المفاصل والاختناق أثناء النوم، الذي يؤدي إلى انقطاع مؤقت وإنما متكرر للنفس خلال الليل، فتستيقظ من نومك العميق وتبقى تعباً طوال النهار.

وفي بعض الحالات، يجري الأطباء العملية الجراحية إذا كان مؤشر وزن جسمك 35 فقط، لكن مشاكلك الصحية الناجمة تثبت ضرورة ذلك. وتنجز بعض مراكز الرعاية الصحية الجراحة حتى لو لم تكن تعاني من المشاكل الصحية المرتبطة بالوزن – طالما أن مؤشر وزن جسمك أكثر من 40 – إذ يمكن تفادي بعض المشاكل الصحية المحتملة بفضل الجراحة.

كيف يعمل جهازك الهضمي

بعد أن تفهم كيف يعمل جهازك الهضمي، يسهل عليك فهم كيفية مساعدة الجراحة في التخلص من الوزن الزائد. فبعد مضغ الأطعمة وابتلاعها، تدفعها العضلات في المريء إلى معدتك، القادرة على استيعاب ربع غالون تقريباً دفعة واحدة. هكذا، تعمل العصارات الهضمية وعضلات معدتك على تفكيك الطعام لجعله في تركيبة شبه سائلة.

يتم بعدها إطلاق محتويات المعدة تدريجياً عبر فتحة صغيرة (الصمام البوابي) إلى المعي الصغير، البالغ طوله نحو 45 سم. وفي هذه المرحلة، يتم امتصاص معظم المواد المغذية الموجودة في الطعام عبر الدورة الدموية.

وبعد مرور رواسب الطعام عبر المعي الصغير، تدخل إلى المعي الكبير – أو ما يعرف أيضاً بالقولون – الذي يتخلص من كل الجزيئات غير المهضومة وغير الممتصة إضافة إلى بقية الأوساخ من جسمك.

جراحة تحويل مجرى المعدة Gastric Bypass Surgery

وتسمى أيضاً جراحة تعديل مسار المعدة أو المجازة المعدية

إنها العملية الجراحية الأكثر شيوعاً لدى الأطباء للتخلص من الوزن الزائد.

 

يعمل الجراح على وضع رزات جراحية داخل معدتك على طول الجهة العلوية ويترك جيباً بالغ الصغر. ثم يقطع الجرّاح المعي الصغير ويخيط جزءاً منه مباشرة في هذا الجيب العلوي. يؤدي ذلك إلى تغيير وجهة الطعام وتجاوز معظم معدتك والقسم الأول من المعي الصغير أو ما يعرف بالمعي الاثني عشر. هكذا، يتدفق الطعام مباشرة إلى القسم الوسطي من المعي الصغير ويحدّ من قدرة الجسم على امتصاص الوحدات الحرارية.

ورغم أن الطعام لا يدخل أبداً إلى المعدة، تبقى المعدة سليمة وتستمر في إفراز العصارات الهضمية التي تتدفق إلى المعي الصغير.

يفضل معظم الجراحين هذه العملية إذ تبين أنها آمنة وتكشف عن عدد ضئيل من المضاعفات. كما كشفت الأبحاث أن التخلص من الوزن الزائد مشجع فعلاً ويتم الحفاظ عليه عادة.

التأثيرات الجانبية للجراحة

كما هو الحال مع أي عملية جراحية كبرى، فقد تنطوي جراحة تحويل مسار المعدة على مخاطر ومضاعفات.

المخاطر والمضاعفات على المدى القصير:

•    النزيف
•    العدوى
•    ردة فعل سلبية اتجاه التخدير
•    تجلطات دموية
•    مشاكل في الرئة أو التنفس
•    تسريب في النظام المعدي المعوي
•    الوفاة (نادراً)

المخاطر والمضاعفات على المدى الطويل (تختلف تبعا لنوع من الجراحة):

•    انسداد أو ضيق الفتحة الفاصلة بين المعدة والمعي الصغير. قد يستلزم ذلك جراحة تصحيحية أو على الأرجح عملية خارج المستشفى تقضي بتمديد الفتحة بواسطة أنبوب متوسّع يتم تمريره عبر الفم.
•    متلازمة الإغراق (الإفراغ المعدي السريع) Dumping Syndrome، مما تسبب الإسهال، والغثيان أو القيء والارتعاش (الرجفان)
•    حصى في المرارة
•    الفتق أو الضعف في موقع الشق، حيث يستلزم الفتق عادة ترميماً جراحياً في المستقبل، حسب العوارض ومدى الضعف الحاصل فيه.
•    انخفاض نسبة السكر في الدم
•    سوء التغذية
•    انثقاب المعدة
•    القرحة النازفة، لكن يمكن الشفاء منها بالأدوية، على رغم الحاجة إلى الجراحة التقويمية في بعض الأحيان.
•    قيء
•    كلما تخلصت من الوزن الزائد بسرعة كبيرة، فقدت المزيد من العضلات. لهذا السبب، تبرز أهمية ممارسة التمارين الرياضية أثناء التخلص من الوزن. وتساعدك هذه التمارين على زيادة حجم عضلاتك أثناء التخلص من النسيج الدهني.
•    نقص الحديد، اللازم لإنتاج الخلايا الحمراء في الدم والفيتامين B12، اللازم لإنتاج الخلايا البيضاء في الدم والسماح للأعصاب بالعمل كما يجب. كما يجدر بكل الذين خضعوا لعملية الطريقة الجانبية في المعدة أن يتناولوا يومياً فيتامينات متعددة مع الحديد، إضافة إلى مكملات الكلسيوم وتلقي حقن من الفيتامين B12 مرة كل شهر لبقية حياتهم. والواقع أن نقص الحديد هو مشكلة محتملة لدى النساء اللواتي يشهدن الدورة الشهرية ويمكن الحؤول دونه من خلال تناول أقراص مشتملة على الحديد.
•    الوفاة (نادراً)

إنجاز التعديلات اللازمة

يسيء العديد من الأشخاص تقدير أهمية التعديلات الجسدية والاجتماعية التي يجدر بهم اعتمادها بعد الجراحة. في الواقع، تصبح معدتك بحجم البيضة الصغيرة. وفي الأشهر الستة الأولى التي تلي الجراحة، سوف تشعر بألم حاد تحت عظمة الصدر يدوم لمدة 30 دقيقة أو تتقيأ إذا تناولت الكثير من الطعام أو أكلت بسرعة. لذا، بدل تناول الوجبات العادية ثلاث مرات كل يوم، يجدر بك تناول 4 إلى 6 وجبات طعام خلال اليوم. ويتعلم معظم الأشخاص مقدار الطعام الذي يستطيعون تناوله كل مرة. ومع الوقت، يزداد مقدار الطعام الذي تستطيع تناوله كل مرة (ولو ببطء). وبعد مرور عام كامل على العملية الجراحية، سوف تتمكن على الأرجح من تناول نصف إلى ثلاثة أرباع شطيرة كاملة، شرط أن تأكل ببطء وعلى مدى 45 دقيقة كاملة.

وفي البداية، يصعب كثيراً التأقلم مع حفلات العشاء وتناول الطعام خارج المنزل. فكل من هو معك يأكل وجبة عادية، فيما تستطيع أنت تتناول بضعة قضمات فقط.

واللافت أن التغيير في صورة جسمك قد يستلزم تعديلات أخرى. فمظهرك الجديد قد يؤثر في علاقاتك مع الأصدقاء والعائلة وحتى الزوجة، مما يولد التوتر والقلق والاكتئاب. لهذه الأسباب، يطلب منك مراجعة الطبيب النفسي أثناء تقييم حاجتك إلى العملية الجراحية.

لا يقتصر الأمر على الجراحة

ليست الجراحة الهادفة إلى التخلص من الوزن الزائد عملية عجائبية. فرغم أنك تتوقع التخلص من الوزن الزائد وإبقاءه بعيداً عنك، خصوصاً في حال اعتماد الطريق الجانبية في المعدة، يجدر بك إنجاز التغييرات اللازمة في عادات أكلك وتمارينك. لكن الفخر والشعور بالنجاح أثناء التخلص من الوزن الزائد، إضافة إلى إدراكك بتحسن الصحة، هما لك أيضاً.

جراحة شفط الدهون

امتصاص الدهن هو عملية تجميلية وليس برنامجاً للتخلص من الوزن. يُدخل الجرّاح أنبوباً ضيقاً تحت الجلد عبر فتحات بالغة الصغر ويمتص من ثم الخلايا الدهنية. يشيع استخدام هذه الطريقة عادة في أعلى الفخذين والبطن لدى النساء وفي الجانبين عند الرجال.

ورغم أن امتصاص الدهن تحسّن كثيراً بحيث يسمح للجراحين بإزالة عدة كيلوغرامات أثناء جلسة واحدة، ليست هذه الجراحة علاجاً للبدانة. فامتصاص الدهن هو إجراء لتحسين شكل جسم الأشخاص الذي يملكون وزناً عادياً أو قرب العادي، لكنهم يعانون من مشكلة البقع – أي الرواسب الدهنية المحددة التي لا تزول رغم الحمية الغذائية الصحية والتمارين.

تجدر الإشارة إلى أن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية مرتبطة بالوزن، مثل السكري ومرض القلب، يكونون أكثر عرضة لخطر مضاعفات امتصاص الدهن.

معلومات طبية

505-news-logo

الأرضي شوكي، الخرشوف Artichoke

$
0
0

عُرف الأرضي شوكي أو ما يُسمّى أيضاً بالخرشوف أوَّل ما عُرِف في دول حوض البحر المتوسط، ولقد وُجِدَت له رسومٌ عديدة منقوشة على جدران معابد قدامى المصريين كما في آثار عددٍ من الدول المتوسطية بشكله المخروطي الذي يشبه الصنوبر.

وكان العرب هم من نقله إلى الأندلس بعدما اكتشفوا فوائده الغذائية والطبية العظيمة، ومنها انتشر إلى دول القارة الأوروبية ومنها إلى باقي دول العالم.

أمَّا الآن فهو يُزرَع في أغلب المناطق والدول ويُستفاد منه كاملاً أو من أوراقه أو ساقه مجفّفاً على شكل بودرة (powder) وكذلك من خلاصته (extract) لعلاج عددٍ غير قليل من الأمراض، وهو يوصف بشكلٍ خاص في حالات قصور الكبد وأمراض المرارة وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم (hypercholesterolemia) وغيرها من الأمراض.

فوائده

•    لمكافحة سرطان الجلد
•    لمعالجة مشاكل الكبد والمرارة
•    لتخفيض الكوليسترول والدهون الثلاثية
•    لمعالجة سوء الهضم
•    مصدر مهم للفولات (حمض الفوليك) Folate

لقد بينت الأبحاث أن الأرضي شوكي يحتوي على عناصر كيميائية ذات مفاعيل طبيةٍ ودوائيةٍ كبيرة إضافة لكونه غذاءً لذيذاً يحبه غالبية الناس ويُستفاد منه مطبوخاً بطرقٍ عدة، كأن يُطبخ مع اللحم أو يُضاف إلى أنواع اليخنات والحساء أو يُتبَّل كسلطاتٍ لذيذة متنوعة أو يُقدَّم وحده كمقبلاتٍ شهية مع تتبيلة زيت الزيتون والحامض والثوم وهو الشكل الأكثر فائدة حيث تؤكل قاعدة أوراقه واحدةً تلو الأخرى إضافةً إلى قلب الأرضي شوكي وذلك بعد تغميسها بتتبيلة الحامض والزيت والثوم، أو باللبن والثوم، وهذا أفضل طبعاً من تغميسها بالزبدة كما هو شائعٌ في بعض الدول الأوروبية، أمّا الطريقة المثلى للاستفادة من خواصِّه المفيدة فهي أن يؤكل الأرضي شوكي كاملاً من قاعدة الأوراق حتى القلب والاستفادة قدر الإمكان من ماء السلق عن طريق إضافته إلى أنواع الحساء أو اليخنات المتنوعة، فهو حاوٍ لكثيرٍ من الخواص النافعة التي انحلَّت في الماء نتيجة السلق.

كما يجب التنبّه إلى أن يؤكل الأرضي شوكي في نفس اليوم الذي يُطهى به وأن يُرمى ما تبقى منه إلى اليوم التالي، وذلك لأن الجراثيم سريعاً ما تتسرب إليه مسبِّبة التسمّم لآكله.

المُركَّبات الدوائية الفعَّالة

SilymarinB-complex
vitamins
Cinnamic acidPotassium
FlavonoidsIron
InulinZinc

مكوِّناته

الأرضي شوكي هو من أغنى وأنفع الأغذية للإنسان لما يحتويه من عناصر غذائية أساسية وعناصر أُخرى كيميائية ودوائيةٍ مهمةٍ علاجاً ووقايةً ولأجل ذلك يجب الاستفادة منه كاملاً من الأوراق إلى القلب.
ويحتوي الأرضي شوكي على نسبة جيدة من الفيتامينات A و B وكذلك من الأملاح المعدنية الأساسية كالمغنيزيوم والفسفور والحديد والبوتاسيوم والزنك.

إلاَّ أنَّ ما يميّز الأرضي شوكي هو احتواؤه على عنصرٍ كيميائي فيتوكيميكال (Phytochemical) أثبت فعاليةً كبيرةً في الوقاية من السرطان وبشكلٍ خاص سرطان الجلد، ألا وهو السيليمارين (Silymarin). ويُستعمل هذا المركّب أيضاً بشكلٍ واسع في عددٍ من الدول الأوروبية كعلاج مؤثِّرٌ لبعض آفات الكبد والمرارة، وله تأثيرٌ مهم في هذا المجال.

وبالنظر إلى المركّبات الرئيسية المتوافرة في الأرضي شوكي نجد أنَّها عبارة عن مُركَّبات السيسكيتيربين (Sesquiterpene Lactones) حتى 4٪ والهيدروكسي سيناميك أسيد (Hydroxy cinnamic acid) والفلافونوئيدات (Flavonoids) حتى 5٪ وخصوصاً الروتين (Rutin).

وللأرضي شوكي قدرة كبيرة في مساعدة الكبد على إفراز الصفراء (chloretic effect)، وهذا بسبب مادة حمض السيناميك (cinnamic acid) الموجودة فيه. لأجل هذا يصفه الأطباء ويصفون خلاصته (Extract) لعلاج مشاكل الكبد والمرارة (Liver and gallbladder complaints) بسبب خاصِّيته المفرِّغة للصفراء.

كما يحتوي الأرضي شوكي على نوعٍ خاص من السكريَّات المتعددة النافعة تدعى الإينولين (Inulin) التي يستفيد منها صُنَّاع الأدوية بإضافتها إلى العديد من المركَّبات الغذائية المخصَّصة للأطفال تحت اسم البريبيوتيك (Prebiotic).

صحيح أنَّ طعم الأرضي شوكي ليس حلواً إلاَّ أنَّ غناه بالسينارين (Cinaryn) تجعل كل ما يؤكل معه وكأنَّه حلو المذاق، وبمعنى آخر أنَّه يُظهِر الحلاوة الموجودة في الأطعمة المترافقة معه حتى وإن كان ماءً فقط!

والسينارين هو المادة المُرَّة المذاق الموجودة في الأرضي شوكي والتي تذهب مرارتها بعد سلقه جيداً حيث تنحل (السينارين) في الماء فتذهب حينها مرارة الطعم بشكل كلِّي.

الأرضي شوكي: المحارب القوي لسرطان الجلد

من أهم المركَّبات الكيميائية الموجودة في الأرضي شوكي السيليمارين (Silymarin) الذي أظهرت الدراسات أنَّ له تأثيراً كبيراً واقياً من الإصابة بسرطان الجلد.

ففي دراسةٍ أُجريت في مستشفيات جامعة كليفلاند الطبية، تبيّن أنَّ استعمال مراهم حاوية للسيليمارين (Silymarin creams) حدَّ من الإصابة بسرطان الجلد بنسبة كبيرة. هذه الدراسة تم إجراؤها على الفئران في المختبر، أمّا بالنسبة للبشر فما زالت الأبحاث جارية.

أمَّا ما هو مؤكّد فهو أنَّ السيليمارين له أثرٌ قويٌّ مضادٌ للمؤكسدات (Powerful antioxidant)، وهو بهذا يحمي من الإصابة بأنواع مختلفة من السرطان عن طريق منع التأثيرات المخرِّبة للراديكالات الحرَّة (free radicals) على خلايا الجسم السليمة، وبالتالي منع تحوّل هذه الأخيرة إلى خلايا سرطانية، ومعلومٌ أنَّ هذه الراديكالات الحرَّة يزداد عددها في الجسم نتيجة التعرُّض الدائم والمستمر لعوامل معيّنة من قبيل التعرّض لأشعة الشمس الحادَّة وتلوّث الهواء والمحيط.

الأرضي شوكي: الدواء الربَّاني لمشاكل الكبد والمرارة

يُستفاد من ثمرة الأرضي شوكي أو من خلاصتها بكثرة في بعض الدول الأوروبية كدواءٍ فعَّال لعلاج بعض أمراض الكبد والمرارة ولذلك تفسيرات طبيةٌ مهمة. أوَّلاً، أنَّه يحتوي على السيليمارين (Silymarin)، المضاد القويّ للمؤكسدات (antioxidant)، لذلك فهو يحمي أعضاء الجسم الرئيسية، ومنها الكبد، من التأثيرات المخرِّبة للراديكالات الضارة.

ثانياً، يوصف الأرضي شوكي بكثرة من قِبل الأطباء الأوروبيين بشكلٍ خاص كمفرِّغٍ ممتاز للصفراء حيث يزيد من إفرازات الصفراء (choleretic effect) ويُسهِّل دفعها إلى خارج الجسم وذلك بسبب محتواه من السيناميك أسيد (cinnamic acid).

من هنا، فإنَّ الأرضي شوكي هو من أهمّ الأدوية وأفعلها في معالجة أمراض الكبد واحتقانها، وهو مفيدٌ بشكلٍ خاص في حالات قصور الكبد (كسل الكبد) والمشاكل الهضمية الناتجة عنه (dyspeptic problems). إلاَّ أنَّه ينبغي الامتناع عن تناوله أو الاستفادة من عصارته (Extract) في حال وجود انسدادٍ في المجاري الصفراوية (bile duct blockage) بسبب وجود حصى (gallstones) أو غيرها، حيث يعاني المريض من آلامٍ مُبرحة وهنا يجب استشارة الطبيب المختصّ.

الأرضي شوكي: المخفِّض للكوليسترول والحامي للقلب

في دراسةٍ أُجريت مؤخراً على الفئران، تبيّن أنَّ نسبة الكوليسترول انخفضت بشكلٍ ملحوظ بعد إعطاء هذه الفئران دواءً مُستخلصاً من الأرضي شوكي.

نفس هذا الأمر قد ينطبق بالفعل على الإنسان لأنَّ الأرضي شوكي يحتوي على عناصر عدَّة أثبتت التجارب أنَّها من أنفع وأنجع الأدوية التي تفيد في تخفيض نسبة الكوليسترول الضار (LDL) حمض كالسيناميك (cinnamic acid)، والإينولين (Inulin) المؤثّر أيضاً في تخفيض نسبة الدهون الثلاثية أو ما يُسمى بالتريغليسيريد (Triglyceride).

كما إنَّ الأرضي شوكي غنيٌّ أيضاً بالألياف، بل هو من أغنى المصادر الغذائية بهذه الألياف النافعة (fibers). ويحتوي الأرضي شوكي المتوسِّط الحجم على 6.5 غرامات من الألياف، و 4.3 غ من الألياف غير القابلة للذوبان (Insoluble fiber) و 2.2 غ من الألياف القابلة للذوبان (Soluble)؛ والسرّ يكمن في هذه الأخيرة أي الألياف القابلة للذوبان التي تتحوَّل في أثناء عبورها القناة الهضمية إلى مادةٍ هلامية لزجة (jelly) تحبس بداخلها ذرات الكوليسترول ولأنها – أي الألياف – غير قابلة للجذب فإنَّها تُدفع إلى خارج الجسم آخذةً الكوليسترول الضار في طريقها.

علاوةً على هذه العناصر الدوائية المهمَّة فإنَّ الأرضي شوكي هو من أغنى المصادر الغذائية بالأملاح الضرورية لصحَّة القلب والجهاز الدوراني كالمغنيزيوم والبوتاسيوم الذين لهما دورٌ أساس في حفظ عمل عضلة القلب. فالمغنيزيوم مثلاً يتدخّل في سلامة عملية انقباض عضلة القلب ويمنع ظهور أو نشوء أي انقباضات غير منتظمة (Arrythmia) أو خارجة عن السياق الطبيعي، وهي ظاهرة خطيرة جداً قد تؤدّي إلى الوفاة.

وثمرة الأرضي شوكي هي من أغنى المصادر بالمغنيزيوم (Magnesium) إذ تؤمِّن الحبّة الواحدة المتوسطة الحجم 72 ميليغراماً من المغنيزيوم أي ما يوازي 18٪ من حاجة الجسم اليومية لهذا العنصر الضروري (حاجة الجسم اليومية للمغنيزيوم = 320 ملغ للنساء و 420 ملغ للرجال).

ويُفضَّل طبعاً تناول ثمرة الأرضي شوكي كاملةً، أمَّا للذين لا يحبّون ذلك، فإنَّ قلوب الأرضي شوكي ما زالت مصدراً مهماً للمغنيزيوم إذ أنَّ نصف الكوب منها يؤمِّن للجسم 50 ميليغراماً تقريباً من المغنيزيوم، ما يوازي 13٪ من الحاجة اليومية. وهناك البوتاسيوم أيضاً، وهو المعروف بحامي القلب الأوَّل، وهو متوفّر في الأرضي شوكي بنسبة جيدة؛ وللمغنيزيوم والبوتاسيوم دورٌ كبيرٌ في حفظ ضغط الدم الشرياني في حدوده الطبيعية بل ولهما تأثيرٌ مهمٌّ أيضاً في خفض الضغط المرتفع إلى حدٍّ ما.

من هنا، فإنَّ الأرضي شوكي هو غذاءٌ ودواءٌ طبيعيٌّ يفيدُ في تقوية عضلة القلب ويحمي من الابتلاء بأمراض القلب الفتَّاكة وأهمُّها السكتة القلبية (MI) والسكتة الدماغية (stroke).

الأرضي شوكي: مصدرٌ مهم للفولات (Folate)

بعض الناس لا يُحبِّذ تناول الخضار الورقية والبعض الآخر قد يشعر بانزعاج أو آلام معوية مبرحة عند تناوله أنواع معيّنة من الخُضرة والمعروف أنَّها المصدر الأغنى بالفولات (Folic acid).

ولِمَن لا يَعرف فإنَّ الأرضي شوكي إضافةً إلى لذّة طعمه هو مصدرٌ غنيٌّ بالفولات الضروري للجسم ويُنصح دائماً بتناولها للصغار وللكبار، وكما هو معروف فإنَّ حامض الفوليك هو ضروريٌّ بشكلٍ خاص للنساء الحوامل أو لمن هم في سن الإنجاب للوقاية من إصابة الجنين بتشوّهات خَلْقية.

كيف تحصل على أفضل النتائج؟

● اغسل الأرضي شوكي جيداً

إن أوَّل وأهم خطوة في تحضير الأرضي شوكي هو غسل الثمار جيداً للتخلُّص من الرمل العالق بين أوراقها، ولا يكفي أبداً الغسل السريع على أساس أنَّها سوف تُسلَق لاحقاً

● أسهل طريقة للتحضير

قد يكون تحضير الأرضي شوكي من أصعب الأمور التي تعترض سيدة المنزل إلاَّ أنَّه باتباع بعض الإرشادات البسيطة تنقلب المسألة فتُصبح من أسهل الطرق.

يجب أولاً: قطع سيقان الأرضي شوكي حتى القاعدة تماماً لتسهيل عملية سلقها وتناولها فيما بعد.
ثانياً: إزالة الوريقات الخارجية بواسطة سكينٍ حادة ورميها جانباً.
ثالثاً: وضع ثمار الأرضي شوكي بالترتيب في وعاءٍ كبير، القاعدة إلى الأسفل، وسلقها في الماء بعد تغطية الوعاء لمدة 30-40 دقيقة.
بهذه الطريقة يكفي أن تصل المياه حتى نصفها أو أكثر قليلاً ولا يجب أبداً غمرها بالماء، كما يمكن أيضاً إنضاج الأرضي شوكي على البخار لنفس المدّة من الوقت.
ولفحص الثمرة إذا نضجت أم لا يكفي إزالة أو فصل واحدة من الأوراق الداخلية للأرضي شوكي، فإذا انفصلت بسهولة يعني ذلك أنَّ الثمرة قد نضجت وأنَّها جاهزة للأكل، وإلاَّ وجب سلقها لمدةٍ أطول.

● صنفٌ مميّزٌ على المائدة

يمكن دائماً الاستفادة من الأرضي شوكي كطبقٍ مرافق أو مقبِّلات على المائدة، ويُحبَّذ تقديمه مسلوقاً إلى جانب تتبيلة زيت الزيتون والحامض والثوم ليستلذّ الصغير والكبير بتغميس أوراقه بالصلصة اللذيذة وتناولها واحدةً تلو الأخرى، ومن ثمَّ تغميس قلب الأرضي شوكي وهو الجزء المفضّل، والذي يمكن أيضاً الاستفادة منه لصنع أنواع متعددة من السلطات واليخنات اللذيذة.

ويُنصح بالأرضي شوكي للمصابين بالإرهاق والتعب الدائم وذلك بسبب محتواه من العناصر الغذائية المنشِّطة كالمغنيزيوم والفسفور.
كما يوصف أيضاً للطلاب والمفكِّرين ولكلّ من يبذل جهداً فكرياً أو عضلياً.
ومن المفيد معرفة أنَّه يمكن الاستفادة من الأرضي شوكي المعلَّب (المعلبة) في غير موسمه، فهو يحتفظ بأغلب العناصر الغذائية النافعة، كما يمكن أيضاً حفظه منزلياً في عُلب مخصصةٍ للضغط (مرطبان الضغط) من دون أن يخسر الكثير من مميزاته.

معلومات طبية

505-news-logo

فوائد المكسرات و انواعها و كل حاجة عنها

$
0
0

انواع المكسرات جميعا و فوائدها علي الجسم والصحة

يخطئ العديد من الناس ولا يفرقون بين انواع الدهون فيعتقدون ان الدهون والزيوت خطيرة بشكل عام ،

ولكنه في الواقع هناك دهون جيدة وهي التي تحتوي على الأحماض الدهنية غير المشبعة او الاحادية ويأتي في مقدمة هذه الأغذية “المكسرات” .ورغم انها تحتوي على نسبة من الدهون الا انها تحتوي على دهون مفيدة تساهم في حماية القلب .

المكسرات ليست مجرد تسالي لبعض الوقت، ولا هي حشوات لذيذة للحلويات الشرقية الشهية .

فالمكسرات إذا تناولناها بصفة منتظمة، فإنها تصبح أغذية مفيدة مؤثرة في صحة الجسم.. كما أنها تصبح أفضل من الأدوية في علاج بعض الأمراض . لذلك سنقدم لكم أهم الفوائد الصحية لبعض المكسرات :

4611

الجوز( عين الجمل )

info9- مضاد للفطريات وطارد للديدان المعوية ومقوى للجهاز الهضمي وذلك بنقع أو غلي أوراق الجوز ثم تشرب او بعصر ثمار الجوز نصف الناضجة واستخراج عصيرها بتصفيتها بقطعة من الشاش ثم يمزج هذا العصير مع سكر النبات ويستخدم . - أكل ثمار الجوز يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب . – الجوز علاج فعال لداء الخنازير وما يصاحبه من بثور ونواسير في الجلد ورمد في العين وانتفاخ في العظام وذلك بعمل مستحلب من أوراق الجوز . – يستخدم الجوز كملين وليس له أي آثار جانبية بالنسبة للحامل أثناء فترة حملها وهو مفيد في جميع الأعمار وذلك بأن يغلى لحاء شجرة الجوز ويشرب منها حتى يتم الشفاء . – معالجة الآفات الجلدية المزمنة والمتقرحة بعمل مرهم من أوراق الجوز وذلك بهرس اوراق الجوز والأزهار بدون السيقان ثم توضع على نار هادئة ويمزج معها بعض الشحم . – الجوز يعالج السيلان الصديدي من الأذن باستعمال مستحلب الجوز .- يعمل على تقتيم لون الشعر ( زيادة غمقانه ) وذلك بنقع القشرة الخارجية للجوز فترة تكفي لقتامة الماء ويغسل بها الشعر ويستمر عليها إلى أن تصلي إلى الشكل المرغوب فيه وذلك لاحتواء هذه القشرة علي نسبة عالية من الأحماض والمعادن.

اللوز

- يغذي زيت اللوز الطبقات المختلفة من الجلد وينعم البشرة الجافة ، ويعالج كثير من أمراض الجلد وتشقق وجفاف اليدين والرجلين . – يعالج الحروق من الدرجة الأولى .- يستعمل حليب اللوز(لوز مسحوق، سكر، ماء)، لأمراض الصدر والسعال المزمن والربو.- حليب اللوز يعالج تهيج الجهاز الهضمي عبر ترسيب اللوز المسحوق فوق المناطق المهيجة، ويمنع احتكاك الطعام والفضلات بها.- يعالج اللوز أمراض المسالك البولية،حيث يفتت الحصى والرمل. يكافح التهابات الكلى.- يحتوي اللوز على المعادن خصوصاً( الفوسفور)، والزيوت الحمضية غير المشبعة التي تهدئ الأعصاب، وتنشط الدماغ ووظائفه، وتمنع أمراض النشاف والانسداد والجلطات (الفالج )، والرعاش الباركنسوني.info14- يعالج الامراض العصبية والاوجاع.- يمنع فقر الدم بواسطة فيتامينات b المركبة، والحديد والمعادن.- يحمص اللوز ويضاف الى القهوة، فيخفف نسبة الكافيين، ويمكن استعماله كبديل كلي للبن والقهوة.- هناك دراسة حديثة تشير الى زيت اللوز مانع لأمراض القلب.- زيت اللوز إذا استُعمل بدلاً من الدهون يخفض مستوى الكوليسترول بالدم، ويكون مفعوله أقوى من زيت الزيتون.- يمنع تشنج العضلات ويرخيها، ويستعمل في علاج الفقرات، حيث تدخل أنواع من اللوز في صناعة بعض الأدوية المستعملة في علاج تشنج العضلات مثل البرقة، وعلاج أمراض الفقرات.- يوصي بتناول اللوز للحامل وللمرضع، وللرياضيين، وكذلك لمرضى الأعصاب، والمصابيين بالوهن الجسماني والعقلي، ومرضى الجهاز البولي، والمعدة والأمعاء، والحصى، والسل، والناقهين، وللمصابين بصعوبة الإخراج، ومرضى السكر.- يفيد اللوز في تقوية المخ، والنخاع الشوكي، والجهاز العصبي، والنظر، كما يكافح الأرق، ويفتح مجاري البول. 

البندق

ثقف-نفسك-12- يعتبر البندق من المواد الغذائية الغنية ، لذلك ينصح بتناوله لمن يتمتع بجهاز هضمي سليم .- البندق صحي للأسنان واللثة ومنظم لعملية الأيض. ولأنه غني جداً بفيتامين E فإنه يلعب دوراً ضد الأكسدة،البندق غني بالألياف لذلك فهو سهل الذوبان في الماء ولذلك فهو يساعد على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم .- يحمي البندق من مشاكل القلب فهو غني بالأحماض الدهنية غير المشبعة (الأحادية) وهو غني بالمغنيزيوم.- البندق غني بالبروتينات لكنها بروتينات غير كاملة يجب أن يتم تناوله مع عناصر أخرى غنية بالبروتينات المكملة.- كان ينصح به لزيادة الوزن إلا أن الآية قد انعكست حيث ينصح به حالياً في الحميات البروتينية لإنقاص الوزن.- البندق غنى بالفيتامينات (أ . ب ) ويوصف للمصابينبالسكر والسل والصرع وإلتهاب المسالك البوليه- البندق يزيد من قدرات المخ . – يستخدم مغلي أزهار البندق لعلاج الترهل . يغلى 30 جراما من الأزهار في لتر من الماء . - مغلي ورق البندق، فهو أفضل مدر للبول، وكذلك لتنقية الدم.- إذا تم اكله بماء العسل فإنه ينفع في حالات السعال المزمن .*عيوبه – عمليه الهضم بطئية – يهيج حالات القئ – يولد غازات في المعدة . 

الفستق

ثقف-نفسك-44 يتركب الفستق من 7.93% ماء، 22.78% مواد بروتينية، 45.72% زيوت، 3.5% نشا، 2.99 ألياف. والفستق غني بفيتامين “ب. B”، وأملاح الفوسفور، والنحاس، والحديد، والكالسيوم.- يُستفاد من الفستق كغذاء لتقوية الأعصاب والدم، ويوصف للذين يقومون بأعمال ذهنية وعضلية . – يقلل الفستق من خطر الأصابة بأمراض القلب ويحمي الخلايا من التلف ويشد العصب . 

الكاجو

ثقف-نفسك-22- يعتبر الكاجو مفيد في بناء العضلات .- يساعد في الحفاظ على صحة اللثة و الأسنان .- يعمل الكاجو على خفض مستوى الكولسترول في الدم والحفاظ على صحة القلب والأوعية الدموية نتيجة إحتواءه على أحماض دهنية غير مشبعة .- يحتوى الكاجو على نسبة عالية من السعرات الحرارة التي تساعد في إنتاج الطاقة وزيادة مرونة الأوعية الدموية والعظام والمفاصل .- يحتوى على مواد غنية ضد الأكسدة والتي تساعد في الحماية من السرطانات .- يعمل الكاجو على دعم العظام والعضلات وتقويتها نتيجة إحتواءه على المغنسيوم والكالسيوم .- يساعد في تعزيز أنماط النوم العادية في النساء بعد انقطاع الطمث .- يحتوي على المعادن والفسفور والكثير من الألياف الغذائية وبالتالي فهم مفيد جدا للجسم ولايسبب السمنة ، لكن لابد من الأعتدال من أكله .- يعمل على تحسين أصباغ الجلد والشعر نتيجة إحتوائه على الحديد . 

الصنوبر

ثقف-نفسك-2- يستخدم الصنوبر في صناعة المراهم الخاصة بالتدليك ” يعالج الامراض عصبية ” . – مدر للبول ، يفتت الحصى ، يخرج الرمل . – يعالج امراض الكلى . - يعالج الصنوبر امراض الغشاء المخاطي و الصدر لذا فهو مقشع طارد للبلغم و يستعمل في حالات التهابات القصبات الهوائية . - يستعمل في صناعة اللاصق حيث تستخرج منه مادة الصمغ .- يستخدم في صنع بعض أنواع الصابون الصمغي وايضا يدخل في تصنيع بعض أنواع العطور بإستخدام خشب الصنوبر ، فهو يستعمل لإزالة رائحة العرق و لإزالة الترهل والاسترخاء بالاصافة الى كونه عطراً . – يستعمل الصنوبر في المعالجة بالاستنشاق و التدليك . - استعمال خارجي في معالجة الحساسية و الصدفية . - حب الصنوبر يستعمل في الطعام حيث يزين به بعض الأطباق الرئيسية بالاضافة الى فوائده الطبية ، فهو يحتوي على احماضاً دهنية غير مشبعة ، تستعمل حبوب الصنوبر في تنشيط الدورة الدموية في الدماغ ، يعالج الفالج و النشاف في الدماغ ، و مرض الرعاش الباركنسوني . - مفيد في معالجة امراض الكبد و الريقان ، ينشط الكبد . – فاتح للشهية . – يزيل الضعف و الارتخاء حين يؤخذ مع العسل . – خافض لمستوى السكر بالدم. 

الزبيب

ثقف-نفسك-11 – الزبيب أحد أنواع المكسرات التي تقوي المعدة و الكبد و الطحال ،- يفيد في حالات وجع الحلق و الصدر و الرئة و الكلى و المثانة .- يطبخ الزبيب بالماء و يحلى بالسكر يستعمل لتلطيف السعال و إخراج البلغم و تنظيف المجاري التنفسية في حالة الالتهاب- يساعد على إزالة السموم من الجسم ومقاومة المكيروبات والفيروسات .- يعلاج الروماتيزم .- يعالج أمراض الكبد والمرارة .- يعالج ضغط الدم المرتع والوقاية من امراض القلب .- علاج السعال الجاف.- تبيّن أن تناول الزبيب يساعد في تقليل دم الدورة الشهرية في حالة نزول الدم بغزارة .- يعتبر غذاءً صحياً مفيداً يؤمن الطاقة الضرورية للجسم لإحتوائه على أنواع عديدة من العناصر الغذائية.- ينصح بإعطائه للأشخاص الذين يعانون من التعب والإرهاق في معظم الحالات . كما أنه يعالج مشاكل عسر الهضم والإمساك غذاء معالج للجهاز العصبي واضطراباته.- من الضروري إضافة الزبيب إلى طعامنا اليومي ، عن طريق إدراجه في بعض الأطباق مثل : السلطات ، بعض الأجبان ، و الأرز ، وبعض أنواع الخبز و الحلوى. كما وننصح بتقديمه للأطفال كوجبة صغيرة مع بعض الفواكه الأخرى.

والأن ……. أخبرنا اي من هذه المكسرات تحبها وتفضل تناولها أكثير من غيرها ؟؟؟؟؟

المصدر ثقف نفسك

القلب Heart

$
0
0

يتكوّن جهازك القلبي الوعائي من القلب، وهو بنيةٌ عضلية بحجم قبضة اليد تقريباً، ومن شبكة من الأوعية الدموية بطول 60000 ميل؛ ويعدّ القلب نقطةً محورية لأنه يقوم بالوظائف الرئيسية لجهازك القلبي الوعائي، فهو يضخّ الدم إلى كافة نسج جسمك.

ويدعى العضل المسؤول عن ضخ الدم باسم العضل القلبي Myocardium؛ ومع أن العضل القلبي هو القوة الدافعة للدوران الدموي، غير أنه لا يقوم بوظيفته كمضخة للدم من دون مشاركة المكوِّنات الأخرى التي تشكل مع القلب جهازك القلبي الوعائي، وهذه المكوِّنات هي الصمامات Valves والأوعية التاجية (الإكليلية) Coronary Vessels وجهاز التوصيل الكهربائي Conduction System والشرايين والأوردة الموجودة في كامل جسمك، بالإضافة إلى التامور Pericardium (وهو الكيس المحيط بالقلب).

يتوضّع قلبك إلى الأيسر قليلاً من مركز صدرك؛ وتحميه عظمة القص (عظمة الصدر) Sternum في الأمام وعمودك الفقري في الخلف ورئتاك في الجانبين.

يبرز الجانب الأيمن من قلبك نحو مقدمة صدرك، بينما تبرز الجهة اليسرى نحو الخلف (الظهر)؛ ويزن القلب في البالغ نحو ثلاثة أرباع باوند (0،34 كيلوغرام).

ويحتوي قلبك على أربع حجرات: الأذينين Atria في الأعلى، وهما يتلقّيان الدم العائد من الأوردة؛ والبطينين Ventricles في الأسفل، وهما يضخّان الدم إلى شرايينك.

هناك ارتباطٌ وظيفي بشكل عروة شبيهة بالرقم 8 (بالانجليزية) بين جهتي القلب والشرايين والأوردة في الرئتين وبقية جسمك.

كيف يبدو القلب؟

يشبه قلبك المخروط، بحيث تكون قمته في الأسفل وقاعدته في الأعلى؛ وتمثل قمة القلب ذروة البطينين؛ ويتجه قلبك نحو الأسفل والأيسر من صدرك، ويضم الجزء العريض العلوي (القاعدة) لقلبك الأذينين الأيمن والأيسر ومنشأ الأوعية الدموية الكبيرة.

يحتوي قلبك على ثلاث طبقات من النسج: العضلة القلبية والنِّخاب والشّغاف. وتتصف العضلة القلبية بأنها الطبقة الثخينة الرئيسية لعضلة القلب، والتي تتكوّن من خلايا تدعى الخلايا العضلية بشكل رئيسي؛ ويتغطّى سطحها الخارجي بغشاء رقيق لمّاع يدعى النِّخاب (الطبقة الحشوية للتامور) Epicardium؛ كما يبطّن السطح الداخلي لحجرات قلبك الأربع (الأجواف) والصمامات والعضلات المتصلة بهذه الصمامات بغشاء أملس لمّاع آخر يدعى الشغاف Endocardium.

وظيفة الخلايا العضلية

تتكوّن عضلتك القلبية من خلايا عضلية مفردة تدعى خلايا عضلية تعمل معاً بهدف تقليص حجرات القلب (انقباضها) وإرخائها بشكل دقيق وبالتتالي الصحيح لكي يضمن ضخّ الدم إلى رئتيك وإلى بقية أنحاء جسمك.

ومع أنّ هذه الخلايا المجهرية هي وحدات فردية، لكنها تعمل معاً كفريق واحد لضخ الدم؛ وقد يكون هذا التناسق الملحوظ ناجماً عن طريقة اصطفاف هذه الخلايا وترتيبها وعن سهولة مرور الرسائل (الإشارات) الكهربائية بينها.

عندما ترتخي الألياف العضلية ضمن الخلايا، تزداد الخلايا طولاً وتؤدي إلى ارتخاء العضلة القلبية؛ ويقود ذلك إلى توسّع الحجرات التي تضخ الدم وتمدّدها؛ وينجم عن هذا التمدّد جريان الدم عائداً نحو هذه الحجرات. أما عندما تتقلّص الألياف، تتقاصر الخلايا؛ ويؤدي هذا التقاصر إلى تقلص عضلتك القلبية، فتصبح الحجرات القلبية التي تضخ الدم أصغر حجماً وتدفع الدم بعيداً عنها.

 

شكل قلبكَ بشكل المخروط، وتتجه ذروته (قمته) نحو الأسفل والأيسر.

 

كيف يقوم قلبك بضخ الدم؟

يعمل قلبك عن طريق عصر الدم خارج الحجرات (التقلّص)، ثم تتوسّع الحجرات للسماح بعودة الدم إليها (الارتخاء)؛ وتشبه هذه العملية عصر الماء في قارورة بلاستيكية طرية موجودة تحت الماء، ثم رفع الضغط عن القارورة بحيث يعود إليها الماء من جديد.

تؤدي هذه الدورة من التقلّص والارتخاء إلى جريان الدم بشكل «نابض Pulsatile»؛ ويمكنك الشعور بضربات قلبك بوضع يدك على صدرك غالباً. كما ينتقل نبض الجريانِ الدموي إلى أوعيتك الدموية، وبذلك يمكنك الشعور بنبضك في المواضع التي تكون فيها الشرايين قريبةً من سطح جسمك، مثل المعصم والرقبة والناحية الأربية.

 

يشبه فعلُ الضخ القلبي ما يحدث عندما يُعصَر الماءُ خارج قارورة بلاستيكية موضوعة تحت الماء؛ فعندما تعصر القارورة يتدفق الماءُ منها؛ وعندما ترفع الضغط عنها، تعود للامتلاء.

 

المضخة المضاعفة

يحتوي قلبك على مضختين متجاورتين، كل منهما تضم حجرة استقبال (الأذين) وحجرة ضخ (البطين)؛ وتعمل المضختان معاً بشكل دورة ذات مرحلتين؛ ففي البدء، يتقلَّص الأذينان ويملأن البطينين المرتخيين بالدم، ثم يفرِغ البطينان الدم خلال ارتخاء الأذينين وعودة امتلائهما.

يضخُّ «الجانب الأيمن من القلب» الدم عبر رئتيك، حيث يتلقَّى الدم الأكسجين ويتخلَّص من ثاني أكسيد الكربون؛ أما «الجانب الأيسر من القلب» فيتلقَّى الدم المؤكسج من الرئتين ويضخه إلى الجسم، حيث يعطي الأكسجين إلى الخلايا ويلتقط ثاني أكسيد الكربون كفضلات؛ وينبغي على الدم العائد من نسج جسمك نحو الجانب الأيمن من القلب أن يدور عبر الرئتين قبل أن يستطيع دخول حجرتي الجانب الأيسر من القلب.

يتلقى قلبكَ الدمَ من أوردتكَ، ويضخُّه إلى رئتيكَ؛ كما يتلقى الدمَ من رئتيكَ، ويضخُّه عبر شرايينكَ إلى كافة أنحاء جسمكَ.

 

يقوم الدم الدائر بعددٍ من وظائف النقل الأخرى، مثل توزيع المواد المغذية والهرمونات وحمْل الفضلات الأخرى إلى مواضع طرحها. ولا يمرّ الدم مباشرةً بين الجانبين الأيمن والأيسر في القلب السليم؛ حيث ينفصل الأذينان بجدار يدعى الحاجز الأذيني Atrial Septum؛ كما ينفصل البطينان بالحاجز البطيني.

ويكون مقدار الدم الذي يدخل الجانب الأيسر من القلب ويخرج منه هو نفس المقدار تماماً الذي يمر عبر الجانب الأيمن من القلب؛ وهكذا، فإن أية زيادة أو نقص في الجريان الدموي نحو الجانب الأيمن من القلب سوف يؤدي إلى تغيّر مماثل في كمية الدم التي يجري ضخها إلى جسمك من الجانب الأيسر من القلب؛ ورغم هذا التشابه، فإن هناك اختلافاً متعدّداً بين جانبي القلب الأيمن والأيسر لديك.

الجانب الأيمن من القلب

يعدّ الجانب الأيمن من قلبك مسؤولاً عن ضخّ الدم إلى رئتيك (الدوران الرئوي).

يعود الدم المستخدم في جسمك إلى الجهة اليمنى من قلبك عبر وريدين كبيرين: الوريد الأجوف العلوي Superior Vena Cava (من رأسك وذراعيك) والوريد الأجوف السفلي Inferior Vena Cava (من بطنك وساقيك)؛ وعند هذه النقطة، يكون لون دمك أحمر مزرقاً داكناً لأنه قد تخلّى عن الأكسجين لجسمك ونفد محتواه منه (غير مؤكسج)؛ ثم يقوم الجانب الأيمن من قلبك بضخّ هذا الدم غير المؤكسج إلى رئتيك، حيث يعطي ثاني أكسيد الكربون ويأخذ الأكسجين؛ ويدفع ثاني أكسيد الكربون في الهواء خلال تنفّسك.

يحتاج دفع الدم عبر الرئتين إلى ضغط منخفض؛ لذلك، يكون عضل الجانب الأيمن من القلب أقل عضليةً وقوةً من الجانب الأيسر؛ ويعدّ الأداء الفعّال للجانب الأيمن من قلبك هاماً وضرورياً لضمان الوظيفة المثلى لكامل جهازك القلبي الوعائي.

الجانب الأيسر من القلب

عندما يلتقط الهيموغلوبين (اليحمور) الموجود في كريات دمك الحمراء الأكسجين في رئتيك، يصبح دمك بلون أحمر قانٍ؛ ويسير هذا الدم الغني بالأكسجين من رئتيك إلى الجهة اليسرى من قلبك، والتي تكون مسؤولةً عن ضخ الدم الغني بالأكسجين إلى نسج جسمك وأعضائه.

وخلال دوران الدم في جسمك، يجري انتقال مواد أخرى غير الأكسجين وثاني أكسيد الكربون من موضع إلى آخر؛ حيث يحمل دمك الهرمونات من الغدد Glands إلى مواضع تأثيرها؛ كما تذهب الفضلات غير ثاني أكسيد الكربون إلى كليتيك وكبدك، حيث يمكن التخلّص منها أو تكسيرها. ويلتقف دمك المواد المغذّية من أمعائك ويحملها إلى كبدك وإلى مواضع أخرى من جسمك.

لا بدّ من ضغط مرتفع لدوران الدم عبر كامل الجسم أكبر من الضغط اللازم لدوران الدم عبر الرئتين؛ ولذلك، يكون البطين الأيسر أكثر عضليةً ويولّد ضغطاً أكبر من ضغط البطين الأيمن. وعندما تتحرّى ضغط دمك، فأنت تقيس الضغط في الأوعية الدموية لجسمك. وينبغي أن يكون للجانب الأيسر من قلبك ما يكفي من القوّة لدفع الدم نحو الأوعية تحت ضغط مرتفع؛ ولذلك فالجانب الأيسر من قلبك أقوى من الجانب الأيمن.

الأذينان

هما الحجرتان الصغيرتان اللتان تتلقيان الدم العائد من الجسم (الأذين الأيمن) أو من الرئتين (الأذين الأيسر)؛ ورغم تقلّص الأذينين، إلا أن هذا التقلّص ضعيف نسبياً ويفيد بشكل رئيسي في دفع الدم نحو البطينين.

يستطيع قلبك ضخ دمٍ كافٍ إلى جسمك، حتى وإن لم يتقلّص الأذينان مطلقاً؛ لكن ضربات الأذينين تساهم في الكفاءة الإجمالية لقلبك وتسمح له بضخ المزيد من الدم بجهد أقل؛ وتكون هذه الكفاءة الإضافية هامةً عند تعرّض البطينين للضرر المرضي بشكل خاص.

يكون كلّ أذين بحجم كرة الغولف تقريباً أو أكبر بقليل؛ وتقل ثخانة جدران الأذين الأيمن عن 8/1 إنش (نحو 0،3 سم)؛ أما جدران الأذين الأيسر فهي أكثر ثخانةً وقوةً، لكن حجمه مماثل تقريباً.

البطينان

هما الحجرتان الرئيسيتان اللتان تضخّان الدم في قلبك، حيث يدفعان الدم إلى رئتيك وجسمك؛ فبطينك الأيمن يرسل الدم إلى رئتيك، بينما يرسله بطينك الأيسر إلى جسمك.

يحتفظ كل بطين بنحو 8/1 كوب من الدم بعد تقلّص قلبك وبنحو نصف كوب بعد عودة امتلائه من جديد.

تكون ثخانة جدران بطينك الأيمن 4/1 إنش (0،6 سنتيمتر)؛ بينما تزيد ثخانة بطينك الأيسر ثلاث مرات على ذلك. ويعدّ البطين الأيسر أقوى حجرة في قلبك على الإطلاق، حيث يجب عليه أن يولدّ ما يكفي من الضغط لدفع الدم إلى كل منطقة من جسمك.

الدورة القلبية

تدعى الفترة الممتدة من بداية الضربة القلبية إلى بداية الضربة القلبية اللاحقة باسم الدورة القلبية Cardiac Cycle؛ وتتألّف هذه الدورة من فترة تقلّص (الانقباض) تتبعها فترة ارتخاء (الانبساط).

يضخّ الدم خارج قلبك خلال الانقباض؛ في حين يرتخي قلبك خلال الانبساط ويمتلئ من جديد؛ أي أن قلبك يضخّ (يعصر) خلال الانقباض، ويرتخي (يتوسّع) خلال الانبساط.

وينبغي على قلبك أن يرتخي بشكل كامل قبل أن يصبح قادراً على الضخ ثانيةً؛ وهذا ما يسمح له بعودة الامتلاء بالدم. وإذا كانت سرعة القلب 70 ضربة / الدقيقة، تدوم الدورة القلبية نحو 8/10 ثانية.

إذا كنت بالغاً صحيح الجسم وفي حالة راحة، يضرب قلبك بمعدّل 60 مرة في الدقيقة، أي أكثر من 86000 مرة في اليوم، أي أكثر من بليونيْ مرة في متوسط العمر المتوقّع. ويضخّ الدم 3 أونصات (90 سم 3) من الدم في كل ضربة، ويعادل ذلك 5،5 كوارت (1،375 غالون) في الدقيقة وأكثر من 2000 غالون في اليوم؛ فإذا علمت أن بركة سباحة بقطر 18 قدماً (5،4 متر) تتسع لنحو 6500 غالون ، يمكنك أن تتخيّل أن قلبك يملأ هذه البركة في أقل من 3 أيام؛ ويمكن أن يضخّ قلبك، خلال الجهد الشاق، 4 إلى 7 أضعاف كمية الدم التي يضخها خلال الراحة.

عمل القلب

مهما كانت قوة التقلّص، لا يستطيع قلبك ضخّ كامل الدم خارج البطينين مع كل ضربة؛ ويطلق الأطباء على الجزء الذي يضخ من الدم خارج البطين المملوء اسم «الجزء المقذوف Ejection Fraction».

يبلغ الجزء المقذوف السوي٪ 50 أو أكثر؛ أي أن نحو نصف الدم الموجود في البطين يضخ على الأقل مع كل ضربة. ويعدّ الجزء المقذوف مؤشّراً جيداً على الوظيفة الإجمالية لقلبك. ويمكن أن يزداد الجزء المقذوف من القلب في الشخص السليم بنحو٪ 5 مع الجهد؛ كما قد ينقص حتى٪ 20 إلى٪ 30 أو أقل إذا لم يكن البطينان يقومان بوظيفتهما على نحو سوي.

 

يرتخي قلبكَ خلال الانبساط (الرسم الأيسر) ويتمدَّد، مما يسمح بدخول الدم في حجرتي الضخ (البطينين) من الحجرتين العلويتين المملوءتين (الأذينين)؛ وخلال الانقباض (الرسم الأيمن)، يتقلَّص البطينان القويان، فيُضخ الدمُ خارجهما، حيث يُرسَل الدمُ من البطين الأيمن إلى رئتيكَ، ويُرسَل الدمُ من البطين الأيسر إلى بقية أنحاء جسمكَ

 

يوضحُ العصرُ المتكرِّر للسائل من قارورة (الرسم الأيسر) عملَ البطينين في قلبكَ؛ ويُدعى مقدارُ السائل (الدم) المدفوع نحو الكوب (الشريان) «حجمَ الضربة» (90 ميليلتراً – فوق)؛ أما نسبةُ السائل المعصور (المدفوع) فتُدعى «الجزءَ المقذوف »(٪ 60)؛ فإذا عُصرت القارورةُ (الزجاجة) (أو دقَّ القلبُ) 60 مرة في الدقيقة، يكون الحجم الكلي للسائل المقذوف في دقيقة واحدة هو 5400 مل (5.4 ل أو نحو 1 كوارت – ربع غالون)؛ ويُدعى هذا المقدارُ «نتاج القلب»

 

يدعى المقدار الفعلي من الدم الذي يضخّ من البطين الأيسر مع كل تقلّص «حجم الضربة Stroke Volume »؛ ويحدّد حجم الضربة وعدد ضربات القلب في الدقيقة (سرعة القلب Heart Rate) نتاج قلبك؛ فنتاج القلب CardiacOutput هو كمية الدم التي يضخها قلبك عبر جهازك الدوراني في كل دقيقة .

يتمتّع قلبك بآلية أتوماتيكية (ذاتية) للمحافظة على ضخ الكمية نفسها من الدم التي يتلقّاها؛ فعندما يدخل من الدم أكثر مما يخرج من قلبك، يمكن أن يتمدّد العضل القلبي؛ وكلما تمدّد العضل القلبي أكثر، زادت قوة التقلّص وزادت كمية ما يضخ من الدم مع كل ضربة. والآن، تخيّلْ ماذا يحدث إذا لم توجد آلية التعديل البسيطة هذه (ولكنها هامة جدًّا وحيوية)؛ فإذا تلقى قلبك كمية ضئيلة من الدم زيادةً على ما يضخه مع كل ضربة، عندها سيكبر بالتدريج إلى أن يصبح عاجزاً عن العمل.

كما يستطيع قلبك زيادة كمية الدم التي يضخها بتسريع معدل الضربات في الدقيقة، ولكن ضمن حدود؛ فعندما يضرب القلب (ينبض) بسرعة كبيرة، تنقص قوة العضل القلبي وتصبح فترة الانبساط (عندما يرتخي القلب ويمتلئ بالدم من جديد) قصيرةً جدًّا بحيث لا تكفي لامتلاء الحجرات بشكل كافٍ.

رغم أن فعل الضخ في قلبك يبدو بسيطاً، غير أن الآليات التي تقوم على إنجاز الضخ معقّدةٌ ورائعة. وتصف المقاطع اللاحقة من هذا الباب كيفية عمل الصمامات والأوعية الإكليلية وجهاز التوصيل والتامور ومساهمتها جميعاً في عملية ضخ الدم من القلب.

كم يستطيع القلب أن يضخّ من الدم؟

• الكمية السوية في الدقيقة = نحو ربع غالون (6-5 ل).
• من دون تقلّص الأذينين = 4 إلى 6 ل.
• القلب الضعيف مع تقلّص الأذينين = 3،5 ل.
• القلب الضعيف من دون تقلّص الأذينين = 2،5 ل.
* أخذت المقاييس في وضع الراحة

القلب

إن القلب Heart مضخة عضلية Muscular Pump بحجم قبضة اليد، يتوضّع إلى الأيسر من وسط الصدر بين الرئتين، وتتجه ذروته السفلية (قمته Apex) نحو الأيسر.

 

يضخّ القلب الدم نحو الشرايين؛ وتشتمل الشرايين الرئيسية التي تنشأ من القلب على الشريان الأبهر Aorta والشرايين الرئوية Pulmonary Arteries. وتتفرّع الشرايين الإكليلية (التاجية) Coronary Arteries التي تمدّ العضلة القلبية نفسها بالدم المغذّي من الأبهر مباشرة.
تعود الأوردة Veins بالدم إلى القلب. إن الأوردة الكبيرة التي تدخل القلب هي الوريد الأجوف العلوي Superior Vena Cava والوريد الأجوف السفلي والأوردة الرئوية.
تظهر الأوعية التي تحمل الدم الغني بالأكسجين باللون الأحمر، في حين تظهر الأوعية التي تحتوي على دم بمستويات أكسجين منخفضة باللون الأزرق.

 

يتكوّن قلبك من أربع حجرات Chambers؛ الأذينان Atria في الأعلى، وهما يتلقّيان الدم العائد من الأوردة؛ والبطينان Ventricles في الأسفل، وهما يضخّان الدم إلى الشرايين. وتسمح الصمامات Valves للدم بالحركة باتجاه واحد؛ فالصمام التاجي (المترالي) Mitral في الجهة اليسرى والصمام ثلاثي الشرفات Tricuspid في الجهة اليمنى يتحكّمان بجريان الدم من الأذينين إلى البطينين، كما يتحكّم الصمام الأبهري (الواقع بين البطين الأيسر والأبهر) والصمام الرئوي (الواقع بين البطين الأيمن والشريان الرئوي) بخروج الدم من البطينين.

 

الدوران

يحمل الدم الدائر الأكسجين والمواد المغذّية Nutrients إلى أعضاء جسمك، كما يحمل ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى بعيداً عن الأعضاء إلى أماكن إفراغها وطرحها.

 

ويشبه جهاز الدوران في أبسط أشكاله الرقم 8 بالانجليزية؛ فالعروة الأولى تمثّل الدوران إلى الرئتين، حيث يضخّ الدم عبر الشرايين الرئوية، ويجري تبادل ثاني أكسيد الكربون مع الأكسجين في الشعيرات (الأوعية الشعرية)، ثم يعود الدم إلى قلبك عبر الأوردة الرئوية. وأما العروة الثانية فهي الدوران في جسمك، حيث يضخّ الدم عبر الشرايين، ويجري تبادل الأكسجين والمواد المغذية مع ثاني أكسيد الكربون والفضلات في الشعيرات، ويعود الدم إلى قلبك عبر أوردتك الجهازية.

يتصف نظام الدورة الدموية Circulatory System بأنه شديد التعقيد؛ فالشرايين تتفرّع باستمرار ناقلةً الدم إلى كافة الخلايا في كل عضو؛ أما الأوردة فتتلاقى معاً قادمةً بالدم إلى قلبك من كل عضو؛ ويكون قلبك هو المحطة المركزية: فحجرتا الجهة اليمنى تتلقيان الدم من جسمك وتضخّانه إلى الشرايين الرئوية؛ بينما تتلقى حجرتا الجهة اليسرى الدم من رئتيك وتضخانه إلى الأبهر والشرايين الجهازية Systemic Arteries.

ونعرض هنا لرحلة خلية دموية نمطية عبر جهازك الدوراني: فهي تدفع أو تضخّ خارج البطين الأيسر نحو الأبهر، حيث تسير في فروع أصغر فأصغر إلى أن تمرّ عبر وعاء شعري Capillary في صف مفرد مع خلايا دموية أخرى؛ ثمّ تدخل وريداً Venula دقيقاً يتلاقى مع وريدات أخرى مثل روافد النهر، فتشكّل هذه الوريدات معاً أوردةً أكبر حجماً إلى أن تعبر الخلية الدموية في نهاية المطاف الوريد الأجوف (العلوي إذا كانت عائدةً من رأسك أو ذراعيك، والسفلي إذا كانت عائدةً من بطنك أو ساقيك) متجهةً نحو الأذين الأيمن؛ ثم تسير نحو البطين الأيمن ، والذي يضخّها نحو الشريان الرئوي. وبعد أن تذهب عبر وعاء شعري في الرئتين، تدخل الوريد الرئوي وتحمل إلى الأذين الأيسر، ثم تعود إلى نقطة بدايتها في البطين الأيسر.

 

الشعيرات

تتفرّع الشرايين إلى أن تصبح شعيرات دموية Capillaries دقيقة جدًّا بحيث لا تعبرها سوى خلية دموية واحدة في الوقت نفسه، وبحيث يوجد منها الكثير إلى درجة وجود شعيرة دموية قرب كل خلية من جسمك. وتكون جدران الشعيرات دقيقةً جدًّا بحيث تمر منها المواد المغذية والفضلات والغازات بحرية بين الدم داخل الشعيرات والخلايا المجاورة. ويمرّ الأكسجين في نسج جسمك، مثل جلدك أو عضلات الأصابع، من دمك إلى الخلايا، ويخرج ثاني أكسيد الكربون والفضلات الأخرى نحو دمك.

 

وفي رئتيك، يتحرّر ثاني أكسيد الكربون من الدم في الشعيرات إلى الأسناخ (الحويصلات الرئوية) Alveoli المجاورة، ويتحرّك الأكسجين من الهواء في الأسناخ إلى الدم؛ ويجري هذا الدم المؤكسج (المرتبط بالأكسجين) من الشعيرات إلى الأوردة الرئوية ثم إلى حجرتي الجهة اليسرى من القلب؛ ثم ما يلبث أن يضخّ نحو الشرايين إلى شعيرات جسمك؛ وتكرّر هذه الدورة نفسها ما بقيت على قيد الحياة.

 

العضلة القلبية

عضلتك القلبية هي مضخةٌ عضلية تدفع الدم بعصره خارج البطينين القويين نحو شرايينك؛ ويحتوي الجدار العضلي لقلبك على ثلاث طبقات: بطانة داخلية رقيقة (الشغاف Endocardium) وكتلة من العضل العامل (العضلة القلبية نفسها Myocardium) وسطح خارجي (النخاب Epicardium).

 

ينجم فعل العصر في قلبك عن التقاصر المتناسق للألياف العضلية التي تكوّن جدران قلبك؛ فعندما تقصر العضلات (أي تتقلّص)، يصبح البطينان أصغر حجماً، ويدفعان الدم للخارج؛ وتضمن الصمامات خروج الدم في الاتجاه الصحيح؛ ويدعى هذا الطور من الفعل أو العمل القلبي باسم انقباض القلب Systole. وبعد التقلّص، يسترخي عضلك القلبي، وتتطاول الألياف العضلية، فيصبح البطينان أكبر حجماً، ويجري الدم نحوهما من الأذينين؛ ويدعى هذا الطور بـ انبساط القلب Diastole

 

كيف تعمل الصمامات

تحافظ الصمامات على جريان الدم عبر قلبك باتجاه واحد؛ فعندما يسترخي البطينان (الانبساط)، ينقص الضغط فيهما، وينفتح الصمامان التاجي وثلاثي الشرف، مما يسمح بجريان الدم من الأذينين إلى البطينين؛ ويكون الصمامان الأبهري والرئوي مغلقين، مما يمنع عودة الدم الذي جرى ضخّه في الضربة القلبية السابقة؛ وخلال التقلّص (الانقباض)، يدفع الضغط الصمامين الأبهري والرئوي ويؤدي إلى انفتاحهما، بينما يغلق الصمامان التاجي وثلاثي الشرف للحيلولة دون عودة الدم.

 

الشرايين الإكليلية

تنشأ الشرايين الإكليلية من الأبهر، وتمتدّ على طول سطح قلبك؛ كما تمتدّ الفروع ضمن جدار قلبك لتزويد الخلايا بالأكسجين والتغذية؛ ويعود الدم إلى قلبك عبر الأوردة الإكليلية.

 

تعطي الصورة الشريانية Arteriogram صورةً للشرايين الإكليلية من خلال إظهار جريان صبغة ظليلة التباين صبغ ضمن الشرايين؛ وتبدو هذه الشرايين ملساء واسعة الفتحة في هذه الصورة الشريانية السوية.

التامور

التامور Pericardium هو كيس رقيق يحيط بقلبك؛ ويتكوّن من طبقتين داخلية وخارجية؛ ويمتلئ الحيز بين القلب والتامور بكمية صغيرة من السائل في الحالة السوية.
تؤدي بعض الأمراض إلى زيادة السائل في الكيس التاموري (انصباب التامور Pericardial Effusion)؛ فإذا تراكم مقدارٌ كبير من السائل، يمكن أن يضغط على جدران قلبك، مما ينقص قدرته على التمدّد وتلقّي الدم خلال الانبساط؛ وقد تؤدي هذه الحالة التي تدعى الاندحاس القلبي Cardiac Tamponade إلى الحدّ من وظيفة الضخ الفعّال لقلبك؛ مما قد يستدعي نزح (سحب) السائل بإبرة تدخل برفق عبر جدار الصدر (بزل التامور Pericardiocentesis).
التهاب التامور Pericarditis هو حالةٌ يمكن أن تؤدي إلى ألم صدري؛ وقد يؤدي بعض أنماط التهاب التامور إلى تثخّن التامور وتيبّسه مع الوقت، مما يطوّق القلب ضمن حاوية قاسية؛ ويدعى ذلك التهاب التامور الصّارّ أو المضيّق Constrictive Pericarditis الذي قد يقود أيضاً إلى نقص الوظيفة القلبية، مما يمكن أن يستدعي الاستئصال الجراحي للتامور.

يشكّل التامور السوي غلافاً رقيقاً حول القلب.

 

معلومات طبية

505-news-logo

العلاج الطبيعي والمكملات الغذائية لأمراض القلب

$
0
0

في السنوات الأخيرة، بدأ البحث العلمي في النظر بعمق أكبر في الأسباب المؤدية إلى المرض القلبي. في الماضي كان الكولستيرول هو محط الاهتمام الأول، والمتهم الأساسي في إحداث المرض القلبي الوعائي، وكان أي أمل في الوقاية أو العلاج ينصب على مهاجمته ومحاولة تخفيض مستواه. لكننا نعلم اليوم أن ارتفاع مستوى الكولستيرول ما هو إلا عامل خطورة من بين عوامل كثيرة أخرى. فمثلاً يعتبر الآن أن الالتهاب المزمن في جدران الأوعية الدموية سبب أكثر خطورة في إحداث تصلب الشرايين، وبالتالي تطور حدوث المرض القلبي.

فيما يلي سنحاول إلقاء الضوء على عوامل خطورة جديدة للمرض القلبي. وسنقترح أن تطلب من طبيبك أن يأمر بإجراء تلك الفحوص، من أجل معرفة ما إذا كان لديك أي من عوامل الخطورة للمرض القلبي. وإذا ما وجد أي خلل في توازن واحد أو أكثر من تلك العوامل، فعليك بمساعدة طبيبك في العمل على إعادة التوازن، والإقلال ما أمكن من تلك العوامل. وبشكل عام يمكن عمل ذلك ببعض التعديلات على نظام طعامك، وبعض سلوكيات حياتك. أخيراً قد تحتاج إلى بعض المكملات الغذائية. فيما يلي ملخص عن عوامل الخطورة، والطرق الطبيعية التي تثبت نجاحها في المعالجة.

البروتين المتفاعل C (CRP) C-Reactive Protein

في مارس (آذار) سنة 2000، أعلن الباحثون في جامعة هارفارد أن مستوى (CRP) في الدم يعتبر واحداً من أهم العوامل التي تنبئ بالمرض القلبي، والنوبات القلبية المحتملة، وأيضاً السكتة الدماغية. وفي الحقيقة، وجدت الدراسات التي أجريت في سنة 2002، ونشرت في مجلة New England Journal of Medicine، وتمت على (28000) امرأة أمريكية بصحة جيدة، وجدت هذه الدراسة أن مستوى البروتين المتفاعل CRP C عامل تنبؤ قوي بالأحداث التي قد تصيب الجهاز القلبي الوعائي أفضل من مستوى الكولستيرول (LDL).

يعتبر (CRP) مؤشراً كيميائياً يعبر عن مقدار الحدثيات الالتهابية التي تجري في الجسم والأوعية الدموية. ارتفاع مستويات (CRP) ينتج عنها استجابة في الجهاز المناعي، وهي يمكن أن تؤدي إلى تخريب في جدران الشرايين. يترسب الكولستيرول ومواد دهنية أخرى على البطانة المتأذية للشرايين، مؤدية إلى تصلبها وتضيقها وإعاقة جريان الدم.

من المعروف أن البروتين المتفاعل CRP C يرتفع نتيجة تسلل خمج مثل الكلاميديا أو فيروس أبشيتين – بار. كما يرتفع (CRP) نتيجة المفعول الضار للتدخين، وكذلك لأسباب أخرى مثل ارتفاع مستويات سكر الدم، وارتفاع ضغط الدم، وبعض الأغذية المضرة.

العلاج الطبيعي

• تناول طعاماً غنياً بالحموض الدهنية الأساسية التي تتوفر في بذر الكتان، والجوز، وأسماك المياه الباردة مثل السلمون. يوصى أيضاً باستهلاك كمية وفيرة من الخضروات.

• حاول تجنب الطعام الغني بالسكريات والكربوهيدرات مثل خبز القمح، والفطائر، والمعجنات الحلوة، والمنتجات السكرية البسيطة

• يجب تجنب الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة، مثل منتجات الألبان ودهن الحيوان.

المكملات الغذائية

• فيتامين (هـ): 400-800 وحدة دولية
• زيت السمك: 5000 مغ يومياً
• حمض GLA جاما لينوليك: 200-500 مغ / ثلاث مرات يومياً
• Bromelain بروميلان: 500 مغ / ثلاث مرات يومياً بين الوجبات

البروتين الشحمي (a)

يُرمَزْ له اختصاراً Lpa. هذا واسم أكثر نوعية من الكولستيرول الذي يزيد من احتمالات حدوث الجلطات الدموية، وتكوين اللويحات. هذا الواسم له دلالة وراثية قوية، ولا يبدو أن له علاقة هامة بالطعام أو بنمط الحياة مثل كثير من عوامل الخطورة الأخرى.

العلاج الطبيعي

• استهلك غذاءً فقيراً بالسكريات البسيطة.
• حاول أن تأكل كمية وفيرة من الخضروات، وأسماك المياه الباردة.

المكملات الغذائية

•    نياسين (الذي لا يحدث التوهج): 3000 مغ يومياً
•    العامل كيو: 100-200 مغ يومياً
•    بوليكوزانول: 20 مغ يومياً
•    زيت السمك: 5000 مغ يومياً

الهوموسيستين Homocysteine

البحث العلمي صريح بالنسبة لهذا العامل، فهؤلاء الذين لديهم مستويات مرتفعة منه لديهم خطورة أعلى للمرض القلبي. الهوموسيستيين عبارة عن أحد نواتج استقلاب البروتينات. لأسباب وراثية، بعض الناس لديهم استعداد لتراكم هذه المادة السامة. ومن الأسباب الأخرى المؤدية إلى تراكم خطير في هذه المادة نقص فيتامين ب المركب. بجانب ذلك، يعرف أن نقص نشاط الدرق يؤدي إلى ارتفاع مستوى الهوموسيستيين في الدم.

المعالجة الطبيعية

• قلل من استهلاك البروتينات الحيوانية، وحاول أن تكثر من البروتينات النباتية في الخضروات، والبقول، والصويا.
• استهلك كمية وفيرة من الفواكه، والخضروات كمصدر هام لفيتامينات ب المركب الهامة في استقلاب الهوموسيستيين.

المكملات الغذائية

•    فيتامين ب 12: 800-2000 ميكروغرام يومياً
•    حمض الفوليك: 1-10 مغ يومياً
•    فيتامين ب 6: 20-100 مغ يومياً
•    TMG ثلاثي مثيل جليسين: 500-1000 مغ يومياً
•    SAMe  إس- أدينوزيل ميثيونين: 400 مغ يومياً

الفيبرينوجين (مولد الفيبرين) Fibrinogen

الفيبرينوجين بروتين هام يساهم في عملية تخثر الدم. ولكن المستويات المرتفعة من هذا البروتين تجعل الإنسان أكثر استعداداً لتكوين جلطات دموية. هناك نزعة لارتفاع مستوى الفيبرنيوجين لدى المدخنين، والبدينين، ومرضى الداء السكري.

المعالجات الطبيعية

• محاولة تجنب الكربوهيدات البسيطة.
• حاول استهلاك البروتينات الغنية، ووفرة من الخضروات. تناول كمية من أسماك المياه الباردة، لأنها تحتوي على مركبات تساعد على تمييع الدم.

المكملات الغذائية

•    زيت السمك: 5000-7000 مغ يومياً
•    فيتامين (هـ): 400-800 وحدة دولية يومياً
•    Bromelain بروميلان : 500 مغ / ثلاث مرات يومياً بين الوجبات
•    الثوم: 600 مغ يومياً

الحديد

المستويات المرتفعة من الحديد في الجسم تزيد من تكون الجذور الحرة المضرة، وهذه بدورها تزيد من احتمالات الاستجابة الالتهابية في الأوعية الدموية، وكذلك تزيد من احتمالات أكسدة الكوليسترول. من المفيد أن تفحص مستوى الحديد في الدم بين الحين والآخر.

العلاج الطبيعي

إذا كانت مستويات الحديد مرتفعة، عندها قد يطلب منك الطبيب التبرع بالدم، فهذا كفيل بأن يعيد المستوى إلى طبيعته.

المكملات الغذائية

حاول تجنب المكملات التي تحتوي على الحديد.

الجلوكوز والانسولين

ارتفاع مستويات السكر (الجلوكوز) وما يرافقه من ارتفاع الإنسولين يزيد من تكوين الجذور الحرة، ويزيد من الحدثيات الالتهابية في الأوعية الدموية. لا يقتصر الأمر فقط على مرضى السكري، ولكن المرضى الذين لديهم ما يعرف بعدم تحمل الإنسولين (مقاومة لمفعول الانسولين)، يحدث لديهم أيضاً ارتفاع مستوى سكر الدم وكذلك الإنسولين، بمعنى آخر لا تستجيب الخلايا بشكل طبيعي لمفعول الأنسولين، وبالتالي لا ينتقل السكر بشكل سوي داخل الخلايا.

العلاجات الطبيعية

يجب أن يوضع الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في مستوى سكر الدم على طعام لعلاج مقاومة الإنسولين Insulin resistant diet، ويعرف أيضاً (طعام متلازمة X Syndrome X diet). وهو طعام فقير في المواد السكرية، وبه وفرة من البروتينات ذات القيمة الغذائية العالية مثل الأسماك، والبقول، والصويا، ولحم الدجاج. ووفرة من الخضروات.

المكملات الغذائية

•    عنصر الكروم: 400-1000 ميكروغرام يومياً
•    عنصر الفناديوم: 100 مغ يومياً
•    فيتامين ب المركب: 100 مغ يومياً
•    مغنزيوم: 500 مغ يومياً
•    جيمنيما سيلفستر 25%: 600 مغ يومياً

ارتفاع ضغط الدم

بجانب كل عوامل الخطورة، فإن ارتفاع ضغط الدم يعتبر من أكبر العوامل المساهمة في المرض القلبي. إن ارتفاع الضغط داخل الشرايين يساهم في التسبب بالالتهاب وأذية الجدران. وإذا لم يعالج ارتفاع الضغط واستمر لفترات طويلة، يمكن أن يؤدي إلى أذية وتخريب في العضلة القلبية.

العلاجات الطبيعية

• حاول أن تستهلك غذاءً غنياً بالمعادن مثل البوتاسيوم، والمغنزيوم، والكلسيوم. وهذه العناصر موجودة في الفواكه الطازجة، والخضروات، وعصير الفواكه.
• زيادة الوزن والبدانة تؤهب لارتفاع الضغط، كما أن هؤلاء الناس قد يكون لديهم مقاومة لمفعول الإنسولين. فيجب عليهم الإقلال من استهلاك الكربوهيدرات
• كمية المياه المتناولة مهمة، فنقص المياه، والدرجات الخفيفة من التجفاف يمكن أن تساهم في ارتفاع ضغط الدم.
• حاول أن تمارس الرياضة بشكل منتظم، وحاول أن تقلل من الشدة النفسية والبدنية.

المكملات الغذائية

•    مساعد الانزيم كيو 10: 100-200 مغ يومياً
•    مغنزيوم: 500 مغ يومياً
•    كلسيوم: 1000 مغ يومياً
•    الزعرور البري: 900 مغ يومياً
•    بوتاسيوم: 200-300 مغ يومياً

الأخماج (الالتهابات) المزمنة

الأخماج المعتدلة والمزمنة التي تصيب الجسم يمكن أن يكون لها علاقة كعامل خطورة لحدوث المرض القلبي، والخمائر يمكن أن تؤدي إلى التهابات في الأوعية الدموية. مازالت الأبحاث حول هذا الموضوع في بداياتها، ولكن مع استمرارها ربما تتضح العلاقة أكثر بينها.

العلاجات الطبيعية

•    زيت الدريجانو Dregano oil: 500 مغ ثلاث مرات يومياً
•    القنفذية (نبات) Echinacea: 500 مغ ثلاث مرات يومياً
•    ثوم: 900-600 مغ يومياً

الخلاصة

يبقى المرض القلبي، حتى يومنا هذا، القاتل رقم واحد. ومع تقدم معدلات الشيخوخة، من المتوقع أن تزداد أعداد الناس الذين سيصابون بأمراض الجهاز القلبي الوعائي. ورغم ذلك تبقى الحقيقة أن المرض القلبي حالة يمكن الوقاية منها، وإذا حدثت يمكن علاجها، وذلك بمجرد اتباع نظم غذائية صحيحة، وتعديل نمط الحياة، بجانب المعالجة الصحيحة ببعض المكملات الغذائية الضرورية.

لقد ظهر جلياً أن مستوى الكولستيرول في الدم ما هو إلا جزء من الصورة الكاملة، إذا ما أخذنا بالاعتبار، باقي عوامل الخطورة بالنسبة لأمراض الجهاز القلبي الوعائي. إن آخر ما توصلت إليه الأبحاث يبين أن الالتهاب المزمن في الأوعية الدموية هو أخطر تهديد للجهاز القلبي الوعائي. وقد تبين أن الواسم المسمى البروتين المتفاعل C-CRP، هو أفضل مؤشر للدلالة على مدى الخطورة لحدوث المرض القلبي الوعائي. بجانب ذلك، توجد واسمات أخرى، وغالبيتها ذات منشأ وراثي، تدلل هي الأخرى على المرض القلبي. لقد تبين أن الهوموسيستيين، والبروتين الشحمي (a)، والفيبرينوجين، وعوامل أخرى كل واحد على حدة، يمثل عامل خطورة ربما يفوق في أهميته مستوى الكولستيرول في الدم. قد يحتاج الأمر، من أجل ذلك، قياس مستوى هذه العوامل الجديدة إذا أردت فعلاً أن تتجنب أو توقف الآثار المدمرة لهذه العوامل على الجهاز القلبي الوعائي. ربما أمكن تجنب أو تخفيف المضار عن طريق وسائل غذائية باستعمال بعض المكملات الغذائية.

إن الطعام يؤثر على صحة وسلامة القلب وجهاز الدوران. فالإقلال من السكريات البسيطة، والدهون الضارة، بجانب الإكثار من الخضروات، وتناول الدهون المفيدة، والبروتينات ذات القيمة الغذائية العالية، يمكن أن يكون لها تأثير جيد على صحة الجهاز القلبي الوعائي المناعي.

لقد ثبت أن الكثير من المكملات الغذائية لها فائدة كبيرة جداً في الوقاية وعلاج المرض القلبي. بعض الأعشاب مثل الجوجول، وخميرة الأرز الحمراء لها فعالية كبيرة في هذا المجال. بجانب ذلك فمضادات الأكسدة مثل فيتامين (هـ)، والعامل كيو 10، وعوامل أخرى، لا يمكن تثمينها في منع أي أذية يمكن أن تصيب القلب والشرايين.

يعتبر البوليكوزانول Policosanol (ﻣﺮﻛﺐ ﻳﺴﺘﺨﻠﺺ ﻣﻦ ﺷﻤﻊ ﻗﺼﺐ ﺍﻟﺴﻜﺮ ﻭﺷﻤﻊ ﺍﻟﻌﺴﻞ ﻭﺷﻤﻊ ﻧﺨﺎﻟﺔ ﺍﻷﺭﺯ) أحد الاختراقات العلمية التي أدت إلى اكتشاف هذا المكمل الغذائي الذي يخفض بفعالية وأمان مستوى الكولستيرول وبعض عوامل الخطورة الموروثة التي تؤثر على صحة وسلامة القلب. بمعنى أن له قدرة وقائية فائقة على الجهاز القلبي الوعائي، وبدون احتمالات أي آثار سامة كالتي تحدث مع كثير من الأدوية الصيدلانية المستعملة في تخفيض الكولستيرول. من ناحية أخرى فإن قدرته على تخفيض الكولستيرول تعادل تقريباً تلك الأدوية. وأخيراً فإن البوليكوزانول لا يستنزف الانزيم المساعد Q10، وهي أحد مساوئ أدوية الستاتينات المخفضة للكولستيرول.

لقد أظهرت الأبحاث أن البوليكوزانول فعال بدرجة عالية في معالجة الذبحة الصدرية، وكذلك العرج المتقطع، وهو بجانب ذلك مكمل غذائي هام في الوقاية من السكتة الدماغية. وحيث إن البوليكوزانول هو أكثر المواد الطبيعية التي درست وأجريت عليها الأبحاث في العالم، فهذا يجعلنا واثقين من فعاليتها ودرجة الأمان الكبيرة في استعمالها.

لا ينبغي أن ننسى أن الرياضة، والبعد قدر الإمكان عن عوامل الاجهاد، هما من أهم الأشياء في الوقاية وعلاج أمراض القلب، وبالتالي يجب أن يوضعا في أي نظام يهدف إلى مصلحة الجهاز القلبي الوعائي.

مجمل القول، يجب أن نُعلِّم أنفسنا أهمية منافع المقاربة الطبيعية الشاملة للوصول إلى القلب السليم. لقد أَمَّنت الطبيعة من العلاجات، ما يبقي على صحتنا، وما يجعلنا نتمتع بحياة كلها صحة وهناء.

معلومات طبية

505-news-logo

الانزيم المساعد Q10 في الحفاظ على صحة اللثة

$
0
0

يصاب معظم الناس بأمراض في اللثة في وقت ما من حياتهم، وإن هم لم يعيروا هذا الموضوع الأهمية اللازمة، فليُوَدِّعوا ما لديهم من أسنان. فأمراض اللثة هي أهم أسباب فقدان الأسنان.

عادة ما يقوم بعلاج أمراض اللثة اختصاصيون يجرون جراحات على اللثة، وينزعون الأسنان الفاسدة والنخرة – يطلق على هؤلاء الأطباء، اختصاصيو ما حول السن Periodontists. بعض أطباء الأسنان يستعملون طرقاً غير جراحية لمعالجة أمراض اللثة، ويتضمن ذلك أنواع عديدة من الإضافات التغذوية، وعلى رأس ما في تلك القائمة من مواد هو الانزيم المساعد Q10.

أمراض اللثة Gum diseases

تبدأ المشكلات بالتهاب في اللثة نتيجة تكوين لويحات من مواد أحدثتها الجراثيم. تلتهم الجراثيم الأنسجة الداعمة للأسنان في اللثة. يتحول التهاب اللثة غير المعالج إلى التهاب حول الأسنان Periodontitis، ويتطور الالتهاب، ويحفر جيوباُ في اللثة والأسنان، ويتطور إلى تأثر في عظام الفك، وتتخلخل الأسنان وتقع في النهاية

يعود استعمال الانزيم المساعد Q10 في ممارسة طب الأسنان إلى سنة 1970 حينما وجد باحثون في أوربا وفي اليابان عِوَزاً شائعاً ومشتركاً بين كثير من المرضى الذين يعانون من أمراض في اللثة، ومع توالي الأبحاث ظهر أن إمداد المرضى بالانزيم المساعد Q10 له مفعول دوائي ناجح.

في إحدى التجارب السريرية (مزدوجة التعمية Double blind) التي استمرت ثلاثة أسابيع، أعطيت مجموعة من المرضى الانزيم المساعد Q10 بجرعة 50 مغ يومياً، وأما مجموعة الشاهد فأعطيت حبوباً وهمية غير فعالة placebo – جميع المرضى الثمانية الذين يتعاطون الانزيم المساعد Q10 تحسنوا بشكل واضح، في حين لم تتأثر المجموعة الثانية.

تقلّ الأعراض والعلامات عند المجموعة التي تتناول الانزيم المساعد Q10، فيقل الألم، والتورم والنزف، وتخلخل الأسنان، كما يتناقص عمق الجيوب المحفورة بين اللثة والأسنان. كما يساعد الانزيم المساعد Q10 على تسريع بُرْء الآفات. يقول الباحثون إن النتائج التي شاهدوها بعد ثلاثة أسابيع من إعطاء الانزيم المساعد Q10، تستغرق في العادة ستة أشهر في المعالجة التقليدية.

استعمل ستيفن جرين (Steven Green, D.D.S) من ميامي الانزيم المساعد Q10 لعدة سنوات، ويعتبره عاملاً رائعاً في العمل ضد وهن وأذية نسيج اللثة. يقول جرين: “إن أقل ما يمكن أن يفعله الانزيم المساعد Q10 هو عدم وجود مرض اللثة الذي يمكن أن يصيب أي فرد، إذا أصابه التعب والوهن. ولكن من فوائد الانزيم المساعد Q10 أنه يحارب التعب وذلك لأنه يقدح إنتاج الطاقة داخل المتقدرات”.

في أوائل ثمانينات القرن العشرين، بدأ جرين استعمال محفظة تحوي ميلي غرام واحد من الانزيم المساعد Q10 (وهذه المحافظ كانت المقدار الوحيد المتاح والمُسوَّق في تلك الفترة)، ولكنه لم يلحظ أي فائدة سريرية. كانت الجرعة بكل بساطة قليلة جداً وغير كافية. بعد ذلك أنتجت الحبوب المحتوية على 10 مغ، وبدأ بوصف محفظتين يومياً، لعشرة من مرضاه الذين كانوا يراجعونه كل شهرين بسبب مرض متقدم في اللثة يستدعي تكرار الزيارات.

يتذكر جرين ذلك ويقول: “كان وضعهم حرجاً للغاية، لدرجة أنني في كل مرة أراهم فيها أقول لهم إنه آن الأوان أن يتحاملوا على أنفسهم ويحاولوا العلاج الجراحي. فقد كان لديهم جميع الأعراض والعلامات التي تستدعي علاجاً أكثر هجومية مثل الجيوب العميقة، والنزف بسهولة من اللثة، وتكوين اللويحات بسرعة. ورغم كل ذلك كانوا يرفضون الجراحة، ويفضلون التداوي بالطرق التقليدية. وبالرغم من أنني استطعت مساعدتهم قدر الإمكان، إلا أن حالتهم لم تتحسن كما هو مطلوب.

تحسن صاعق

“بعد المعالجة بالانزيم المساعد Q10، راجعني هؤلاء المرضى لتقويم النتائج – ستة من بين المرضى العشرة، كان التحسن رائعاً، حيث تراجعت الجيوب بمقدار 3-2 مم. ولقد تعجبت كثيراً لأنني لم أر أثراً كهذا من قبل، وبهذه السرعة – كما انخفضت بشكل واضح النزوف اللثوية. “.

لم يغير هؤلاء المرضى الستة أي شيء في علاجهم، غير إضافة الانزيم المساعد Q10 – أما الأربعة الآخرون الذين تعاطوا أيضاً الانزيم المساعد Q10، فلم يظهروا نفس هذا التحسن. وبالرغم من ذلك فقد اعتبر الدكتور جرين أن هذه النتيجة مشجعة للاستمرار في وصف الانزيم المساعد Q10 بشكل نظامي.

يقول كريج زونكا (Craig Zunka D.D.S) وهو طبيب أسنان في فرجينيا، إنه غالباً ما يحتفظ بالانزيم المساعد Q10 (كالطلقة الأخيرة) في الحالات المعندة على العلاج، وهو يقول في ذلك: “لأن الانزيم المساعد Q10 غالي الثمن، أميل إلى أن أستعمل مركبات إضافية أخرى في البداية مثل مضادات الأكسدة مثل فيتامين ج (C)، وفيتامين ه (E)، وألجأ إلى استعمال الانزيم المساعد Q10 حينما لا أحصل على النتائج المرغوب فيها. “.

إنقاص حدوث الجيوب الالتهابية والنزف اللثوي

من مشاهدات الدكتور زونكا، وجد أن الانزيم المساعد Q10 يساعد في الإقلال من النزوف اللثوية، ويحسن من قوام وصحة النسج اللثوية – تصف بولي هوفرتر Polly Hoverter وهي مساعدة في مكتب الدكتور زنكا مختصة في صحة اللثة – مدى ما يفعله الانزيم المساعد Q10 من المساعدة في علاج مريض كانت حالته بين المتوسطة والشديدة، تقول بولي: “لقد راجعت تلك السيدة، وفي لثتها جيوب بعمق 6-5 مم، وبعد ثلاثة أشهر من المعالجة بالانزيم المساعد Q10 تراجعت جميع الجيوب وأصبح عمقها 3 مم، وبعد ثلاثة أشهر أخرى تراجعت أكثر إلى 2 مم. كانت اللثة قبل العلاج تنزف دائماً، وكان مظهرها غير صحي. وأصبحت بعد العلاج ذات لون قرمزي، وأكثر حيوية وصحة. ويبدو لي أن الانزيم المساعد Q10 حوّل لثة هذه المريضة إلى الحالة السوية من الداخل إلى الخارج.

نظف الجيوب المرضية أولاً ثم استعمل الانزيم المساعد Q10

اعتماداً على ما تظهره فحوص كيمياء الدم والفحوص الأخرى، يقسم أطباء الأسنان الشموليين المواد الموصوفة بشكل دقيق لكل شخص على حدة بحسب نوع ودرجة المرض اللثوي. هذه الوصفات تلعب دوراً أساسياً في علاج أمراض اللثة.

يقول زونكا: “نحتاج أولاً إلى تنظيف الجيوب العميقة بين اللثة والأسنان، وإلى أبعد ما يمكن أن تصل إليه فرشاة وأدوات التنظيف – تعتبر هذه الخطوة من تخليص هذه الجيوب من الجراثيم الكامنة حجر الزاوية في العلاج، ثم نروي أعماق هذه الجيوب، باستعمال طيف واسع من مستخلصات الحشائش، والمحاليل المغذية، ومن ثم ندرب مرضانا على كيفية غسل وإرواء هذه الأماكن بالأدوات المناسبة، حتى يقوموا بذلك في بيوتهم بأنفسهم، وبالتالي يشاركون في آلية بُرْء أنفسهم “.

يضيف الدكتور زونكا قائلاً: “بعض الناس ليسوا في حاجة إلى إضافات دعم غذائي أو دوائي في علاجهم، بل كل ما يحتاجون إليه هو تنظيف اللثة والأسنان من الجراثيم والقلح، وبعد ذلك سيقوم الجسم نفسه بالباقي من ناحية أخرى يحتاج بعض المرضى الآخرين أن إلى تنشيط جهازهم المناعي، وأجهزة الطاقة، وذلك بأن تؤمن لهم الإضافات الغذائية التي يمكن وصفها لهم “.

يعتبر الانزيم المساعد Q10 جزءً من المقاربة الغذائية الهجومية

الدكتور سلفاتور سكاوتريتو وهو اختصاصي في أمراض اللثة في مانشستر، كونيكتيكت – يستعمل الانزيم المساعد Q10 كجزء من مقاربة غذائية هجومية من أجل تحسين صحة اللثة عند مرضاه.

يقول الدكتور سلفاتور، من أجل الحصول على بُرْء وشفاء جيد، يجب على المرضى اتباع نظام غذائي جيد، ويتضمن 6-5 حبات فواكه وبعض الخضروات كل يوم، ويشربون على الأقل اثني عشر كوباً من الماء، ويحتاجون إلى التقليل من مدخولهم من السكريات، والمياه الغازية والكحول. وبسبب الطرق المتبعة في الزراعة هذه الأيام، قد يحتاج الأمر إلى إمداد الجسم بكميات إضافية من المواد الأساسية “.

كان سكواتريتو يوصي مرضاه بأخذ كمية إضافية من الانزيم المساعد Q10، على مدى العشرة أعوام الأخيرة من ممارسته، ويعلق على ذلك: “إن المرضى الملتزمين بهذه التوصية يعانون من مشكلات أقل بكثير من المرضى الذين لم يستعملوا هذا المركب في الماضي، قبل أن أصف الانزيم المساعد Q10، حيث أصبحت النزوف أقل، والصحة العامة للثة وما حولها كانت أفضل “.

الانزيم المساعد Q10 فعال بشكل خاص في الحالات المتقدمة

يعتبر الانزيم المساعد Q10 نافعاً بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من المرض العصيّ على العلاج. أي هؤلاء المرضى ذوي الحالات المتقدمة التي لا تستجيب بشكل جيد للعلاج. ويميز هذه المجموعة من المرضى وجود جيوب كبيرة وعميقة، ووجود صديد، وضعف وراثي في نسيج اللثة.

يقول سكواتريتو: “تشير هذه العوامل إلى نقص مقاومة الجسم، وإني أصف الانزيم المساعد Q10 لهؤلاء المرضى بجانب صاد حيوي في محاولة لإزالة الخمج الجرثومي ثم أستفسر عن نوع وطريقة الغذاء التي غالباً ما تظهر بعض العوز في بعض العناصر الأساسية، ومن أجل ذلك أوصي بإمداد المريض بطيف جيد من الإضافات التغذوية حتى أساعد في بناء المقاومة. إننا نهتم جداً بالنظر بدقة في مسألة الغذاء، ونطلب مساعدة استشاريي التغذية في بعض الحالات من أجل الوصول إلى أفضل النتائج “.

“إن طبيعة المرض لدى هؤلاء المصابين تحتاج إلى جهد أكبر، وعناية أشد من المرضى أنفسهم، من أجل التغلب على المرض. ليس الانزيم المساعد Q10 إكسير العلاج، فيشفي كل داء. عليك أولاً أن تحد من البيئة العدائية، بمعنى يجب أن تعالج الجيوب الالتهابية أولاً، ويجب أيضاً أن ترفع مستوى صحة المريض العامة. وعندئذ تقل احتمالات عودة المرض. أما إذا تركت تلك الجيوب العميقة بما فيها من جراثيم، وأشبعت جسم المريض بالانزيم المساعد Q10، واعتقدت أن كل شيء قد أصبح بخير. في الحقيقة لن تصل إلى مرادك “.

خطورة امتداد الخمج

يقول سكواتريتو أن متابعة المريض وعمل مخططات تفصيلية عن الأسنان واللثة حولها وتتبع عمق الجيوب يعتبر أمراً ضرورياً. ويجب معالجة هذه الجيوب إذا ازداد عمقها عن 5-4 مم بشكل مهني جيد. وإن لم تعالج ستتراكم بها الجراثيم المعادية، ويتطور الخمج في اللثة حول الأسنان.

يقول سكواتريتو: “ليست الخطورة في فقد الأسنان فقط، فقد تتسرب الجراثيم من هذه البؤر إلى الدم، وتستهلك طاقة الجسم، بل أحياناً قد تهاجم القلب نفسه”. ويوصي الدكتور سكواتريتو بفحص الدم لقياس مستوى الانزيم المساعد Q10، حتى ولو لم تغطِّ شركات التأمين تكلفة هذا الفحص، ومن خبرته، إذا كان المستوى أقل من 2.5 ميكروغرام / مل من الانزيم المساعد Q10، فاحتمال مرض اللثة حول الأسنان قائم وإن رجعة المرض بعد العلاج تكون أكبر. . يقول الدكتور سكواتريتو: “أحاول أن أعطي كمية من الانزيم المساعد Q10 كافية لجعل مستوى الدم في الحدود ما بين 3-2،5 ميكروغرام / مل هذا ما يمكنه أن يعطي نتيجة علاجية جيدة، وحتى يحدث ذلك أبدأ بإعطاء المريض 60 مغ صباحاً، و 60 مغ عند المساء ، ثم أُراقب أي نوع من الاستجابة يمكن الحصول عليها. حينما أعيد فحصهم وأجد أن السائل اللثوي عكر، عندها أعلم أن المريض في حاجة إلى رفع جرعة الانزيم المساعد Q10 -. وربما يحتاج بجانب ذلك إلى بعض الصادات الحيوية قد أصل إلى المرحلة التي أشعر فيها أنني وصلت إلى النتيجة التي يكفي فيها أن يراجعني المريض كل ستة أشهر، أو حتى سنة. وربما لا يحتاج أي مساعدة حينما أراه، وبكل تأكيد فإن ذلك أفضل من المريض الذي كان يراجع مرة كل شهرين، ويحتاج إلى تداخلات على اللثة “.:

المريض الذي يستفيد رغماً عن نفسه

إن الشيء الجيد بالنسبة للعامل كيو هو أنه يعمل أشياء جيدة كثيرة في الجسم. على سبيل المثال يذكر سكواتريتو مريضاً كان لا يُلقي أي اهتمام لحالة أسنانه ولثته، ولكن قبل العلاج بالانزيم المساعد Q10 لم يكن يستطيع الصعود أو النزول على السلم بدون مساعدة العكازين. وأخذ الانزيم المساعد Q10 من أجل ذلك فقط، ولكنه ساعد في علاج اللثة سواء كان المريض مهتماً بذلك أم غير مهتم

أطباء الأسنان الذين اطلعوا على فوائد الانزيم المساعد Q10 غالباً ما يوصون بتناوله بجرعة وقائية تتراوح بين 60-30 مغ يومياً.

معلومات طبية

505-news-logo

الانزيم المساعد Coenzyme Q10 في التغلب على اضطرابات الجهاز العصبي

$
0
0

بعد البدء بالدعم الإضافي من الانزيم المساعد Q10، استطاع طفل في الثامنة من العمر، وقعيد على كرسي متحرك أن يسير دون مساعدة – واستطاعت سيدة في العشرين من عمرها أن تخرج للمرة الأولى وتعمل خارج منزلها.

لقد ذكر قصص الشفاء المثيرة هذه، طبيب العصبية سلفاتور دي مورو Salvator Di Mouro, M.D، وهو باحث في جامعة كولومبيا في نيويورك. ونشرها في المجلة الطبية طب الأعصاب في سنة 2001.

وصف دي مورو حالة مريضين لديهما رنح وراثي، وهو اضطراب وراثي لا شفاء منه، يؤدي إلى عطب في خلايا المخيخ، وهو جزء المخ الذي يتحكم في تناسق الحركات. إن المصاب بهذا المرض لا يستطيع التحكم في التوازن، أو تناسق حركات الأيدي والأرجل – والمقدرة على النطق السليم، وقد يحدث لديهم نوبات صرعية. اكتشف الدكتور دي مور أن هذين المريضين وأربعة آخرين لديهم نفس الأعراض، مستوى الانزيم المساعد Q10 في دمهم أقل بنسبة٪ 70 من المستوى السوي. من أجل ذلك بدأ يوصف الانزيم المساعد Q10 لهم بمقدار يتراوح بين 3000-300 مغ يومياً.

تحسن مرضى الرنح الوراثي HEREDITARY ATAXIAS

جاء في تقرير الدكتور دي مورو: “لقد تحسنت حالة جميع المرضى، وشعروا بأنهم استعادوا قوة أكبر، وتحسن الرنح لديهم، وتوقفت النوبات الصرعية أو قل تواترها، كان المرضى الخمسة لا يستطيعون السير قبل تناولهم الانزيم المساعد Q10، ولكن بعد عام من استعماله استطاع الجميع السير ، أحياناً بمساعدة مثل استعمال عكاز.

علق دي مورو على ذلك: “إن المعطيات التي حصلنا عليها جعلتنا نعتقد أن نقص الانزيم المساعد Q10، قد يلعب دوراً هاماً في حدوث بعض أنواع الرنح العائلي، ولابد من التفكير في هذا السبب حينما نضع التشخيص لهذه الحالات، وإذا ظهر نقص في مستوى الانزيم المساعد Q10 لدى إحدى الحالات، فلابد من تعويض هذا النقص بشكل هجومي (أي جرعات عالية)، وأن يكون البدء مبكراً قدر الإمكان.

إن أبحاث الدكتور دي مورو هي جزء من موجة عارمة من الاهتمام الطبي بالانزيم المساعد Q10، واحتمالات فائدته في علاج اضطرابات الدماغ، والجهاز العصبي العضلي. وقد ازدادت الأبحاث وانطلقت بسرعة الصاروخ في السنوات الخمسة الأخيرة.

نمو المجالات البحثية بالنسبة للعامل كيو Q10

الدكتور كارل فولكرز والدكتور جيان باولو ليتارو، وهما من الباحثين الأوائل، اللذين بدؤوا دراسة الانزيم المساعد Q10، وعلاقته ومدى تأثيره على مرض يسمى الحثل العضلي، وذلك منذ عشرين سنة مضت – استطاع الممثل الهزلي المشهور جيري لويس أن يُعرِّف الجماهير بمرض الحثل العضلي (ضمور النسيج العضلي) Muscular dystrophy MD عن طريق برنامجه المذاع على التلفاز والذي حاول من خلاله حث الناس على التبرع من أجل هذا المرض. الحثل العضلي متلازمة تضم تحتها مجموعة من الأمراض الوراثية التي تضعف من قوة العضلات المتحكمة في الحركات وتخربها تدريجياً. وبعض أنواع هذا المرض يطال تأثيره العضلة القلبية أيضاً، وكذلك العضلات اللا إرادية.

أظهرت الأبحاث المبكرة على الانزيم المساعد Q10 أنه يمكن أن يساعد تحسين الوظيفة القلبية في هذه الحالات، ولكن حديثاً، امتدت قدرات الانزيم المساعد Q10 امتداداً عظيماً لتشمل داء الزهيمر، والرنح، وداء هنتنجتون، وداء باركنسون، وبعض الحالات المعروفة باعتلال العضلات من مصدر المتقدرات (الميتوكندريات mitochondria).

كيف يحمي الانزيم المساعد Q10 الخلايا العصبية

توجد الخلايا العصبية في المخ والجهاز العصبي، ومثلها مثل باقي خلايا الجسم تحصل الخلايا العصبية على طاقتها من المتقدرات. ويعتقد الباحثون أن التخريب في المتقدرات وكذلك حدوث طفرات بها، وما ينتج عن ذلك من انخفاض واضح من الناتج من الطاقة يساهم فيما يطلق عليه اضطرابات تنكس الخلايا العصبية، وبمعنى بسيط الحالات التي تُحدث اضطراب وموت الخلايا العصبية.

يمكن أن تؤدي أي تغيرات حتى ولو طفيفة في تلك الأجزاء الدقيقة الأساسية التي يمكن اعتبارها دينامو الخلية (مولد طاقة)، إلى تغيرات مرضية حثيثة في الخلايا العصبية، وبالتالي فلا داهي إلى التعجب حين نرى الباحثين وهم يبدؤون النظر بعمق إلى الانزيم المساعد Q10.

يبرز السؤال هنا، ما القدرات لهذا المركب؟ إن أكثر النتائج إثارة حتى الآن حدثت عند المرضى الذين كان عندهم نقص في الانزيم المساعد Q10 بسبب عيب وراثي، حالة تدعى (عِوز الانزيم المساعد Q10 الأولي).

لكن النتائج التي حصل العلماء عليها من حالات أخرى غير أولية كانت واعدة جداً، وشجعت الباحثين على الاستمرار في إزاحة اللثام عن الحقائق، ويقول هؤلاء الباحثون إن العلاجات الداعمة للطاقة الحيوية Bioenergetic therapies قد تفيد في مسار الأمراض العصبية التي تضطرب فيها وظيفة المتقدرات، ويوجد حالة شِدّة من الأكسدة وتخريب الأنسجة.

داء هنتنجتون

داء هنتنجتون Huntington’s disease HD مرض مدمر، يحدث فيه تنكس في النسجي الدماغي، ولا يوجد له علاج شافٍ. يقلل هذا المرض ببطء المقدرة على التكلم أو التفكير أو الجدل المنطقي، أو المسير المنتظم، وفي النهاية يصبح المصاب معتمداً كلياً على الآخرين للعناية بحاجاته الشخصية. يمثل هذا المرض أكثر الأمراض الوراثية شيوعاً. أكثر من ربع مليون أمريكي يعاني من المرض أو على الأقل لديه خطورة وراثية للإصابة به.

في دراسة كبيرة أُجريت في مراكز عدة، تم اختيار 347 مصاب في باكورة المرض، وقسموا بشكل عشوائي إلى مجموعتين، إحداهما أُعطيت الدواء الخاص مع 300 مغ من الانزيم المساعد Q10 مرتين يومياً. والأخرى الدواء الخاص مع مادة وهمية غير فعالة placebo للمقارنة.

أظهرت النتائج التي نشرت في المجلة الطبية Neurology في سنة 2001 أنه لم ينجح أي من البرنامجين العلاجيين بشكل واضح في إيقاف التدهور الحادث في الكفاءة الوظيفية، على مدى فترة العلاج البالغة ثلاثين شهراً. ورغم ذلك فقد جاء في تقرير الباحثين “وجد مَيْل نحو إبطاء التدهور ضمن المجموعة التي كانت تتناول الانزيم المساعد Q10، وكان هناك اتجاه نحو تحسن القياسات الثانوية”.

قيل إن الانزيم المساعد Q10 مثلاً أهَّل المرضى أن يكون لديهم قُدرة أكبر على التعامل مع مسؤولياتهم اليومية مثل بعض الأعمال المنزلية الاعتيادية والاقتصادية، واستطاعة أفضل للتركيز، واكتئاب أو نزق أقل.

أول الطريق الحقيقي

لم تكن التغيرات كافية إلى الحد الذي يجعل الباحثين يوصون باستعمال الانزيم المساعد Q10 في معالجة داء هنتنجتون – ورغم ذلك. فإن البروفسور كارل كيبورتز أستاذ الأمراض العصبية في المركز الطبي لجامعة روشيستر، وصف النتائج بأنها مثيرة وربما نكون في أول الطريق للتعامل مع مرض ليس له في الوقت الحالي وسيلة أخرى لإبطاء تطوره – وقد يكون ذلك مسوغاً لإجراء دراسة أكبر وأشمل.

يقول كيبورتز: “قد تكون هذه الدراسة هي أول الطريق من بين عشرات الدراسات التي أُجريت على داء هنتنجتون، ويجب ألا نتجاهل النتائج، فقد حصلنا على شيء يجب أن نتتبعه.

اعتلال العضلات بسبب في المتقدرات Mitochondria

لقد وُصفت مئات الأنواع من هذا الداء، وتشمل الأعراض درجات مختلفة من الصمم، والداء السكري، ومشكلات قلبية، وعجزاً في القدرة على التعلم، وضعف عضلياً وأحياناً تقلصات، وشلل في عضلات العين، ونوبات صرعية – وأخيراً نوبات تشبه السكتات الدماغية.

يبدو أن تزويد المريض بكميات إضافية من الانزيم المساعد Q10 يفيد مرضى الاعتلال العضلي الذين ليس لهم أي خيار آخر – فلا شفاء من المرض، ولكن أظهرت الأبحاث أن الانزيم المساعد Q10 يساعد هذه الحالات التي انخفضت فيها الطاقة الحيوية في داخل الخلايا، وبذلك يساعد العضلات في أداء حركة أفضل .

يقول العالم الباحث في الانزيم المساعد Q10، الدكتور جيان باولو ليتارو: “في مثل مرضى الاعتلال العضلي، إن أي تحسن مهما كان طفيفاً بمقاييسنا نحن الأصحاء، يعتبر كسباً ذا قيمة كبيرة بالنسبة لهؤلاء المرضى” ويضيف الدكتور ليتارو “لقد شاهدت بأم عيني الفرحة الآسرة التي تملكت بعض هؤلاء المرضى لمجرد مقدرتهم على السير عدة خطوات بشكل أفضل، أو صعودهم درجات ثلاث طوابق بعد عجزهم عن صعود درجات طابق واحد قبل العلاج”.

انسمام الدماغ

أظهرت الأبحاث التي قام بها الدكتور فلنت بيل Flint Beal, M.D ، وهو اختصاصي في الأمراض العصبية في المستشفى العام في ماسوشوست، أن الانزيم المساعد Q10 يساعد على حماية نسيج المخ من العديد من السموم العصبية.

في التجارب المختبرية، أحدثت هذه السموم تخريباً أقل بكثير في حيوانات التجارب إذا كانت تلك الحيوانات تأخذ كميات إضافية من الانزيم المساعد Q10.

أوضح بيل مع زملائه الباحثين الإيطاليين أن الانزيم المساعد Q10 يحمي خلايا المخ من الانسمام الخلوي، وتحدث هذه الحالة حينما تنخفض مستويات الطاقة في الخلايا العصبية، مؤدية إلى تخربها وموتها.

داء باركنسون

من منا لم يشاهد هذا المنظر الذي يحطم القلب لبطل العالم السابق في الملاكمة محمد علي كلاي على التلفاز، ويداه ترتعشان، وكلماته تتلعثم خارجة بصعوبة من بين شفتيه هذا البطل العظيم، ومليون فرد غيره من الأمريكيين يعانون من داء باركنسون، وهو مرض يخرب تدريجياً الجهاز العصبي المركزي. يسبب المرض أيضاً صلابة في حركات العضلات، وبطئاً في حركتها.

يعتقد أن داء باركنسون يسببه مجموعة من أخطاء في الكيمياء الحيوية، ومن ضمنها التخريب الناجم عن الجذور الحرة، وطفرات تحدث في DNA المتقدرات تحدث في خلايا جزء من الدماغ يسمي المادة السوداء Substantia Nigra فيخربها. هذا الجزء من الدماغ هو الذي يفرز مادة الدوبامين، وهي مادة كيميائية تمكن الفرد من تحريك عضلاته بشكل طبيعي وسلس. في داء باركنسون هناك نقص شديد في إفراز الدوبامين.

يعرف العلماء أن نسيج المخ شديد الحساسية وسريع العطب للتخريب الناجم عن الجذور الحرة، ويعرفون أيضاً أن المادة السوداء تظهر أعلى مستوى للطفرات في DNA المتقدرات في المخ. هذه الحدثيات تتآزر على استنفاد الطاقة التي تنتجها الخلايا. كما يعرف العلماء الآن أن استهلاك الطاقة يلعب دوراً هاماً في تطور المرض.

الدراسات على الانزيم المساعد Q10 مبشرة بالخير

قدّم بيل وزملاؤه الباحثون في المستشفى العام في ماساشوست مجموعة من الدراسات الباعثة على الإعجاب لتوضح العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 وداء باركنسون، ووجدوا أن النقص في الطاقة الحيويَّة لدى المرضى يترافق مع انخفاض مستويات الانزيم المساعد Q10 في الدم.

كما استطاعت هذه المجموعة أيضاً أن تبين بأن تزويد دعم غذائي من الانزيم المساعد Q10 يمكن أن يقلل من مقدار التخريب في الجهاز المفرز للدوبامين لدى فئران التجارب التي عُرِّضت لبعض السموم العصبية التي تُعطي أعراضاً مشابهة لداء باركنسون.

في كلٍّ من المرضى البشر، والفئران، وجد الباحثون أن إعطاء الانزيم المساعد Q10 يساعد على استعادة الإنتاج البطيء للطاقة في المتقدرات، ووجدوا أن الجرعة الفعّالة لدى البشر هي حوالي 600 مغ يومياً.

في دراسة مستقبلية تحت إشراف معهد الاضطرابات العصبية والسكتة Institute of Neurological Disorders of Stroke ، قارن الباحثون إعطاء 300 و 600 و 1200 مغ من الانزيم المساعد Q10 إلى المرضى حديثي الإصابة بداء باركنسون، الذين لم يحتاجوا بعد إلى أي تداوٍ نوعي. وستظهر نتائج هذا البحث، وستوضح مدى فعالية تحمل الجرعة من الانزيم المساعد Q10.

مرض الزهايمر Alzheimer’s disease

حتى لو أصاب المرض بعض الرؤساء السابقين، مثل الرئيس رونالد ريجان، فإن كل دفاعات الطب الحديث، وآلياته، واكتشافاته، تقف عاجزة أمام هذا المرض القاهر الذي يذهب بكل الملكات العقلية بلا رحمة، وهذا هو داء الزهيمر.

ما هو داء الزهايمر؟

يمثل داء الزهيمر أكثر أنواع الخرف وأشيعها حالياً، يؤدي المرض إلى خلل متدرج في السلوك والذاكرة، والتفكير، وفي النهاية لا تبقى للفرد حتى القدرة على العناية بنفسه

لا يوجد لهذا المرض علاج خاص، وليس منه شفاء. كما لا يوجد شرح لأي أسباب حاسمة. يصيب داء الزهيمر حوالي 10٪ من الأمريكيين الذين تعدوا 65 سنة من العمر، وحوالي٪ 50 ممن تعدوا الخامسة والثمانين. وفي الوقت الحالي يوجد حوالي 4.5 مليون أمريكي مصاب بداء الزهيمر – ومع تزايد العمر المستمر، فربما تصل نسبة المصابين في غضون عدة عقود إلى حوالي 14 مليون فرد.

لا أحد يعرف إن كان هناك سبب واحد وراء داء الزهيمر أم توجد عدة أسباب. يحاول العلماء أن يستقصوا السبب في العديد من الاتجاهات – مثل العوز الكيميائي الحيوي لبعض العناصر، والنقص في الطاقة الحيوية، والتخريب الناجم عن الجذور الحرة، وكذلك استقصاء الشذوذات الوراثية، أو خلل في وظائف الجهاز الدفاعي، وكذلك تأثير معادن مثل الألمنيوم، والرصاص، والزئبق، وأخيراً استقصاء مفعول الفيروسات. يتكلم بعض الباحثين عن شبكة ضارة من الحدثيات المختلفة، هي التي تؤدي إلى حدوث داء الزهيمر وتطوره.

يحتاج الأمر إلى أبحاث أكثر على الانزيم المساعد Q10

لا يوجد بحث مباشر عن إعطاء الانزيم المساعد Q10 وتأثيره في داء الزهيمر، فيما عدا بحث ياباني محدود نشر في أحد أعداد مجلة اللانست انسيت سنة 1992.

في هذه الدراسة أُعطي 60 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً إلى مجموعة من المرضى، بالإضافة إلى فيتامين ب (B6) والحديد. وبينت الدراسة تباطؤاً في تطور المرض.

أما الدراسات الحديثة فقد بينت ارتباطاً بين درجة العجز عند المرضى الذين يظهرون تناقصاً في إنتاج الطاقة، وكفاءة المتقدرات في خلايا المخ، وهذا في حد ذاته قد يشير إلى احتمال وجود دور للعامل كيو.

ذكر العلماء تشاركَ بعض البروتينات السامة، والجذور الحرة في تخريب وموت خلايا المخ في داء الزهيمر. نتيجة نشاط هذه المركبات يتكون ناتج سام يطلق عليه العلماء (HNE)، وقد وجد بكميات كبيرة في كامل مخ مرضى الزهيمر. ولقد وُجد أن الانزيم المساعد Q10 وكذلك فيتامين ه (E)، وكلاهما من مضادات التأكسد، يُقللان من تكون (HNE) في الدورة الدموية.

يجب أن تشمل الأبحاث تأثير إمدادات تغذوية أخرى

الآن وقد وصلنا إلى هذا القدر من الحديث، لا نستطيع أن نقول شيئاً عن الانزيم المساعد Q10 وداء الزهيمر، اللهم إلا أن نؤكد أن البحث العلمي عن ذلك مبررٌ، وربما يفضل أن يشمل الانزيم المساعد Q10 وفيتامين ه (E)، لأنه وُجد أن كلا الاثنين يبطئان من تطور المرض.

ما يستحق الذكر، هو أن كثيراً من الدراسات تجد باستمرار أن الجماهير المتقدمة في العمر تعاني من سوء التغذية، وتفشل في الحصول على الكميات المناسبة من المواد المغذية، ربما يسبب تغيراً في وظيفة الجهاز المعدي المعوي، وعدم توازن الغذاء، وسوء الامتصاص، وأخيراً استعمال العديد من الأدوية – بجانب ذلك فإن المرضى الذين يعانون من الخرف ومن داء الزهيمر أولى أن يكون لديهم عوز غذائي عن المسنين الأصحاء.

من أجل ذلك لابد من دراسة واستقصاء مجموعة كاملة من إمدادات الدعم الغذائي لمعرفة مدى فعاليتها ضد داء الزهيمر، ولابد أن تشمل تلك الدراسات الجرعات الدوائية وبعض المركبات التي تزود الطاقة (منشطة Energizer) مثل الحمض الأميني L – كارنيثين. وحتى يكون العلاج مثالياً، يجب إعطاء هذه المجموعة التغذوية الشاملة أبكر ما يمكن من مراحل المرض في محاولة لإبطاء تطوره.

التصلب العضلي الجانبي أو الضموري الجانبي Lou Gehrig’s disease

هذا المرض المدمر، أنهى قبل الأوان احتراف لاعب نيويورك لكرة البيسبول المشهور، لوجيهرج، حيث يهاجم هذا المرض الخلايا العصبية المسؤولة عن التحكم في حركات العضلات، مؤدياً إلى فقد وظيفتها، وشللها. سبب هذا المرض غير معروف تماماً، ولا يوجد علاج شافٍ له. حوالي 5000 أمريكي تشخص إصابتهم بالمرض كل عام.

بدأ الباحثون في مراكز البانور ولوجيهرج في نيويورك محاولة استقصاء أي دور علاجي محتمل للعامل كيو في هذا المرض.

دراسة رائدة على التصلب الضموري الجانبي تبشر بالخير

في دراسة رائدة محدودة أُجريت عام 2001 في المركز السابق، أعلن الباحثون أن تزويد المريض بجرعة كبيرة يومياً من الانزيم المساعد Q10 بشر بنتائج إيجابية. وهذا التطور شجع المركز على إجراء دراسة أوسع مازالت مستمرة حتى اليوم.

في الدراسة الرائدة المحدودة التي استمرت تسعة أشهر، أُعطي لمجموعة مكونة من ستة مرضى 600 مغ يومياً من الانزيم المساعد Q10 لكل واحد منهم، وفي نهاية المدة استنتج الباحثون أن إمداد المرضى بالانزيم المساعد Q10 كان مفيداً في الحفاظ على الوحدات المحركة motor units. تتكون الوحدة المحركة من خلية عصبية حركية مع الخلايا العضلية التي تتحكم فيها. يفقد المريض بالتصلب الضموري الجانبي٪ 50 من الوحدات المحركة في مدة حوالي ستة أشهر. ثلاثة من هؤلاء المرضى الذين وضعوا على الانزيم المساعد Q10 أظهروا اكتساباً طفيفاً في عدد الوحدات المحركة – في حين أظهر الثلاثة الباقون خسارة لهذه الوحدات بمقدار 16، 23، 38٪ على التوالي.

بسبب هذا العدد القليل من المرضى، امتنع الباحثون عن استنتاج أي خلاصة من هذه التجربة الأولية المحدودة، ولكنهم شعروا بميل جارف إلى أن دراسة متابعة هي في واقع الأمر شيء مبرر، وبُدئ فعلاً بدارسة أشمل في تشرين الأول سنة 2001.

معلومات طبية

505-news-logo

الانزيم المساعد coenzyme q10 والحفاظ على جهاز المناعة

$
0
0

العامل الذي يمد الجسم بالطاقة، ويضاد الأكسدة، ويحافظ على المتقدرات (الميتوكندريات mitochondria)، بمعنى آخر المتميز في كل شيء. هذا هو باختصار الانزيم المساعد Q10. وبناء عليه، لن يثير دهشتنا إذا امتدت كل تلك الصفات المتميزة إلى الجهاز المناعي. هذا الجهاز العجيب الذي يدافع عن الجسم.

يقول الأطباء إن الانزيم المساعد Q10 يدعم مقاومة الجسم ضد الأمراض، وبالتالي تقل الإصابة بنزلات البرد (الجريب)، والالتهابات التنفسية، وهي إذا حدثت تكون خفيفة الوطء. وإذا ما أصيب الفرد بعدوى فيروسية تكون الإصابة غالباً معتدلة. من ناحية أخرى، قد يمثل الانزيم المساعد Q10 خط الدفاع الطبيعي الأول ضد اضطرابات خطيرة مثل مرض الإيدز والسرطان.

بالرغم من أن الأبحاث التي أُجريت على الانزيم المساعد Q10 في مجال علم المناعة لا ترقى إلى حجم الأبحاث التي أجريت عليه في مجال الطاقة الحيوية الخلوية، أو أمراض القلب، فإن ما توفر من معطيات يشير إلى أن آمالاً عراضاً معقودة على الانزيم المساعد Q10 في مجال المناعة.

أضداد قوية وخلايا مناعية مفعلة

تُظهر الدراسات، على سبيل المثال، أن الانزيم المساعد Q10 يحسن من مستوى الأضداد في الدم – في إحدى الدراسات الإيطالية، أَخذت مجموعة من المتطوعين إما 90 أو 180 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً لمدة أسبوعين، قبل التطعيم ضد فيروس التهاب الكبد B. واستمروا في أخذ الانزيم المساعد Q10 لمدة 90 يوماً بعد التطعيم.

قاس الباحثون مستوى الأضداد في دم هؤلاء المتطوعين، وقارنوه بمجموعة أخرى مطعمة ضد فيروس التهاب الكبد B ولكن لم تأخذ الانزيم المساعد Q10. وجد أن الاستجابة المناعية أفضل عند من أخذوا الانزيم المساعد Q10 (سواء الجرعة 90 أو 180 مغ)، ولكن من أخذو الجرعة الكبيرة كانت الاستجابة لديهم أقوى بمقدار 57٪.

في دراسة أخرى، شملت ثمانية مرضى لديهم حالات مرضية مزمنة، وأعطى لكل واحد منهم 60 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً لمدة بلغت ثلاثة أشهر، وُجد تحسن ملحوظ في مستويات الغلوبيولنيات المناعية من النمط (G) (IgG)، وهو أكثر الأضداد شيوعاً في الدم.

الأضداد Antibodies

جزيئات بروتينية متخصصة تنتجها خلايا في الجهاز المناعي تسمى الخلايا اللمفاوية. تسير الأضداد في الدم وفي السائل اللمفاوي، حيث تتحد مع “الأجسام الغازية الغريبة” (مثل الجراثيم والفيروسات، والمواد السامة)، التي تدخل إلى الجسم. هذا الاتحاد يُبطل نشاط المواد الغازية الغريبة، ويُعرِّفها بالنسبة لخلايا أخرى في الجهاز المناعي تقوم بتحطيمها. يُنتج الجسم أنواعاً مختلفة من الأضداد

أظهرت دراسات أخرى أجريت على حيوانات التجارب، أن الانزيم المساعد Q10 يساهم في دعم الخلايا البلعمية (الخلايا المناعية التي تلتهم الميكروبات) في قتل الكائنات المجهرية مثل الجراثيم والفيروسات. كما أظهرت هذه الدراسات أيضاً، أن هناك ميل نحو انحدار قدرة الجهاز المناعي مع تقدم السن، وأن تزويد الجسم بكميات دعم إضافية من الانزيم المساعد Q10 يمكن أن يعكس أو يعدِّل هذه الظاهرة، بمعنى أن الحيوانات المسنة المزودة بالانزيم المساعد Q10 تصبح أصحّ وأكثر نشاطاً.

يفقد البشر، كما الحيوانات، جزءاً من طاقتهم ومناعتهم ضد الأمراض مع التقدم في العمر، ومن أجل ذلك يجب على المسنين أن يفكروا ملياً في إضافة كميات داعمة من الانزيم المساعد Q10 في غذائهم وكذلك المواد الداعمة ضد الأمراض مثل فيتامين (A) وفيتامين (C).

الانزيم المساعد Q10 والسرطان

الأبحاث التي تبحث العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 والسرطان محدودة جداً، ولا يوجد أي من الأبحاث المحكمة والمراقبة. إلا أن المشاهدات العامة في الممارسات السريرية، تدعو بإلحاح للنظر في منافع الانزيم المساعد Q10، وأن تدرس هذه العلاقة بجدّية.

يعتقد كارل فولكرز، وهو أحد العلماء المشاركين والمهتمين بالانزيم المساعد Q10، أنه يجب سبر مفعول هذا المركب باهتمام شديد، ومعرفة ما إذا كان يحمي الجسم من السرطان. ولكن للأسف لأن هذا المركب لم يحصل على براءة تسجيل، لذلك لا يحصل على تمويل لإجراء أبحاث واسعة من حيث عدد المشاركين. إلا أن الأبحاث القليلة في أوربا أظهرت مستويات متدنية من الانزيم المساعد Q10 في دم المصابين بالسرطان، وفي الأنسجة السرطانية.

الانزيم المساعد Q10 ومفعوله الواقي في نسيج الثدي

لاحظت مجموعة من الباحثين الأتراك في إحدى الدراسات – علاقة الجذور الحرة – وتخريبها لأغشية الخلايا، والمتقدرات، و(DNA)، وذلك أثناء عملية التحول السرطاني. وأشاروا إلى أن زيادة نشاط هذه الجذور الحرة، يمكنها أن تستنفد الانزيم المساعد Q10 من الجسم.

حين تحليل النسيج السرطاني المستأصل جراحياً من واحد وعشرين مريضاً، وجد هؤلاء الباحثون نقصاً واضحاً في كمية الانزيم المساعد Q10 في هذه الأنسجة. وخلص هؤلاء العلماء إلى أن إمداد مثل هؤلاء المرضى بكمية إضافية من الانزيم المساعد Q10 قد يضفي نوعاً من الحماية لنسيج الثدي.

تمت دراسة اسكندنافية أخرى على مستوى صغير في سنة 1994 عن علاقة الانزيم المساعد Q10، والمريضات ذوات الخطورة العالية والمصابات بسرطان الثدي، ونشرت الدراسة في المجلة الطبية Biochemical & Biophysical Research Communication. في هذه الدراسة، أُعطيت المريضات (عدد 32) خليطاً من الأدوية تشمل مجموعة من الفيتامينات، ومضادات الأكسدة، وبعض الحموض الدهنية بالإضافة إلى 90 مغ من الانزيم المساعد Q10. وبالطبع الأدوية الخاصة بعلاج السرطان.

تراجع مدهش في حجم الورم

أظهرت الدراسة لدى ست مريضات تراجعاً جزئياً في حجم حجم الورم. مريضة من هؤلاء الستة ثبت حجم الورم لديها عند قطر حوالي 1.5 سم ولمدة عام كامل، وعندها رفعت كمية الانزيم المساعد Q10 التي تتناولها إلى 390 مغ يومياً، ووفق ما قاله هؤلاء الباحثون، بعد شهر واحد لم يعد الورم مجسوساً، وبعد شهر آخر لم يظهر الورم حتى بالتصوير الخاص بالثدي.

عَلّق أحد المشاركين في هذا البحث أنه بعد ممارسته وعلاجه لحوالي 7000 حالة سرطان ثدي على مدى خمسة وثلاثين عاماً، لم يشاهد أبداً حالة واحدة حدث فيها تراجع تلقائي كامل لورم الثدي من نفس هذا الحجم، بل ولم يشاهد تراجعاً مشابهاً لحجم ورم باستعمال أيٍّ من أدوية السرطان التقليدية.

امرأة أخرى في نفس هذه الدراسة، أُجري لها جراحة غير جذرية لاستئصال الورم من الثدي، وتيقن الأطباء من وجود نسيج سرطاني لم يستأصل، وأعطي لهذه المريضة 300 مغ من الانزيم المساعد Q10 يومياً. وبعد ثلاثة أشهر، قيل عن حالتها السريرية إنها ممتازة، ودون أي دليل على وجود أي نسيج سرطاني متبقٍ.

أنهى هؤلاء الباحثون مقالتهم بمناشدة من يعنيهم الأمر، بإجراء أبحاث مطولة وعميقة على مفعول الجرعات العالية من الانزيم المساعد Q10 على مرضى السرطان.

خمسة أسباب للتفكير ملياًّ في مشاركة الانزيم المساعد Q10

ضمن معالجات السرطان

إنه من التعقل أن يتأمل المرء بعمق في مسألة استعمال الانزيم المساعد Q10 كجزء في استراتيجيته العلاجية للسرطان، وذلك للأسباب الخمس التالية.

1) كونه أحد مضادات الأكسدة الرئيسية، فيمكنه بذلك التغلب على نشاط الجذور الحرة التي ترتبط وتشارك في تطوير الكثير من الأمراض التنكسية، ومنها السرطان.

2) تزيد المعالجات الكيميائية للسرطان من إنتاج الجذور الحرة، وبالتالي تعرقل وتعطل عمل الجهاز المناعي. على سبيل المثال، الأدرياميسين، وهو أحد الأدوية المستعملة بكثرة في المعالجات الكيميائية، قد يساهم في تسمم العضلة القلبية، وذلك بتكوين عبء كبير من الأكسدة في خلايا العضلة القلبية، وفي نفس الوقت يثبط نشاط الانزيم المساعد Q10، ولقد أظهرت مجموعة من الدراسات الصغيرة أن إعطاء الانزيم المساعد Q10 كدعم غذائي يمكن أن يساعد في منع تسمم العضلة القلبية، دون أن يتداخل في مفعول الأدرياميسين كدواء مضاد للسرطان.

3) أوضحت الدراسات أن الانزيم المساعد Q10 يمكنه أن يُفَعِّل نشاط الجهاز المناعي ضد المرض.

4) يتناقص مستوى الانزيم المساعد Q10 في الجسم بشكل طبيعي مع التقدم في السن. والدراسات على حيوانات التجارب أوضحت أيضاً أن فعالية الجهاز المناعي تتناقص في وجود نقص في الانزيم المساعد Q10.

5) معظم الخباثات تقع في السن المتقدمة، حينما يكون هناك نقص في الاستجابة المناعية.

الدكتور جيان باولو ليتارد (Gian Paolo Littarru M.D) يقوم بأبحاثه على الانزيم المساعد Q10 منذ ثلاثين عاماً، وهو يقود الآن مجموعة من الباحثين، ينظرون في العلاقة بين الانزيم المساعد Q10 والسرطان. إنه يعمل كأستاذ للكيمياء السريرية في جامعة أنكونا بإيطاليا.

يقول الدكتور جيان: “الغرض من أبحاثنا يحمل وجهتين، أولاً نريد أن يكون لدينا معرفة أفضل للقدرة المضادة للسرطان للعامل كيو، والنظر فيما إذا كانت هذه المقدرة تدعم مفعول الأدوية التقليدية في علاج السرطان – ثانياً، نريد أن نعرف إن كان إعطاء الانزيم المساعد Q10 يقلل من الآثار الجانبية المتوقعة للأدوية المضادة للسرطان.

في السنوات الأخيرة، أصبحت المهنة الطبية أكثر فأكثر انفتاحاً للطب والمعالجات البديلة. وإذا ما أخذنا في الاعتبار الدور المركزي الذي يلعبه الانزيم المساعد Q10 في الجسم، فيبدو أن هذا المركب له من الأهمية ما يجعلنا لا نتجاهل دوره في محاربة مرض مُدمِّر مثل السرطان، وخاصة أن الأدوية التقليدية لم تفلح حتى الآن في القضاء عليه.

الانزيم المساعد Q10 ومرض الإيدز

غالباً ما يوجد عِوَزْ لكثير من العناصر الغذائية لدى مرضى الإيدز، كما يوضح ذلك الدكتور ليتارو، ونتيجة لذلك، فقد يكون هناك إنتاج أقل للعامل كيو، لأن جسم هؤلاء المرضى ينقصه بعض العناصر الأساسية لتصنيعه.

ما مرض الإيدز؟ الإيدز

متلازمة نقص المناعة المكتسبة تشير إلى مرض فيروسي معدٍ (نسبة إلى فيروس (HIV)، وهذه الإصابة تضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم غير حصين لأنواع كثيرة من الأخماج

في واقع الأمر، لقد وُجد نقص شديد في مستوى الانزيم المساعد Q10 عند مرضى الإيدز. وأول من أشار إلى ذلك الدكتور كارل فولكرز وزملاؤه سنة 1988 من معهد أبحاث الطب الحيوي بأوستى Institute of Biomedical research. حتى مرضى (المعقد المتعلق الإيدز AIDS Related Complex ARC)، وهم مرضى دخل الفيروس إلى جسمهم ولكن لم تظهر أعراض لديهم، ظهر أن الانزيم المساعد Q10 ناقص لديهم أيضاً، ولكن ليس بنفس الشدة مثل مرضى الإيدز.

يحمي من دواء الإيدز AZT

في أحد التقارير غير الرسمية، ذكر أن حالتين للمعقد المتعلق بالإيدز (ARC) قد عولجتا بالانزيم المساعد Q10 وحده. وأن المريضين قد أبليا بلاءً حسناً لمدة خمس وست سنوات بعد بدء هذا العلاج. وأشار الدكتور فولكرز معلقاً في سنة 1991: “المريضان في صحة جيدة، ويقومان بعملهما، ويمارسان حياتهما الطبيعية، ونعتقد أن الأساس وراء هذه الاستجابة هو أن الانزيم المساعد Q10 أفاد الجهاز المناعي بشكل إيجابي.

في الأعوام الأخيرة، أظهرت بعض الأبحاث المخبرية في أوربا أن الانزيم المساعد Q10 يحمي الخلايا اللمفاوية المحاربة للمرض من الآثار القاتلة للدواء المستعمل في علاج الإيدز (AZT).

لكن على كل حال، فحتى اليوم لم تُجر أبحاث كافية لتعيين مدى قيمة الانزيم المساعد Q10 ضد مرض الإيدز. وبالرغم من ذلك فإعطاء المركب بجرعات عالية، (مع مراعاة قياس مستواه في الدم للتأكد من امتصاصه من الأمعاء)، ربما يفيد هؤلاء المرضى عند أي مرحلة من المرض.

التعب أو الوهن المزمن

من الوجهة الطبية البحتة، إعطاء كميات داعمة إضافية من الانزيم المساعد Q10 غالباً ما يُولِّد كمية زائدة من الطاقة عند المرضى الذين نفدت الطاقة لديهم لسبب أو لآخر. ويقول الأطباء الذين يستعملونه في ممارساتهم إنه يستحق أن يُعطى فرصة للتجربة.

أحد هؤلاء الأطباء الدكتور مارتن جالاجر (Martin P.Gallagher M.S, D.C) وهو خبير في التداوي الغذائي، ويمارس مهنته في بنسلفانيا. يلاحظ بشكل دائم أن الانزيم المساعد Q10 يرفع من مستوى الطاقة لدى مرضاه، ويعقب على ذلك: “إنني أشاهد كثيراً من المرضى الذين يشكون من وهن وتعب وإرهاق مزمن، حينما يتوقف تحسنهم عند مستوى معين، مهما كان البرنامج العلاجي الموصوف لهم.

تشمل تلك البرامج العلاجية، إزالة السموم من الجسم، تحسين النظام الغذائي واحتواؤه على عناصر أغنى من الفيتامينات والمعادن والحشائش – وعادة ما أحتفِظُ بالانزيم المساعد Q10 إلى أن أصل بالمريض إلى هذا المستوى الثابت – وفي غضون 6-2 أسابيع من بداية المعالجة بالانزيم المساعد Q10، يحدث تحسن ملحوظ في الطاقة والنشاط والقوة.

إن متلازمة الوهن المزمن لها أسباب متعددة. ولكن الأطباء يقولون إن الانزيم المساعد Q10 دائماً يساعد في تخفيض درجة التعب إلى حد ما، طوال الفترة التي يؤخذ فيها هذا المركب. ولكن أي اكتساب حدث للطاقة سيُفقَدُ حينما يتوقف المريض عن أخذ الانزيم المساعد Q10.

كتب ميلفن ويرباخ Meluyn Werbach M.D وهو أحد الباحثين المميزين في التغذية في جريدة الطب البديل Alternative Medicine Review: “ربما يشارك نقص الانزيم المساعد Q10، مع قائمة أخرى من المواد الأساسية، في إحداث متلازمة الوهن والتعب المزمن، وربما تجعل الشفاء في وضع حرج. ومن المواد الأساسية التي يمكن أن يسبب عوزها هذه المتلازمة مجموعة فيتامين ب (B) المركب، والحموض الدهنية الأساسية، و L – كارنيتين (حامض أميني)، والماغنزيوم، وفيتامين ج (C)، والزنك. ومن أجل ذلك يوصي الدكتور ويرباخ بإضافة هذه المركبات كدعم غذائي، إلى المرضى الذين يعانون من متلازمة التعب المزمن.

معلومات طبية

505-news-logo

الأعشاب والتوابل الحارقة للدهون واطعمة أخرى غير متوقعة

$
0
0

على مدى آلاف السنين، استعملت الأعشاب والتوابل لإضفاء النكهة على المأكولات ومعالجة الأمراض. مع الأسف حتى مع المجموعة الواسعة المتوفرة من التوابل، يبقى الفلفل الأسود التابل الأكثر شعبية!
أدعوكم إلى توسيع مجال استعمالكم للأعشاب والتوابل لتشملوا مجموعة من النكهات الكاسحة للدهون. فمثلاً، تتبيل طعامكم بقليل من الفلفل الأحمر، والكزبرة والكمون، يساعدكم جداً على تعزيز القيمة الغذائية لوجبتكم وعلى البقاء في منأى عن الملح والمواد المضافة الاصطناعية التي تزيد النفخة.

ما الفرق بين العشبة والتابل؟ العشبة ورقة عطرية، كالبقدونس، فيما التابل ينبت من حبة أو جذر أو قشرة نافذة النكهة، كالقرفة. يؤمن كلا النوعين من المتبلات عدداً هائلاً من المنافع المزيلة للدهون، بدءاً من حث عملية الأيض للوصول إلى أوجها، وصولاً إلى إزالة الوزن الفائض الناتج عن الماء.
أصبحت مضادات الأكسدة الموجودة في الأعشاب والتوابل مرادفاً للصحة الجيدة، بفضل قدرتها على إبطال عمل الجذور الحرة المضرة بالجسم.

كما وأن هذه المتبلات الكاسحة للدهون تساعد على إتمام عملية الهضم، وتدعم الكبد، وتساعد على الوقاية من المرض.

لتحقيق أفضل النتائج من المتبلات، استهلكوا مجموعة كاملة من الأعشاب والتوابل الكاسحة للدهون. تجنبوا استعمال أي من المتبلات يومياً كي لا تطوروا نوعاً من الحساسية تجاهها. (فالناس معرضون لتنمية حساسية على الأطعمة التي يتناولونها دائماً).

الحقائق غير قابلة للجدل. تحوّل الأعشاب والتوابل أبسط وجبة، من خلال إضفاء النكهة والتميّز على الطعام. وفي الوقت عينه، تقدم مجموعة من المكافآت الغذائية. وما الذي قد تطلبونه أكثر، من رشة من هذا وقليل من ذلك؟

تفضل بزيارة المواضيع أدناه لمزيد من التفاصيل

  • البقدونس حرق الدهون ونفس منعش
  • الزنجبيل لحرق الدهون وتنظيف الشرايين وإزالة السموم
  • الثوم لحرق الدهون ومحاربة السرطان ومرض القلب
  • حب الشمرة حارق الدهون ومدر للبول
  • الخردل المجفف لحرق الدهون ومنع تكاثر خلايا السرطان الموجودة
  • الشبث أو الشبت لحرق الدهون والتخلص من الغازات
  • الكمون حارق الدهون وإزالة السمية في الكبد
  • الكزبرة لحرق الدهون وخفض معدلات مجموع كولسترول
  • كبش القرنفل حارق الدهون وعلاج ألم الأسنان
  • الفلفل الأحمر لحرق الدهون والحفاظ على صحة القلب
  • القرفة لحرق الدهون وتخليص الأطعمة من البكتيريا الخطرة
  • اليانسون حارق الدهون ولمقاومة عسر الهضم

أطعمة حارقة للدهون غير متوقعة

ستجدون أطعمة استحقت مكانة في طبقكم الحارق للدهون. قد تفاجئكم بعض خياراتي، لأنها مأكولات محذوفة غالباً من اللائحة النموذجية لمتبعي الحمية. ولكن كل من هذه الأطعمة يؤمن غذاء مركزاً مقدماً لكم أفضل المغذيات المزيلة للدهون.
مثلاً، أنصح بتناول اللبن بنصف دسم أو اللبن القليل الدسم، عوضاً عن الأنواع الخالية من الدسم التي تكون غالباً جداً مشحونة بالنشويات الإضافية والمحليات الاصطناعية. بالإضافة إلى مستنبتات البكتيريا البالغة الأهمية الفعالة، يؤمن اللبن الكلسيوم، الذي يبرز كواحد من آخر أدوات إزالة الوزن. سترون أيضاً لقد شملت الخبز (المصنوع من الحنطة) البطاطا (الحلوة فقط من فضلكم) كإثنين من الأطعمة الخارقة المزيلة للدهون.
تحصلون على القوة لبلوغ أهدافكم في إزالة الوزن عبر تناول الأنواع الصحيحة الكاسحة للدهون، والبروتينات والنشويات. المفتاح لنحت جسم رشيق متماسك هو البدء من الداخل إلى الخارج عبر تنظيف الكبد، وتنشيط الأيض، وتعديل السكر في الدم. عندها فقط سيكون جسمكم معداً بامتياز لأفضل نتيجة في إزالة الدهون والوزن. الأطعمة التالية الخمسة تساهم إلى حد مهم في تطوركم كآلة فعالة حارقة للدهون.

تفضل بزيارة المواضيع أدناه لمزيد من التفاصيل

  • حمض غاما لينولينيك حارق الدهون وعلاج الروماتويد gamma Linolenic acid
  • ال – ميثيونين لحرق الدهون وتخفيض معدل الكولسترول L-Methionine
  • البرباريس أو الزرشك لحرق الدهون وطرد سموم الكبد وتنقية الدم Berberis
  • حمض اللينوليك المقترن لحرق الدهون Conjugated linoleic acid CLA
  • الكولين: حارق الدهون وغذاء المخ Choline
  • الكروم لحرق الدهون وسد الشهية واستقرار السكر في الدم
  • الخرفيش أو السلبين: حارق الدهون ومزيل السموم من الكبد Milk thistle
  • اللبن لحرق الدهون ومقاومة الامراض
  • البطاطا الحلوة لحرق الدهون ومضاد للتأكسد
  • الحنطة لحرق الدهون وتنشيط جهاز المناعة
  • زيت الزيتون لحرق الدهون والكوليسترول وموازنة سكر الدم
  • اللوز حارق الدهون وتحسين صحة البشرة والشعر

معلومات طبية

505-news-logo

حرق الدهون بطريقة اقتصادية

$
0
0

تميل الأطعمة المعلبة والمعالجة إلى أن تكون أوفر من المنتجات الطازجة. لسوء الحظ، كل المأكولات العملية الرخيصة الثمن، تؤمن القليل من المغذيات وغالباً ما تكون غنية بالنشويات، والسعرات الحرارية وتحتوي على مجموعة من المكونات الاصطناعية غير المستحبة.
الأخبار السارة هي أنه من الممكن توفير المال وتناول وجبات مغذية كاسحة للدهون في الوقت عينه. فيما يلي نصائح مختلفة واقتراحات عملية لتوفير المال في المتجر فيما تزودون جسمكم بالمأكولات المزيلة للدهون التي يستحقها.

● اعتادوا على وضع لائحة طعام أسبوعية. وهذا يتطلب منكم كون الطعام متوفراً ويجعلكم تقصدون محل البقالة أقل. إن التخطيط يجعلكم تستفيدون أكثر من الطعام المتبقي فتوفرون معاً وقت الطهو وكلفة الطعام.
● تجنبوا شراء الطعام لدى شعوركم بالجوع، فالمتسوقين الجائعون، يشترون فوق حاجتهم.
● ألصقوا على الأطعمة تاريخ الشراء قبل وضعها في أمكنتها.
● توقفوا عن شراء المأكولات الجاهزة والمشروبات الغازية. فعدا عن كونها غير صحية، يمكن فعلاً لتلك السلع، هدر حصة من ميزانيتكم الخاصة بالطعام.
● استمتعوا بالتوت البري خلال الخريف حين يكون وافر في متاجر البقالة. احفظوه في الثلاجة، وحضروا عصير التوت البري الخاص بكم عند الحاجة.
● إن كان الليمون الحامض الطازج مكلفاً في منطقتكم، فلا بأس في استعمال عصير الليمون الحامض الجاهز.
● فكروا بتركيب فلتر للماء. ستوفرون مبالغ مهمة من خلال شرب ماء مصفى.
● اشتروا علب اللحم بالحجم العائلي، وقسموها إلى وجبات منفردة، وجمدوها. ستوفرون المال ويكون لديكم دائماً بعض من البروتين الصحي في متناول اليد.
● لتوفير حوالي 50٪ من كلفة اللحوم، تعلموا كيفية تقطيع الدجاج، واللحم مع عظامه، واطحنوا لحم الهمبرغر الخاص بكم.
● لإضفاء النكهة إلى اللحوم المشوية، احتفظوا بالقشرة الرقيقة على البصل والثوم لرميها على النار مباشرة قبل شي اللحوم أو الخضار.
● اجعلوا من سلطة الملفوف طبقاً جانبياً يتكرر غالباً في لائحة طعامكم. الملفوف أرخص وأكثر تغذية من الخس. لا تشتروا الخضار المقطعة مسبقاً، ستدفعون المزيد، مقابل الأقل، من الناحية الغذائية.
● قطعوا الفاكهة الطازجة في موسمها على شكل شرائح وجمدوها. وستكونون مموّنين لتحضير شراب الصباح – دون شراء أكياس الفاكهة المجلدة المكلفة تلك.
● اشتروا التوت الطازج في موسمه وجلدوه للتمتع به في وقت لاحق.
● لا تهدروا الأعشاب الطازجة، جلدوها قبل أن تفسد ويصبح عليكم رميها.
● يمكن شراء بعض التوابل غير معلبة لتوفير الكثير المال. احرصوا على التأكد من كون أي طعام غير معلب طازجاً، قبل خسارة مالكم.
● لا ترموا قشرة الزنجبيل الطازج، جلدوها لاستعمالها لاحقاً في الحساء والمرق.
● اختبروا الجديد مع كل الأعشاب والتوابل المزيلة لدهون. تساعدكم التوابل على التوفير من خلال تعزيز نكهة الأطعمة الرئيسية البسيطة.
● يكون اللوز في موسمه في منتصف الصيف، إذاً استمتعوا باللوز الطازج في ذلك الوقت، وضعوه في أكياس مختومة، وضعوه في الثلاجة للاستعمال على مدار السنة.
● احتفظوا بأي بقايا من خبز الحنطة وحولوها إلى كسرات من الخبز. استعملوا خلاطاً كهربائياً لتحضير كسرات ناعمة جداً، ثم جلدوها في أكياس بلاستيكية للاستعمال لاحقاً.
● اشتروا اللبن الخالي من المنكهات، (مع مستنبتات حية ناشطة بالطبع) وأضفوا عليه النكهة بأنفسكم بواسطة فاكهتكم المفضلة المزيلة للدهون.
● أبقوا في أذهانكم الرابط بين الصحة والطعام الذي تتناولونه.

● نظفوا فاكهتكم وخضاركم والبيض واللحوم بواسطة الكلوركس وستبقى طازجة لمدة أطول بكثير. فبالإضافة إلى إزالته للمواد الكيميائية السامة، يجنبكم ذلك الخطأ المكلف الذي يقضي برمي المنتجات التي تستمر بالنضوج أكثر مما يجب.

فئة الطعام ومدة النقع
الخضار الورقية: 15 دقيقة
الخضار الجذرية والسميكة القشرة والليفية: 30 دقيقة
الفاكهة: 30 دقيقة
الدواجن والأسماك اللحوم والبيض: 20 دقيقة

غسول الكلوركس

لا ينظف محلول النقع البسيط هذا الأطعمة وحسب، إنما يحييها مجدداً ويعزز نكهتها الطبيعية.
رجاء تنبهوا إلى أن الكلوركس يختلف عن الكلور. في الواقع، المكون الفعال في الكلوركس، وهو الـ soduim hypochlorite ، يتجزأ إلى ملح وماء. محلول الكلوركس موجود منذ عقود. لضمان النوعية، استعملوا فقط الصنف الذي اسمه “كلوركس”. استعملوا ملعقة واحدة من الكلوركس لغالون واحد من الماء النقي.
إن كان بإمكانكم فقط إيجاد “كلوركس ألترا” خففوا الكمية إلى نصف ملعقة لكل غالون من الماء.
ضعوا الأطعمة التي سيتم نقعها في المحلول للمدة المحددة في القائمة أعلاه.
لا تضعوا اللحم المفروم في المحلول، إنما يمكن إذابة اللحم المجلد في محلول الكلوركس، ومدة النقع 20 دقائق لخمسة باوندات من اللحم.
ارفعوا الأطعمة من المحلول، وضعوها في الماء الصافي لعشر دقائق. ثم احرصوا على تنشيف كل الأطعمة جيداً قبل التخزين.

معلومات طبية

505-news-logo

علاج قصور القلب أو فشل القلب Heart Failure Treatment

$
0
0

تركز معالجة قصور القلب الاحتقاني على تصحيح السبب إن أمكن؛ وعندما لا يتيسّر ذلك، يكون تركيز المعالجة على جعل أداء القلب في أفضل مستوى؛ ويمكن أن يساعد الكثير من أنماط المعالجة الطبّية على تفريج أعراض قصور القلب الاحتقاني وعلى إمكانية إطالة الحياة في المصابين به. تصحيح السبب عندما يستطيع الأطبّاء تصحيح سبب قصور القلب، يمكن [...]

معلومات طبية

505-news-logo

رعاية الطوارئ في امراض القلب

$
0
0

يحدث الكثير من المشاكل القلبية من دون سابق إنذار؛ وفي الحقيقة، يؤثر داء الشرايين الإكليلية في زهاء %30 من السكان؛ وقد يكون مهددا للحياة إذا لم تقدم المساعدة فورا؛ ويعتمد بقاؤك على قيد الحياة في الحالات الطارئة على الاستجابة السريعة من قبل واحد من الجمهور والذي يمكن أن يبقى على مقربة من المريض قبل وصول [...]

معلومات طبية

505-news-logo

اعراض الاكتئاب وتشخيصه – الجزء4

$
0
0

يبقى الاكتئاب في أغلب الأحيان غير ملحوظ أو غير معالج. فقد يخفق موفرو الرعاية الصحية في مطابقة العوارض الجسدية مثل التعب، والصداع، والألم والأرق مع الاكتئاب. وفي أغلب الأحيان، ينكر الأشخاص المصابون بالاكتئاب عوارضهم أو يخففون من أهميتها، أو يعتبرونها مجرّد إجهاد. ويتفادى العديد من الأشخاص زيارة الطبيب لأنهم يظنون خطأً أن تشخيص الاكتئاب مرتبط [...]

معلومات طبية

505-news-logo
Viewing all 87 articles
Browse latest View live